الأسرة والوقاية من الإدمان

الأسرة والوقاية من الإدمان

أسباب تعاطي النشء للمخدرات:

توجد أسباب متعددة إلا أن أهمها هي:

  •  حب الاستطلاع و التجريب و الاستثارة.
  • تأثير الرفاق.
  •  الاحساس الزائف بالنضوج.
  •  حب الاستقلالية.
  • التعبير عن التمرد.
  •  تقليد كبار في الأسرة مما يتعاطون.
  •  حب الفرفشة و دحر الملل و الاكتشاب.
  • تحسين مفهةم الذات.
  • هروب من الواقع.
  • احتضان مفاهيم خاطئة عن مفهوم المخدرات.

تجريب تعاطي المخدرات:

في سن المراهق يكون المراهق تحت تأثير أفكار وقيم أصدقائه. ويكون الانتماء لشلة الرفاق والأصدقاء ذو أهمية كبيرة بالنسبة له. وتستطيع الأسرة ان تساعد صغارها المراهقين على التعامل السليم مع مطالب الرفاق، بحيث يصبح هؤلاء قادرين على مقاوة ضغوط رفاق السوء عليهم لكي يتعاطوا الكحول والمخدرات. واستمرار المقاومة يدل على امرين، أولهما ان الأسرة قد نجحت في تزويد المراهق بمهارات التعامل مع مواقف التعاطي، والثاني هو ان انتماء المراهق لاسرته اقوى من انتمائه لشلة  الرفاق. وهذا ما يجب أن يكون عليه الوضع لاجتياز مرحلة المراهقة بسلام. ولا يعني التجريب أن يصبح المراهق متعاطيا بصورة منتظمة.

و رغم ذلك لا بد من أخذ المخاطر التالية في الاعتبار:

- الحوادث والاصابات: قد يتعرض المتعاطي لحوادث وإصابات. وبعض المواد يعوق او يوقف التنفس. و طوارئ الجرعات الزائدة من بعض المواد تؤدي إلى الاغماء أو الوفاة. وحتى الجرعات الصغيرة من بعض المواد مثل الكحول تعوق التآزر العضلي، وتشوش التفكير  وتحول دون اتخاذ القرارات السليمة.

- التأثيرات على المخ: جرعات صغيرة من بعض المواد قد تتسبب في اختلالات عقلية وعاطفية. وبالاستمرار في التعاطي يتضرر النمو النفسي والأداء المدرسي.

- العلاقات الاجتماعية: عادة ما تسوء علاقات الفرد بأسرته وأصدقائه نتيجة تعاطي المخدرات.

 الإدمان: التعاطي بانتظام يقود  إلى الإدمان وهو حالة يحس من فيها بأنه عاجز عن كل شئ دون مخدرات. تعاطي بعض المواد يؤدي إلى اعتماد جسدي على المخدرات بحيث أن الفرد يعاني من أعراض الانسحاب متى ما افتقد المخدرات. و التعاطي المنتظم لبعض المواد يؤدي إلى ارتفاع حد التحمل بحسث يحتاج المتعاطي جرعات أكبر لبلوغ نفس الأثر.

الافساد: يؤدي مزج المخدرات بمواد اخرى إلى اعراض تسمم حادة أو غير متوقعة. كما يتسبب استخدام حقن ملوثة في تسمم الدم والتهابات والاصابة بفيروس الكبد ب وال HIV وهو الفيروس الذي يسبب مرض فقدان المناعة AIDS.

مخالفة القانون: حيازة واستعمال المخدرات غير المشروعة تعرض الشخص للمساءلة القانونية ولاحتمال فتح سجل جنائي يؤثر بالسلب على مستقبله.

اعتبارات مالية: التكلفة المالية لسوء استعمال المخدرات باهظة وهذه تقود إلى مشكلات مالية وجنائية.

كيفية اكتشاف أن شخص ما يتعاطى المخدرات:

يصعب معرفة ما إذا كان الشخص يتعاطى المخدرات من مجرد الملاحظة. والأعراض التالية قد تشير إلى حدوث التعاطي إلا أنها أيضا قد تكون مؤشرات لحالة غير عادية أو تكون ضمن طبيعة النمو في مرحلة المراهقة.

الأعراض المحتملة للتعاطي هي كما يلي:

  • حالات غير عادية من النعاس و النوم.
  • تقلبات مزاج فجائية.
  • صعوبة التركيز، فقدان الذاكرة مؤقتا، الاغماءات، الهلوسة.
  • السهر غير العادي.
  • السرية في النشاطات وأماكن التواجد.
  •  الكذب والسرقة.
  • أصدقاء جدد وغريبي الأطوار.
  • روائح غير عادية، بقع أو علامات في الجسد أو الملابس.
  • مواد بودرة غير عادية، وأقراص كبسولات و حقن و رقائق ألومونيا.

من يصبح مدمنا للمخدرات؟؟

ما كل مراهق يجرب تعاطي المخدرات يصبح مدمنا. ولكن أولئك الذين ينقصهم حب الآخرين لهم والذين يعانون من عدم الثقة بالنفس والطمأنينة وتقدير الذات، وكذلك الذين يعانون من الاكتئاب والتعاسة فهم المعرضون اكثر من غيرهم لمرض الإدمان. فالكحول والمخدرات تجلب لهؤلاء سعادة وقتية وحلا مؤقتا لمشكلاتهم. ولكن التعاطي المنتظم يقودهم إلى الاعتماد والإدمان. وجدير بالذكر هنا أن المراهقين المنحدرين من أسر تكثر لديها مشكلات الكحول والمخدرات هم بدورهم اكثر عرضة من غيرهم للإدمان.

كم يستغرق من الوقت ليصبح المتعاطي مدمنا؟؟

هذا يعتمد على شخصية المتعاطي وقوة مواد التعاطي وتكرارات التعاطي. ومن الأهمية بمكان أن يتم التعرف على من هم معرضين لمخاطر المرض ومساعدتهم وهم في المراحل المبكرة جدا في تاريخ نمو المرض.

دور الأسرة عند اكتشاف وجود مشكلة:

الخطوة الأولى هي تحديد حجم المشكلة. هل هي حادث تجريب وحيد أم تعاطي منتظم؟ فلو أن الأر يستدعي الاهتمام وجب على الأبوين الجلوس مع النشء ومناقشته بهدوء وعقلانية. ومهم أن لا يوجه اتهام دون أدلة محددة. ومهم أيضا أن يستمع الأبوين للنشء دون مقاطعة او استفزاز. ويستحين في هذه المرحلة أن تتحدث الأسرة مع مرشد نفسي يساعد في التعامل مع الموقف.

تأثيرات سوء استعمال المخدرات في الأسرة:

من الشائع أن ينكر متعاطي الكحول والمخدرات خطورة المشكلة بالنسبة له. وقد تكون الأسرة نفسها شريكة في عملية الانكارآملة في أن تتبخر المشكلة وتزول بطريقة أو أخرى. وفي أحيان يستوجب التعامل مع مشكلة التعاطي التعرف على مشكلات أسرية أخرى تقبع وراء مشكلة التعاطي وتسهم في استفحالها. وعلى سبيل المثال العلاقات الأسرية المتردية أو السيئة وتفشي ظاهرة تعاطي الكحول أو المخدرات في الأسرة.

عند اكتشاف وجود مشكلة تعاطي المخدرات في الأسرة تصبح الأسرة في حاجة إلى مساعدة لمواجهة انفعالات مربكة مثل الحب والإحساس بالخيبة والخذلان والشعور بالذنب. ويصبح المتعاطي وسط دائرة اهتمامات الأسرة موجها ومؤثرا في أحاسيس الأسرة وسلوكها. وهذا قد ينجم عنه وضعا أسريا غير صحي وغير مستقر.

ردود فعل الأسرة بالنسبة للمشكلة تحدد ما إذا كان المتعاطي سوف يتوقف و يستمر. و من أجل أفضل الأبوين القيام بما يلي:

  •  الاستمرار في تحمل السئولية كأبوين.
  • عدم الرضوخ لمناورات التعاطي.
  •  التمسك بقواعد السلوك في الأسرة.
  •  الاهتمام بحوائجهما العاطفية  وحوائج أطفالهما الآخرين.

السكر:

إذا كان الابن في حالة سكر أو تحت تأثير مخدرات حول أن تعرف كمية الاستهلاك وطريقة الاستهلاك سواء عن طريق التدخين، الاستنشاق، الحقن .. الخ. وأرجئ النقاش في المسائل الأخرى إلى حين استفاقة الابن. وإذا استدعى الأمر فعليك الاتصال بأقرب مركز علاج إدمان.

في حالة الأغماء أو اعياء ناتج عن جرعات زائدة من المخدرات فعليك بما يلي:

§        امكث بجانب المريض ولا تتركه وحده.

§        ساعده لينام على جنبه لمنع استنشاق القئ.

§        اطلب طبيب أو اسعاف.

§        اجمع البودرة والأقراص و كل الأشياء المستخدمة في التعاطي ليتم فحصها بواسطة الطبيب.

الوقاية من اساءة استعمال المخدرات:

يستطيع الوالدان حماية النشء من تعاطي المخدرات من خلال:

§        إحاطة النشء بمشاعر الحب والتفهم.

§        توفير نظام تربية متسق وعادل.

§        فتح قنوات التعبير عن المشاعر والأحاسيس والأفكار.

§        توفير فرص لممارسة هوايات إيجابية في المنزل والمدرسة أو أي مكان آخر.

§        توفير مناخ أسري مستقر.

§        أبداء تسامح تجاه أخطاء النشء.

§        تزويد النشء بمعلومات دقيقة وموضوعية عن مشكلات النمو مثل الجنس والمخدرات والجريمة.

§        قضاء أوقات كافية مع النشء و إبداء الاهتمام تجاه عالمه.

§        الاستماع إلى النشء و إسداء التشجيع و الدعم و النصح له.

دور الأسرة في الوقاية من الإدمان

تستطيع الأسرة أن تلعب دورا رئيسا في الوقاية من الإدمان من خلال القيام بما يلي أثناء المراحل النمائية الحرجة في عمر الفرد:

§        ترسيخ القيم الاجتماعية في النشء.

§        تزويد النشء بالمعلومات العلمية عن مخاطر تعاطي المخدرات والمنشطات بكل أنواعها وإزالة الخرافات والأوهام من حولها.

§        غرس واحترام وتقدير الذات في النشء وإشعاره بأهميته.

§        تشجيع فردانية الطفل وتميزه عن أقرانه.

§        المشاركة في عالم النشء والتعرف على أصدقائه وأسر الأصدقاء.

§        تشجيع النشء على ممارسة الهوايات والنشاطات النافعة لملئ أوقات الفراغ ومكافحة الملل.

§        ممارسة الأسرة من وقت لآخر لنشاطات جماعية و مشتركة يستمتع بها جميع افراد الأسرة.

§        التسامح مع أخطاء النشء وعدم توبيخه أمام أصدقائه.

§        الاستماع للنشء ومحاورته بهدوء وعقلانية.

§        الحرص على الالتزام بقواعد السلوك في الاسرة.

§        المحبة والتفاهم بين الوالدين.

§        المساعدة في خلق مناخ في المنزل جاذب للحدث وليس طارد له.

§        التعرف على أماكن وجود النشء خارج المنزل وأسباب وجوده فيها.

§        متابعة التحصيل الدراسي للنشء من خلال الاتصالات المنتظمة بالمدرسة.

§        مراقبة انفاق النقود لدى النشء ومعرفة جهات الصرف مع تحديد احتياجاته.

§        الالتزام بفورية الثواب والعقاب للنشء وشرح أسباب كل منهما.

§        مراقبة الأحوال الصحية (جسدية ونفسية) للحدث باستمرار وعن كثب.

§        معرفة طبيعة استخدامات النشء للإنترنت وتحديد مصادر المعلومات ونوعها.

§        إشراك النشء في وضع واتخاذ القرارات الخاصة بالأسرة.

§        حض النشء على عدم التباهي وتشجيعه على التعاطف مع المحرومين والمعدمين والمعوقين.

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة