الرد على اسئلة القراء

اجابة اسئلة المجموعة (9)


  • رقم المجموعة : 9 تاريخ النشر : 2005-11-20
  • إعداد : د.محمود ابو العزائم وظيفة المعد : مستشار الطب النفسى

 

الصداقة والحب

 الأستاذ الدكتور/

أكتب إليكم عن مشكلتي تلك التي ترددت في الإفصاح عنها وخاصة لذوي التخصص.. باختصار أنا أعاني من حالة صراع نفسي رهيب يدمر حياتي يوماً بعد يوم هذا الصراع يلازمني في كل جوانب الحياة ـ أثناء النوم ـ في البيت ـ في الجامعة ـ في المواصلات ـ مع أصدقائي.

إني أتبدد ضعفاً وهوناً يوماً بعد الآخر ـ لقد فشلت في أن أجتاز العام الماضي بنجاح باهر كما وعدت والدي ـ كما فشلت أن أنضم أو أحافظ على ثقة جماعة المسجد التي انضممت إليها مؤخراً.. إنني أفرط في حق كل الناس الذين يعرفونني. أفرط في حق نفسي ـ المشكلة بدأت وأنا في الفرقة الثانية بقسم علك النفس حينما سجلت اسمي في الرحلة المنوط قيامها إلى معرض الكتاب بالقاهرة وفي هذا اليوم جلست بجواري فتاة دمثة الخلق رقيقة الملامح متوسطة الطول ولكنها من النوع الممتلئ إلى حد ما فقد شدتني إليها رغبة من نوع ما.. فقد جلست بجواري وتعارفت على وتعارفت عليها وتبادلنا الحديث حول موضوعات الجامعة وقضايا الجامعة والكتاب الجامعي.. الخ. ومن آن لآخر كنت أشعر أنني أحبها وربما كان هذا شعوري الصادق نحوها أما هي فأبدت رغبة في الجلوس معي حتى في العودة وظلت معي لم نفارق بعضاً وظل كلانا يحتفظ بإحساسه الدفين للآخر في كلتا عينيه وهمسة قلبه ودفء يديه لقد شعرت بالحب نحوها وأستطيع أن أقول أنها شعرت به كذلك ولكنها ظلت متحفظة لطبيعتها الأنثوية والعادات والتقاليد.

وبمجرد أن انتهى يوم الرحلة جلست أفكر في تلك المواضيع التافهة التي تتعلق بقصتي معا. لقد أحببتها حباً عنيفاً يصل إلى درجة كبيرة وأحمد الله أنني نجحت في الفرقة الثانية بفضل جهود زملائي معي وأصدقائي.. إلا أنني حينما اختلطت بمسجد القرية تعرفت فيه على جماعة يقال عنها أنها تنتمي إلى اتجاه إسلامي وانتميت إليهم بتحفظ.. وأفهموني بعض تعاليمهم ـ أقصد تعاليم الإسلام بمنظورهم ـ وشرحت لهم حبي مع زميلتي فأفهموني أن الحب حرام وخاصة حب الرجل للمرأة وأنه بمجرد نظرتي إليها أكون وقعت في الشرك والكفر وأنني لابد أن أصوم شهرين كاملين كي أكفر عن ذنبي .. دارت بي الظنون أن أفكر أنني كفرت بالله ـ والعياذ بالله ـ لقد كفرت بالناس فقررت أن أقاطع زميلتي التي أحببتها حباً جارفاً وأنتمي إلى هذه الجماعة لكن هذا لم يحل المشكلة بل تأزمت صراعاً.. إنني أحب فتاة وفي القوت نفسه أشعر أن هذا حرام هذا الحب يغضب الله عز وجل.. حتى انتهت السنة الثالثة على خير وبفضل مجهود زملائي أيضاً.. نجحت بدرجة (مقبول) مما أغضب والدي الذي كان يتوقع لي تقدير جيد جداً على الأقل.. أحسست أنني فشلت في الدراسة بل وفي المجتمع.

وفي يوم ما صارحت زميلتي أنني أحبها حباً شديداً. كان ردها حين ذلك أن التزمت بالصمت ولم ترد ولكن جاءتني بعد فترة وقالت بخجل وحياء شديدين أنها لديها نفس المشاعر وتنتظر أن أطلب يدها من والدها.. ولكني في صراع مع نفسي.. جانب يقول هذا حرام وكل نظرة إلى المرأة حرام فما بالك بلمس الأيدي والانجذاب نحوها أنه كفر وشرك بالله.. وجانب يقول أن الحب (أي حب) هو بداية العبادة. أرجو أن تساعدني في أن أضع حداً لهذه المأساة. 

الأخ ج. أ. أ.:

يلعب الحب دوراً هاماً في حياة الإنسان. فهو أساس الحياة الزوجية وتكوين الأسرة ورعاية الأطفال، وهو أساس التآلف بين الناس وتكوين العلاقات الإنسانية الحميمة, وهو الرباط الوثيق الذي يربط الإنسان بربه ويجعله يخلص في عبادته وفي اتباع منهجه والتمسك بشريعته.

ويظهر الحب في حياة الإنسان في صور مختلفة، فقد يحب الإنسان ذاته ويحب الناس، ويحب زوجته وأولاده، ويحب المال ويحب الله والرسول ونجد في القرآن الكريم ذكراً لكل هذه الأنواع من الحب.

كذلك يرتبط الحب بالواقع الجنسي ارتباطاً وثيقاً فهو الذي يعمل على استمرار التآلف والتعاون بين الزوجين، وهو أمر ضروري لاستمرار الحياة الأسرية، والإسلام يعترف بالدافع الجنسي ولا نكره، وهو بطبيعة الحال يعترف بالحب الجنسي المصاحب له لأنه انفعال فطري في طبيعة الإنسان لا ينكره الإسلام ولا يقاومه ولا يكبته ولكن الإسلام يدعو فقط إلى السيطرة على هذا الحب والتحكم فيه عن طر يق إشباعه بالطريق المشروع وهو الزواج. ولذلك ننصح في حالتك أن توضح لك الآتي:

أولاً: عن كون أن النظرة للمرأة تؤدي إلى الشرك والكفر وخوفك من وقوعك في الكفر والشرك فقد قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) لعلي ابن أبي طالب "يا علي لا تبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الأخرة" وذلك لما يؤدي إطالة النظر إلى هياج الفكر وعدم طمأنينة القلب الذي يصاب الشرود والاضطراب ولذلك فإن الإسلام لا يوافق على الصداقة بين الرجل والمرأة وخصوصاً الأجنبية عنه ولكن العلاقة التي يوافق عليها الإسلام هي العلاقة الزوجية.

ثانياً: يجب على الشباب أن يفهموا أن العلاقة بين الشاب والفتاة أثناء الدراسة الجامعية هي علاقة زمالة فقط فقد اجتمع الطرفان في مكان واحد لهدف سامي وهو الحصول على العلم الذي يساعد على نمو الذهن والمدارك وللحصول على الشهادة الدراسية التي تمكن الشباب من الحصول على العلم المناسب في المستقبل.

ثالثاً: من الأفضل حالياً بالنسبة لك التفرع للدراسة وتوجيه الفكر والتركيز حتى تستطيع الحصول على الشهادة التي تتيح لك فرصة الحصول على العمل ثم التقدم للزواج بعد ذلك تنفيذاً لأمر الرسول (صلى الله عليه وسلم) "من استطاع منكم الباءة فليتزوج" والباءة هنا هي المقدرة على الزواج وذلك بعد الحصول على العمل والقدرة على الإنفاق.


المشاكل الأسرية بسبب السفر:

 السيد الأستاذ الدكتور/

أعرض عليك مشكلتي التي تسبب قلقاً شديداً في العلاقات بيني وبين زوجي، فأنا أعمل في وظيفة مدرسة ومتزوجة منذ حوالي 20 عاماً وزوجي يعمل مدرساً وكانت الحياة الأسرية مستقرة حتى بدأ وجي في سفره للعمل في إحدى الدول العربية منذ حوالي 10 سنوات وسافرنا مع الأسرة التي تتكون مني وزوجي وولدين وبنت وقضينا معاً سنين إلى أن مرض أحد أبنائي بمرض شديد ونصح الأطباء بوجوب علاجه في مصر حيث الجو المعتدل وحتى يكون بجوار الأخصائي المتابع لحالته وفعلاً سافرت إلى مصر مع الأولاد وتركنا زوجي للقيام بعمله وكان يحضر في الإجازات السنوية وأحياناً يرجع إلى مصر في الأعياد لكي يطمئن على أحوال الأسرة وقمت برعاية الأولاد في جميع النواحي التعليمية والصحية وتنشئتهم التنشئة الدينية السليمة حتى أصبحوا في سن الشباب. وكان يضرب المثل بمدى نجاحي مع أولادي وأنهم على خلق حميد وأولاد مثاليون وكنت أتبع معهم أساليب التربية النفسية السليمة من مناقشة وإقناع وكنت أترك لهم الحرية في التفكير واتخاذ الرأي بعد المناقشة الهادئة والهادفة ثم بعد ذلك بدأت المشكلة عندما أنهى زوجي العمل بالخارج ورجع للإقامة الدائمة في مصر حيث بدأ يتدخل في العلاقة بيني وبين أولادي وبدأ يوجههم باستمرار إلى الخطأ والصواب ويحاول فرض رأيه عليهم باستخدام أساليب الأوامر العسكرية والتأنيب لأقل خطأ مع العلم بأن زوجي يحب أبناءه بشدة ولكنه لا يترك لهم حرية استخدام التفكير في حل مشاكلهم وبدأ الأولاد يشتكون من سوء معاملة والدهم لهم وعدم قدرتهم على التفاهم معه في شئون حياتهم وبدأ المشاحنات في الأسرة. لقد تعبت في رعاية أولادي وتنشئتهم النشأة السليمة ولكن كل شيء بدأ ينهار فجأة والخلافات بيني وبين زوجي مستمرة لأنه لا يترك لي شئون الأسرة لكي أعالجها بحكمة وهدوء كما نجحت فيها من قبل طوال 10 سنوات.

أرجو النصيحة في هذه المشكلة وشكراً. 

الأخت م.أ.ع

من تحليل الرسالة التي أرسلتها طالبة النصيحة في المشكلة السرية التي تعاني أنت وأسرتك ألا وهي العلاقة المضطربة بينك وبين زوجك وأولادك بسبب تدخل الزوج في شئون الأسرة ومحاولته فرض رأيه عليهم باستمرار وبدون مشورة معم أو بدون تفاهم وعن طريق الأوامر العسكرية كما ذكرت في رسالتك. فأولاً يجب أن نحلل الأمر كالآتي:

أولاً: غياب الزوج لم يكن بخاطره ولم يكن هروباً من تحمل المسئولية للأسرة من ناحية التوجيه والرعاية والتربية ولكن كان عملاً من أجل أفراد الأسرة ولمساعدتهم في التقدم بالناحية المالية.

ثانياً: تحملك لمسئولية رعاية أولادك وتربيتهم التربية السليمة بمفردك وبدون مساعدة الزوج كان من ضمن واجباتك ناحية أسرتك وهي تضحية يقابلها تضحية الزوج في تحمل الغربة والوحدة بعيداً عن الأسرة طوال فترة العمل بمفرده في الخارج من أجل رفع شأن أسرته.

ثالثاً: يجب إعطاء الزوج فرصة للتعامل مع أبنائه ومحاولة إيجاد وسيلة للتلاقي والتفاهم وإعطاء هذه الفرصة بيدك لأنك تملكين مفتاح النجاح لهذه الأسرة وذلك عن طريق تهدئة نفوس الأولاد وشرح أبعاد المشكلة لهم وكذلك بإعطاء صورة طيبة للأب أمام البناء وشرح أهدافه في إصدار هذه الأوامر وأنه مع الوقت سوف تستقر الأمور وتعتاد على التفاهم والتقارب في ظل وجود الأب الذي يرعى شئون الأسرة خصوصاً والأولاد في مرحلة الشباب والمراهقة.

رابعاً: على الأب أن يدرك أن أبناءه قد اعتادوا على طريقة معينة في التفاهم وهذه الطريقة قد أثمرت وإنه عن طريقها قد نضج الأولاد وأصبح لهم شخصيتهم المستقلة وأن سن الشباب يحتاج لمعاملة خاصة تبنى على التفاهم والصداقة بعيداً عن الأوامر خاصة الغير معقولة في الأمور الغير مهمة والتي لا تحتاج إلى الإصرار على تنفيذها.

وأخيراً فإن الأسرة المستقرة هي الأسرة التي يوجد تفاهم وصداقة بين أفراها جميعاً والتي يضحي كل أفرادها من أجل استقرار هذه الأسرة أرجو أن تجلسوا جميعاً وتناقشوا معاً في سبب الشجار وكيفية التغلب على هذه المشكلة في ظل المودة والتفاهم والصداقة.


العادة السرية:

 الأستاذ الدكتور:

أرسل لسيادتكم هذا الخطاب بعد تردد شديد، فأنا يا سيدي أعاني أشد المعاناة من وقوعي في تصرفات دائماً تسبب لي الألم والحيرة فأولاً أعرفكم بشخصي حيث أنني طالب في كلية الطب في السنوات الأولى من الدراسة وأميل للهدوء والنظام كما أنني شخصية محترمة من الجميع في الكلية وكذلك في الأسرة وأميل للتدين ولكن منذ سن البلوغ أعاني من العادة السيئة التي يعاني منها أغلب الشباب ألا وهي العادة السرية حيث أجد نفسي دائماً مضطراً إليها وكلما ابتعدت عنها فترات طويلة أجد نفسي أعود لها مرة أخرى وحيث أنني أميل إلى التدين فأنني بعد ممارسة تلك العادة السيئة أجد في نفسي ضيقاً وحزناً شديداً وتأنيب ضمير لمدة طويلة. وقد حاولت التخلص منها بشتى الطرق ولكن دون جدوى وقد قرأت أن لهذه العادة أضراراً سيئة من الناحية الجسمانية والنفسية، ولكن علمت من بعض الكتب الأخرى هذه الأضرار مبالغ فيها ولذلك عندما قرأت مجلتكم النفس المطمئنة وعلمت بأنها تمزج الدين بالدنيا أرسلت إليكم طالباً توضيح تلك الحقائق بصدق وأمانة وما الرأي النفسي الطبي والرأي الديني في ذلك وشكراً.

 الأخ ش. أ. ع

 في الواقع فإن هذا السؤال يتردد دائماً بين الشباب ويرسله الشباب للاستفسار عن موقف الطب النفسي من موضوع العادة السرية. وكذلك يرسله الآباء خوفاً على صحة أبنائهم من هذه العادة خصوصاً بعد ازدياد نسبة انتشار هذه العادة خصوصاً بعد ازدياد انتشار هذه العادة في الفترة الأخيرة بسبب تأخر سن الزواج في المجتمع نظراً للظروف الاجتماعية والدراسية والاقتصادية وحيث إنه لا حياء في الدين، وكذلك لا حياء في العلم فلذلك حين وجب الرد على هذا السؤال أن يتجه الرد للنواحي الجسمانية والنفسية والدينية.

أولاً: من الناحية الجسمانية فإن العادة السرية هي تصريف للطاقة الغريزية في الجسم وإخراج المني بطريقة إرادية وحكمه في ذلك من الناحية البيولوجية حكم الممارسة الجنسية العادية. ولكن الإكثار في هذه العادة تؤثر تأثيراً مرضياً على الجسم خصوصاً الجهاز البولي التناسلي مما يؤدي إلى احتقان البروستاتا مع احتمال حدوث التهاب بالجهاز البولي مع إجهاد الجسم عامة.

ثانياً: من الناحية النفسية فإن العادة السرية والإسراف فيها يؤدي إلى التوتر النفسي والقلق وذلك نتيجة إحساس الإنسان بإنه يمارس شيئاً قد يكون مضراً له ومع إحساسه بأن هذا الشيء قد يكون مخالفاً لتعاليم الدين فإنه قد يصل إلى درجة من تأنيب الضمير والاكتئاب النفسي وما يصاحب ذلك من قلة التركيز والأرق مما يعزز فيه الانطباع الكاذب بأن السبب هو الاستمناء والحقيقة أن كل ما شعر به ردود فعل نفسية ثانوية وبما أن الإفراط في الطعام والشراب وحتى الرياضة واللهو والسهر تؤدى إلى مفعول بيولوجي غير مريح وكذلك الاستمناء إذا ما تجاوز الحدود الطبيعية واحتل الجزء الأكبر من أفكار وأنشطة الإنسان، وقد يتسبب الاستمرار في الممارسة لمدة طويلة إلى حدوث عدم الانسجام النفسي والجنسي مع الزوجة بعد الزواج.

ثالثاً: من الناحية الدينية فقد ورد في كتاب الحلال والحرام في الإسلام للدكتور يوسف القرضاوي في حكم الاستمناء (العادة السرية) إنه قد يثور دم الغريزة في الشباب فيلجأ إلى يده يستخرج بها المني من جسمه ليريح أعصابه وقد حرمها أكثر العلماء واستدل الإمام مالك بقوله تعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملمومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) "المؤمنون 5-7" والمستمنى بيده قد ابتغى شيئاً وراء ذلك وروى عن الإمام أحمد بن حنبل إنه اعتبر المني فضله من فضلات الجسم فجاز إخراجه كالفصد وهذا ما ذهب إليه وأيده أبن حزم وقيد فقهاء الحنابلة الجواز بأمرين: الأول خشية الوقوع في الزنا والثاني عدم استطاعة الزواج.

ولا مانع من أن نأخذ برأي الإمام أحمد في حالات ثورة الغريزة وخشية الوقوع في الحرام كشاب يتعلم أو يعمل غريباً عن وطنه فلا حرج عليه أن يلجأ إلى هذه الوسيلة على ألا يسرف فيها.

وأفضل من ذلك ما أرشد إليه الرسول الكريم الشاب المسلم الذي يعجز عن الزواج أن يستعين بكثرة الصوم، الذي يربى الإرادة ويعلم الصبر. ويقوي ملكة التقوى ومراقبة الله تعالى في نفس المسلم ذلك حين قال: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".

ويتجه العلاج النفسي لتفسير الطاقات البيولوجية لدى الإنسان وعلاج القلق والإحساس بالألم المصاحبان لممارسة هذه العادة مع نصيحة الفرد لتوزيع طاقاته بطرق متعددة تفيد الفرد والمجتمع وشغل أوقات الفراغ وعدم الاستغراق في أحلام اليقظة والبعد عن مشاهدة الأفلام المثيرة والالتزام بالصلاة والجماعة.


سقوط الشعر

 الأستاذ الدكتور:

أعاني من مشكلة تسبب لي الكثير من القلق والخجل إلا وهي سقوط شعر الرأس منذ حوالي 3 شهور ويحدث سقوط الشعر بطريقة منتظمة لدرجة أن هناك بعض الأماكن في الرأس أصبحت صلعاء على هيئة جزر في الرأس وقد عرضت حالتي على الكثير من الأطباء المتخصصين في الأمراض الجلدية الذين وصفوا لي أكثر من نوع من العلاج بالأقراص والمراهم والغسول ولكن بدون جدوى وأخيراً طلبوا مني عرض حالتي على الطب النفسي أرجو أن تدلني على علاج هذا المرض المحير وشكراً. 

الأخ .أ.ع

 ينشأ الجلد والجهاز العصبي من الناحية التكوينية من نفس المصدر ولذا نجد الترابط المستمر بين الأمراض الجلدية والنفسية بل أنه عادة ما نعبر عن انفعالاتنا بطرية جلدية مثل احمرار الوجه بسبب الخجل أ والحرج، الشحوب من الخوف، العرق من الفزع، وقوف الشعر في حالات الرعب وكذلك نرى أن أكثر الأمراض الجلدية لها تأثير على خلايا الجهاز العصبي نظراً لعلاقة الأصل في التكوين. لذا فأمراض الحساسية المختلفة تؤثر على خلايا الأجهزة العصبية تأثيرات مختلفة حسب نوع المرض.

وعادة ما يعاني مرضى الاضطرابات النفسية من بعض الأعراض والشكاوي الجلدية ونلاحظ أن المريض يعاني من الحاجة الشديدة للحنان والحب والمساندة وعدم القدرة على إعطاء الحب للآخرين وكبت شديد لكل الانفعالات خاصة الحزن والغضب ويفيد هذا التفسير الدينامي في العلاج النفسي وكشف العوامل الدفينة التي أدت للمرض الجلدي ولكن يجب ألا نغفل احتمال وجود مرض عصابي أو ذهاني أدى إلى هذا المرض حيث يرتبط الاكتئاب في بعض الحالات بالالتهابات الجلدية وكذلك سقوط الشعر مع الوسواس القهري ويتجه الطب الحديث نحو الاعتقاد في أن معظم الأمراض الجسدية يلعب فيها العامل النفسي دوراً قوياً سواء في نشأتها أو استمرارها أو إثارتها أو ضعف مقاومة الفرد للمرض لدرجة أن بعض الأبحاث الحديثة تفيد بوجود ترابط بين السرطان والعوامل النفسية.

ولذلك ننصح في حالتك بالاستمرار في استخدام العلاج الموصوف لك من طبيب الأمراض الجلدية مع عرض حالتك على أخصائي للطب النفسي لتقييم حالتك النفسية وتنظيم خطة العلاج إذا احتاج الأمر لذلك.


الإدمان على القمار

 

الأستاذ الدكتور:

أرسل لسيادتكم هذه الرسالة لعلك تجد حلاً للمشكلة التي تعاني منها أسرتي المكونة مني ومن زوجي وأولادي في مراحل التعليم المختلفة فأنا يا سيدي أم قد احتارت في هذه الحياة بسبب إدمان زوجي المستمر على لعب القمار فما أن يبدأ الشهر حتى أجده قد أنفق معظم مرتبه على ألعاب القمار والمراهنة بل قد يستدين من الجيران والأقارب حتى يستطيع ممارسة هذه اللعبة اللعينة وعبثاً يحاول الأهل والأصدقاء نصيحته حتى يرجع عن هذا السلوك ولكن دائماً يعود لنفس العمل بالرغم من إعلانه التوبة أكثر من مرة وقسمه على أن يبر بوعده مما أربك الأسرة ووضعها في موقف مالي ونفسي سيئ.

 الأخت س.أ.م

كل إنسان يمكن أن يقامر يوماً ولا يعد مقامراً بالمعنى الحقيقي للمقامرة فقد يشترى إنسان ما بطاقة يانصيب خيرية وقد يربح أو يخسر ولكنه مقامر عابر، وكل إنسان من الممكن أن يشترك في لعبة وقتية للتسلية وقضاء الوقت أما المقامرة الحقيقية فهي تتضمن عنصر المخاطرة والأمل في الربح من خلال عملية تتحكم فيها الصدفة أو شيء من الخبرة وهذا لا ينطبق على عمليات البيع والشراء التي يمارسها الناس لأن الربح أو الخسارة نتائج طبيعية لها. أما المقامر القهري ـ أي الذي يندفع إلى المقامرة اندفاعاً قهرياً جنوبياً ـ فهو في الحقيقة إنسان مريض بالعصاب وهو إنسان يعيش اللعبة وإثارتها ويحارب الشك والغموض بالأمل البدي بالربح.

فالمقامر يشعر بما يشبه اليقين إنه سيربح فإذا خسر مرة فأمامه جولات ومناسبات وهو يشعر بذكائه ومهارته أيضاً وبقدرته على الربح وبأن الحياة بأجمعها مجرد مقامرة فهو كالمدن أيضاً يتوق على الانتحار البطيء والمقامر العصابي لا يريد اكتناز المال بل التمتع بنشوة اللعب ويريد أن يخسر لا شعورياً وهو بالفعل يخسر في نهاية المطاف وهذا هو عنصر الماسوشية في المقامرة ـ أي الاستمتاع بالأذى والألم ـ والمقامر يتعامل مع الصدف ويهوى اللعبة قبل المثل أو الحب أو أية هواية أخرى فالمقامر متفائل ظاهرياً ولا يتعظ بالخسارة لأنه يحب الخسارة لاشعورياً وخسارته اليوم أو ربحه ا تعني عنده أي شيء فهناك الغد وبعد الغد. والمقامر يشعر بالإثم الشعوري واللاشعوري واستمراره على الخسارة أو تحطيم الذات هو جزاء شعوره بالخطيئة وعقاب لميوله العدوانية وهكذا فالمقامر يجمع بين اللذة والألم بل هو يبحث عنهما في اللعبة ونتائجها هي مزيد من اللذة والألم.

   وعلاج مرض المقامرة ليس من الأمور السهلة وتحتاج إلى تدخل المؤسسات الاجتماعية الإصلاحية التي تقوم بادوار التوعية والتوجية الإعلاني ضد المقامرة كذلك يقوم علم النفس بمعالجة المقامرين العصابين والقهريين بواسطة التحليل النفسي الفردي للمريض أو اشراكه في جلسات التحليل النفسي الجماعي حتى يستطيع أن يستبصر بمشاكله الذاتية ويتغلب على الدوافع القهرية التي تدفعه للمقامرة وكذلك يتم علاج الإدمان على القامرة بواسطة العلاج السلوكي التنفيري أي يتعلم المصاب بالمقامرة أن ينفر من المقامرة ويكرهها بواسطة علاجات نفسية خاصة.


اضطرابات النوم

 الأستاذ الدكتور:

أعاني من مشكلة نفسية منذ حوالي 4 اشهر بسبب عدم القدرة على النوم الطبيعي وقد بدأت الحالة عقب مشكلة أسرية مع الزوجة أدت إلى الانفصال بعض الوقت ولكن بعد عودة الحياة السرية الطبيعية مازالت أعاني من نفس المشاكل وقد تناولت الكثير من الأدوية المنومة ولكن بدون جدوى أرجو أن تصف لي طريقة تساعدني على النوم الطبيعي حيث أني حالياً خائف من الوقوع في الإدمان على المنومات وشكراً.

 الأخ أ.م.أ

يواجه كثير من الناس في بعض الأحيان اضطرابات في النوم. وهذه الاضطرابات تتخذ صورة:

· صعوبة الاستسلام للنعاس.

· نوم غير مستقر متململ تتخلله عدة مرات من الاستيقاظ.

·  استيقاظ في وقت مبكر بدرجة أكبر من اللازم في الصباح.

وعدد كبير من الناس يلجأون إلى الأقراص المنومة من غير ضرورة حقيقية إن وجدوا أنفسهم لا ينامون طبيعياً. والأقراص المنومة ينبغي ألا يتاح الحصول عليها إلا بوصفة من الطبيب عندما تكون هناك اضطرابات خطيرة في النوم. ذلك أن الأقراص المنومة أدوية ذات مفعول شديد ولا ينبغي تناولها في استخفاف وعدم مبالاة.

والأقراص المنومة شأنها شأن كثير من الأدوية لها آثار جانبية غير حميدة لأنها:

- لا تجلب نوماً طبيعياً (فهي تغير من مراحل النوم وتتابعها الطبيعي).

- تظل تزاول مفعولها أثناء النهار مما قد يؤدي إلى التعب وإلى التأشيرات السيئة المختلفة وإلى اختلال الأداء.

-  قد يؤدي الاعتماد عليها إلى الإدمان بعد طول الاستخدام.

وكثيراً من الناس يخبرون اضطرابات النوم بدرجة طفيفة عابرة غير دائمة.

ومن الواجب ألا يكون هذا مدعاة للفزع والهم. ومثل هذه الاضطرابات العابرة الطفيفة ترجع في أكثر الأحوال إلى:

· الانفعالات القوية (من غضب أو خوف أو فرح أو أفكار ومشكلات تشغل أذهانهم).

· ظروف جديدة يتم الانتقال إليها (الرحلات أو الأجازات).

·  الأمراض الخفيفة (أنفلونزا، برد، آلام).

وأما اضطرابات النوم الشديدة المفاجئة ومشكلات النوم الطفيفة التي تدوم فترة طويلة فقد ترجع إلى أسباب نفسية أو جسمية متعددة، ومن الواجب قطعاً أن يقوم على علاجها الطبيب.

وعلى المرء أن يتبع الإرشادات للحصول على النوم الطبيعي:

· أجعل لنفسك موعداً معيناً ثابتاً تأوى فيه إلى فراشك. فإن موعد النوم الثابت أمر هام بالنسب للنوم الهانئ الطيب.

· احصل على مقدار النوم الذي تحتاج إليه حتى تشعر في الصباح بالراحة والانتعاش.

تعرف بنفسك على مقدار النوم الذي تحتاج غليه شخصياً، فإن من الناس من يمكنه الاكتفاء بالقليل من النوم، كما أن منهم يحتاجون إلى مقادير أكبر من النوم.

· نم في غرفة هادئة مظلمة جيدة التهوية فوق (مرتبة) ليست طرية لينة بدرجة زائدة).

· إن وجدت نفسك غير قادر على النوم فانهض من فراشك وأبحث عن شيء تفعله (قراءة أو نشاط آخر) على أن تشعر بالتعب. وتجنب النوم أثناء النهار إن كان نومك بالليل مضرباً.

 ومن الأمور التي ينبغي تجنبها في ساعات المساء:

- الإفراط في تناول القهوة والنيكوتين.

- الوجبات الثقيلة.

- الأنشطة المجهدة الذهنية أو الجسمية.

وتذكر: أن ليلة واحدة تنقضي بدون نوم لا ينبغي أن تكون مدعاة للانزعاج والهم.


الأحلام والنوم:

الأستاذ الدكتور:

أذهب للنوم بعد عناء العمل طوال النهار وما فيه من مشاكل وتوترات واستيقظ مبكراً لصلاة الفجر وأحياناً أحس كأنني لم أنم طوال الليل بسبب تزاحم الأحلام وما فيها من صراع وأحياناً أخرى استيقظ من النوم وأحس أنني لم أحلم ويتكرر ذلك في ليالي كثيرة، أرجو أن تدلنا هل الأحلام جزء هام من النوم وهل هناك حقاً علم لتفسير الأحلام وعلاقتها بالحالات النفسية والأمراض النفسية المختلفة وشكراً.

الأخ م.س.ع

على الرغم من أن كثيراً من الناس لا يستطيعون تذكر الحلم عندما يستيقظون صباحاً إلا أننا نؤكد أن الذين لا يتذكرون أحلامهم يحلمون تماماً، كالذين يستطيعون تذكر تلك الأحلام والسبب أنهم لا يستطيعون تذكر تلك الأحلام لأنهم ينامون نوماً هادئاً، فلا يستيقظون إلا بعد انتهاء الحلم بوقت طويل بخلاف هؤلاء الذين قد يستيقظون في نهاية الحلم أو قرب نهايته حيث أن ذاكرة الحلم لم تختزل بعد، وما تزال قوية ومن ثم فإنه يمكن تذكر الحلم بسهولة، وعلى هذا فإن مدى تذكر الحلم يرتبط بالوقت الذي يستيقظ فيه الإنسان هل هو وسط الحلم أو بعد نهايته مباشرة أو بعد نهايته بفترة زمنية.

والنوم الطبيعي يتكون من أربع مراحل مختلفة متكررة تسمى بدورة النوم، وتتكرر هذه الدورة مرتين أو ثلاث مرات أثناء النوم وتختلف شدة هذه المراحل بين النوم الخفيف إلى النوم العميق، وأهم هذه المراحل هي مرحلة النوم العميق، التي تبدأ بعد بداية النم بفترة، ويصحب تلك المرحلة حركة سريعة في العين، مع تغيرات نتائج جهاز رسم المخ الكهربي ولذلك تسمى هذه المرحلة بمرحلة الحركة السريعة للعين، وفي هذه المرحلة غالباً ما يحدث بها الحلم وتستمر لمدة حوالي نصف الساعة، كما أنها تتكرر مرتين أو ثلاث مرات أثناء النوم، وعلى ذلك فإن مدة الحلم قد تكون جزءاً من تلك الفترة أو قد تستغرق الفترة كلها أي قد يستغرق الحلم حوالي نصف ساعة، كما يمكن أن يحلم الإنسان من حلمين إلى ثلاثة أحلام في الليلة الواحدة.

والأحلام هي محاولة متنكرة لتحقيق الرغبات والآمال وهي بمثابة الحيل اللاشعورية للإنسان ولذلك فإنها تنفيس للواقع عما يشغل البال أو الرغبات المكبوته في اللاوعي أو الأحداث التي تمر علينا في ساعات اليقظة ويترك بصماتها علينا لتكون المادة الخام للأحلام حيث يتم دمج المعلومات وإعطاؤها بعض الرموز بدلاً من التصريح بمحتوى الحلم، وهذه العمليات العقلية أشبه بعمليات المونتاج التي نراها في الأفلام السينمائية حيث نستعير في هذه الأحلام تلك القوة النفسية التي تبعد عن الوعي العقد النفسية والذكريات المؤلمة لتحويل المحتوى الكامن للحلم على محتوى ظاهر أي على الصفات والأحداث التي تمثل القصة الحقيقية للحلم.

وأخيراً مازال الحلم جزءا من أسرار المخ التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، ومازال الباحثون والعلماء في حيرة من أحلام الإنسان وأسبابها الدقيقة وإن كانت الأبحاث الحديثة قد أجابت عن كثير من التساؤلات حول هذه الأحلام.


الشخير أثناء النوم

 الأستاذ الدكتور:  

تعاني زوجتي من مشكلة طبية أرجو أن أجد حلاً لها ألا وهي الشخير أثناء النوم مما يؤدي على الأرق وعدم النوم طوال الليل في حالة من الضيق. وزوجتي تبلغ من العمر حوالي 45 عاماً وهي بدينة الجسم وقد حاولت معها بعدة طرق لتحسين حالتها مثل النوم على الجانب الأيمن تعديل جسمها أثناء النوم ووضع الرقبة وارتفاع المخدات كما عرضتها على أكثر من طبيب في الأنف والأذن واستخدمنا أكثر من دواء ولكن بدون جدوى.

 

الأخ س. م.أ

الشخير موضوع مثير للنكات والقصص المضحكة، ولكن الاضطرار إلى النوم مع زوج يشخر شخيراً شديد الارتفاع قد يكون من بين أسباب انعدام الوفاق العائلي والطلاق في بعض الأحيان.

وقد تبين من دراسة مسلية أجرتها منظمة الصحة العالمية في إيطاليا أن 10% من كل الراشدين يشخرون شخيراً مرتفعاً يمكن سماعه من الغرفة المجاورة. كذلك أظهرت الاستطلاعات أن حوالي 21% من كل الرجال و19% من كل النساء يشخرون في كل ليلة والشخير يقع بصفة أساسية في مراحل النوم العميق وهو يزداد كذلك بتقدم العمر، ونحن نعلم أن التوتر العضلي يقل بعد أن يستسلم الإنسان للنعاس كذلك فإن اللسان والفك الأسفل خصوصاً إذا كان الفرد ينام على ظهره ينزلقان قليلاً إلى الوراء وهذا يعوق مرور الهواء من تجويف الأنف وتكون النتيجة أن يتنفس المرء من خلال الفم. ثم أن الدخول السريع للهواء يؤدي إلى تذبذب المجرى الهوائي العلوي (سقف الحلق الرخو) وتصبح هذه التذبذبات مسموعة من صورة شخير، على أن أصحاب السمنة أو الزيادة في الوزن أميل إلى الشخير، وذلك أن المسنة تضطرم إلى أن يناموا على ظهورهم والأنسجة الشحمية في حلوقهم تزيد من التذبذبات ولذلك كان من أساليب العلاج الفعالة للشخير هو أن ينقص الفرد وزنه. كما أن استخدام كرة الشخير ينصح به في بعض الأحيان وذلك بل يثبت بالخياطة في ظهر (بيجامة) الفرد شيء صلب كروي صغير مثل كرة الجولف لتمنعه بذلك من النوم على ظهره وحديثاً تم اختراع جهاز طبي لمنع الشخير ووظيفته أن صوت الشخير الصادر من الشخص النائم يؤدي إلى تنبيه كهربي خفيف للنائم مما يمنع الشخير.

والأمراض التنفسية قد تسبب كذلك تغيراً في المجاري الهوائية مما يؤدي على الشخير فنزلات البرد ومشكلات الجيوب الأنفية كلها قد تعوق التنفس ولذلك يجب العرض على أطباء الأنف والأذن لعلاج تلك المشاكل.


علاج ضعف التركيز

 الأستاذ الدكتور:

أرجو أن أجد لديكم حلاً لمشكلتي التي أعاني منها ألا وهي عدم التركيز والسرحان أثناء المذاكرة مما أدى إلى رسوبي عدة مرات أثناء الدراسة الجامعية بالرغم من كوني أقضي ساعات طويلة في المذاكرة ولكن بدون جدوى لدرجة أنني أصبحت أشك في قدراتي الذهنية وهل هناك مرض اثر على عقلي وأدى بي إلى عدم القدرة على التركيز وهل هناك دواء لعلاج هذه المشكلة وشكراً.

 

الأخ م.ج.أ

الدراسة في حقيقتها عبارة عن عملية فسيولوجية يقوم فيها المخ بتخزين المعلومات كيميائياً على هيئة مركبات بروتينية والواقع أن عملية المذاكرة تمر في ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى هي التعلم والمرحلة الثانية هي الحفظ والمرحلة الثالثة هي مرحلة استدعاء المعلومات التي حفظناها عند اللزوم.. أي عند الامتحان ..ز وهذا هو التذكر وتحتاج إلى اتقان المرحلة التي تسبقها فلا يمكن للطالب في مخه بالمعلومات إن لم تكن طريقة حفظه سليمة. كذلك لا يمكن أن يتذكر ما قرأه إلا إذا أجاد المرحلتين السابقتين من تعلم واختزان.

والواقع أن درجة الانتباه أثناء الاستذكار تلعب الدور الرئيسي في التعلم والكثير من الطلاب يعانون من صعوبة في الانتباه، وتشتت في الأفكار عند البدء في المذاكرة.

وهناك أسباب عديدة تضعف التركيز منها السباب الجسمية مثل الإرهاق والأرق وصعوبة الاسترخاء وعدم الانتظام في تناول وجبات الطعام وضعف الجسم والانيميا والاضطرابات في الغدد الصماء هذه الأسباب تقلل من حيوية الإنسان وتضعف من مقامته مما يؤدي إلى تشتت أفكاره أما عن الأسباب النفسية فتذكر منها أحلام اليقظة والسرحان والوساوس الرضية التي تسيطر على الفكر لأي سبب. كذلك هناك بعض الأسباب العقلية مثل مرض الفصام والاكتئاب وهي حالات مرضية تحتاج للعلاج الطبي النفسي.

أما عن الأسباب والمشاكل العائلية والنزاع الدائم بين أفراد الأسرة فإنها تحتاج للعلاج الاجتماعي لأنها تؤثر تأثيراً سلبياً على قدرة الطالب على الانتباه.

وأفضل الطرق للمذاكرة هي أن يقرأ الطالب الدرس بطريقة إجمالية ويفهمه أولاً ثم يلخصه بلغته الخاصة إما بطريقة شفوية أو عن طريق الكتابة وهي طريقة أفضل ثم يسمعها لنفسه ذاتياً ثم الإعادة من الملخص الخاص وهذه الطريقة تجعل النسيان مستحيلاً ويجب أن يعرف الطالب أن القراءة دون التسميع الذاتي أو الكتابة من أهم أسباب فشل الإنسان في دراسته. ومن المهم أيضاً أن يضع الطالب جدول زمني لما سيتم مذاكرته يومياً أو أسبوعياً لأن تنفيذ هذا الجدول ينظم عمل الطالب ويشعره بالرضا عن نفسه مما يساعده على أن يبدأ اليوم التالي بأمل وتفاؤل مما يقوى ثقة الطالب بنفسه ويساعده على النجاح.

ويجب أن تعلم أن المخ يحتاج للراحة بعد المذاكرة حتى يستطيع تثبيت المعلومات التي احتفظ بها لأن الفرد يحتاج لفترة زمنية معينة تتم فيها عمليات كيمائية في بعض المواد البروتينية في المخ حتى تستطيع تثبيت المعلومات في المراكز العصبية العليا في قشرة المخ ولذلك فإن الأحداث القديمة تأخذ وقتها في التدعيم في المخ وبالتالي يسهل تذكرها أما الأحداث القريبة فلم تتح لها فرصة التدعيم الكافي ولذلك فإنها تكون عرضه للنسيان من غيرها.

أما العملية الأخيرة في التركيز فهي عملية استدعاء المعلومات وأهم ما يؤثر في هذه العملية هو الترابط ويمكن أن نذكر في هذا المجال ما يحدث عندما نذكر الطالب بكلمة أو جملة أثناء الامتحان فيسارع على الفور بذكر التفاصيل الكاملة لأن عملية الترابط تساعده ولذلك يجب على الطالب أن يذاكر دروسه بصورة مترابطة منتظمة تساعده على سرعة استدعاء المعلومات بطريقة سهلة ومنظمة. أما عن الأدوية التي تساعد على التركيز فإننا لا ننصح الطلاب باستخدامها لأنها تعرض الطلاب في بعض الأحيان لحالة من الانهيار النفسي.

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة