الرد على اسئلة القراء

اجابة اسئلة المجموعة (24)


  • رقم المجموعة : 24 تاريخ النشر : 2006-04-20
  • إعداد : د.محمود ابو العزائم وظيفة المعد : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم  

أعانى منذ حوالى 5 سنوات من آلام بالبطن خصوصا بعد تناول الطعام وأحيانا تحدث لي نوبات من الإسهال المتكرر مع القيء وأحيانا أخرى نوبات من المغص مع الإمساك الشديد مما أدى إلى ضعف بالجسم مع فقدان الوزن وعدم الرغبة في تناول الطعام وقد عرضت حالتي على أكثر من طبيب باطني وأجريت لي عدة فحوصات من تحليل براز وأشعة بالصبغة وكلها أظهرت أنني لا أعاني من أى مرض عضوي ووصف الأطباء الكثير من العقاقير بدون جدوى وأخيرا طلب مني الطبيب أن أعرض حالتي على أخصائي في الأمراض النفسية لعلى أجد لديه علاجا لهذه الحالة المؤلمة مع العلم بأني أشغل وظيفة حساسة وأتعامل مع الكثير من الناس ولكنني شخص حساس سريع التوتر والانفعال. أرجو عرض حالتي لإبداء الرأي وشكرا.

 

 الأخ الفاضل:

كثيرا ما يشكو الإنسان من الآلام الجسدية ويكون منشأ هذه الآلام بسبب نفسي لا بسبب عضوي ومثال ذلك ضغط الدم العصبي وقرحة المعدة والقولون العصبي. وفي حالة القولون العصبي يشكو المريض من المغص المتكرر مع تقلصات بالمعدة والأمعاء مع القيء والغثيان وعسر الهضم والإمساك وأحيانا الإسهال المتكرر.

 ومن المعروف أن الجهاز الهضمي من أشد أجهزة الجسم حساسية للتعبير عن التغيرات النفسية والعصبية وأن هذه الأعراض قد تكون المؤشر الوحيد لهذه التغيرات في بدايتها دون ظهور الأعراض النفسية ذاتها فقد تحدث حالات من الاكتئاب النفسي وتظهر فقد في صورة نوبات متكررة من عسر وكذلك يصاحب القلق النفسي أعراض نقص الوزن وفقدان الشهية والإسهال المستمر وفي بحث عن المرضى الذين يعانون من القولون العصبي المتقلص وجد أن نسبة مادة الكاتيكول أمين والأدرينالين والنوادرينالين مرتفعة في الدم وهذه المادة تفرزها غدة فوق الكلية وتسرى في الدم تبعا للمؤثرات العصبية وتدل على مدى ودرجة الانفعال العاطفي والمجهود الذهني للفرد. وقد بين البحث أنه كلما ارتفعت نسبة درجة القلق النفسي عند هؤلاء المرضى ارتفعت نسبة هذه المادة في الدم. وهذه النتائج تدل على أن القولون العصبي يلتهب فعلا تبعا للتغيرات النفسية العصبية, ويحدث نتيجة لهذه التغيرات زيادة مادة الكاتيكول أمين أو نقصها تبعا للتغيرات العاطفية والنفسية التي تؤثر بدورها على القولون. ولا يحدث هذا في أمراض القولون التي تنتج عن الإصابة بالديدان أو الطفيليات أو الميكروبات والتي ليس لها أي علاقة بالتغيرات النفسية العاطفية أو العصبية. ولذلك فإن العلاج في حالة القولون العصبي يجب أن يتجه لعلاج الأسباب التي تؤدي إلى زيادة القلق والتوتر لدى المريض مع استعمال العقاقير المضادة للقلق والاكتئاب تحت إشراف الطبيب النفسي وذلك بالإضافة للعلاج الباطني.


السلام عليكم

لي ابنة تبلغ من العمر 20 عاما وهي في السنة الثانية بكلية الآداب وكانت متفوقة في دراستها منذ الصغر وكانت مثالا للشخصية المستقرة إلى أن بدأت تعاني من فقدان الوزن باستمرار لدرجة أن وزنها نقص من60 كيلو حتى وصلت إلى40 كيلو بالرغم من أننا عرضناها على الأطباء الباطنيين الذين وصفوا لها الأدوية المقوية والفيتامينات وبالرغم من أنهم أكدوا لنا أنها لا تعاني من أي مرض عضوي وذلك بعد عمل الفحوصات الطبية إلا أنها مازالت تعاني من فقدان الوزن مع الضعف الجسمي العام وعندما نضغط عليها في تناول الطعام فإنها لا تستطيع البلع وأحيانا يحدث لها نوبات من القيء وقد وصف لنا الأطباء أخيرا بأن حالتها نفسية ونصحوا بعرضها على أخصائي نفسي. أرجو أن تدلنا على علاج هذه الحالة وشكرا.

 

   الأخت الفاضلة:

فقد الشهية أو رفض الطعام خصوصا في سن المراهقة من الأمراض التي تصيب كثيرا من الفتيات ونادرا ما يصيب الرجال وتدل الإحصائيات على انه في كل 100 فتاة تعاني فتاة واحدة أو فتاتان في خلال فترة معينة من سن المراهقة من فقد الشهية. ويبدأ المرض بعد محاولة لإنقاص الوزن ويظهر المرض بعد صراع نفسي بشأن الخطوبة والزواج أو بعد صراع نفسي أو فشل في موقف ما، ومن الناحية النفسية فان كثيرا من المرضى يربطن بين البدانة والحمل وبالتالي بالجنس الذي ينفرن منه ويحاولن كبته كما أن هناك خوفا مرضيا من الوزن واضطرابا في إدراك المريضة لحدود جسمها إذ أنها بالرغم من الهزال الشديد تشعر وكأنها طبيعية أو تميل للسمنة. ويجب هنا أن تعلم بأن الفتيات المصابات بهذا المرض لم يفقدن الشهية للطعام على الإطلاق ومعظمهن يشعرن بجوع شديد في أغلب الأحيان وما يفقدن هو القدرة على السماح لأنفسهن بتلبية دعوة هذه الشهية. ومن المظاهر المرضية لفقدان الشهية العصبي رفض الطعام ومقاومته بكل الطرق- على الرغم من جميع التسهيلات- وأحيانا بأخذ الملينات أو بوضع الإصبع في الفم لإرجاع الطعام وكذلك انقطاع الدورة الشهرية مع فقدان الوزن لدرجة كبيرة حيث تفقد بعض الفتيات حوالي 20% من الوزن المناسب بما يؤدي بها إلى الهزال الواضح.

ولعلاج فقد الشهية العصبي يجب العودة إلى وزن مأمون يكون في النهاية طبيعيا ومن ثم العودة إلى نظام غذائي متوازن كذلك يجب التخلص من الخوف من زيادة الوزن ولذلك يجب التحضير النفسي الذي سيسمح للمريضة للعثور على طرق بديلة للتعامل مع النضوج البيولوجي الذي سينتج عنه زيادة الوزن. ويتضمن العلاج إدخال المريضة المستشفى وإعطاءها كميات كبيرة من المهدئات والعلاج بالنسولين الفاتح للشهية الذي يسبب زيادة سرعة اكتساب الوزن مع إعطاء المريض وجبات طعام خفيفة تحتوي على الكثير من الفيتامينات والبروتينات ثم يبدأ بعد ذلك العلاج النفسي الذي يساعد على تفريغ العوامل المرضية. ويجب على الأسرة مساعدة المريضة في الخروج من المرض ويجب عليك أن تدركي أن الصراع داخل ابنتك يدور بين حاجة جسمها الجائع إلى الطعام وبين خوفها من الوزن الطبيعي فهي مقتنعة بأنه إذا بدأت السماح لنفسها بالأكل فإنها تفقد التحكم بنفسها وتزداد بدانة تدريجيا ودورك هنا ينحصر في تشجيع رغبة الأكل لديها ومكافحة الشعور بالخوف من البدانة. وكذلك يجب أن تجعلي الحقائق عن ابنتك نصب عينيك فالابنة التي تعاني من فقد الشهية العصبي لديها إدراك مشوه فيما يتعلق بحجمها مثلا فقد تشعر بأن حجمها هائل في حين أنها نحيفة وقد تجد صعوبة كبيرة في تقدير كميات الطعام المناسبة فتحس بأن كمية الأكل في طبقها كبيرة جدا في حين أنها أقل من الكمية التي يأكلها أخوها الأصغر. ويجب عليك أن تفهمي مشاعرها ولكن أكدي على هذه الحقائق فيما يختص بجسمها وحاجتها للتغذية.


السلام عليكم

أعرض على سيادتكم مشكلتي التي تتلخص في عذاب دائم يصاحبني منذ حوالي 9سنوات ألا وهو الصداع الذي يؤثر على حياتي كلها وذلك لوجود ألم دائم في الرأس وعدم القدرة على التركيز والعمل وصعوبة القراءة ويزداد الألم خصوصا عند حدوث أي أجهاد نفسي أو توتر وقد عرضت حالتي على جميع الأطباء الأخصائيين في مجالات الطب مثل العيون والأنف والأذن والباطني وجراحة المخ والأعصاب وقد عملت عدة فحوصات أثبتت كلها أني سليم وتعاطيت كثيرا من الأدوية المسكنة دون جدوى وأخيرا طلب مني الطبيب الباطني أن أعرض حالتي على طبيب نفسي. أرجو أن تدلني على علاج لحالتي وشكرا.

 

    الأخ العزيز:                    

الصداع أمر عادي في حياة الإنسان وبعض الناس يحدث لهم الصداع مرة كل عام أو كل شهر وآخرون مرة كل أسبوع أو كل يوم إما في الصباح أو المساء أو في الصيف أو في الشتاء أو قبل الدورة الشهرية أو أثناءها أو بعدها وقد يحدث الصداع حين التعرض للشمس أو للضوء الساطع أو حين الشعور بالقلق أو الكأبة أو حتى أثناء الاسترخاء

 وأسباب ألام الرأس متنوعة ومختلفة ولكن أهمها الحالة النفسية وأهم حالة تصيب الإنسان بالصداع هى القلق النفسي وهو أكثر أنواع الصداع شيوعا. والقلق خوف وتوقع سيء ومع التوقع يحدث توتر في العضلات, عضلات الرقبة وعضلات الرأس ولذا فإن الإحساس الغالب عند المريض هو أن شيئا يشد رأسه ويكاد يشطره إلى نصفين أو أن شيئا ثقيلا قد وضع في منتصف رأسه, إذن لا مكان محدد ولا شكل معين, وتزداد حدة هذا الصداع مع مضي ساعات النهار وتراكم المشكلات والإجهاد, على خلاف الصداع الذي يظهر مع الاكتئاب ويكون في أشد صورة صباحا عند الاستيقاظ من النوم مباشرة وصداع القلق متقطع يجيء ويذهب ولكن إذا استمرت حالة القلق يظل ملازما للإنسان. وفي حالة القلق المزمن يألف الإنسان الصداع بحكم العادة ويمضي حياته والصداع في رأسه والمسكنات لا تجدي معه ولا تفيده.

  أما عن الصداع النصفي فهناك أسباب كثيرة لحدوثه فالإنسان الموسوس يعاني من الصداع النصفي الذي يبدأ في احد نصفي الرأس والمشكلة هنا ذات شقين, الصداع نفسه وأعراض ما قبل الصداع مثل الغثيان والقيء وآلام المعدة أو تنميل الأطراف وهذه الأعراض تسمر بعض الوقت ثم يعقبها الصداع الذي يبدأ بجوار العين في نقطة معينة وهنا المريض يشعر كأن أحد شرايين رأسه ينبض بعنف في هذه المنطقة ثم يزداد الصداع حدة فيشمل جميع الوجه والرأس وقد يستمر ساعات ويأتي على هيئة نوبات وهي أكثر انتشارا بين الأذكياء والطموحين والمثقفين والذين يعانون قلقا مستمرا ويظهر أيضا مع الإرهاق الجسماني وقلة النوم. وأحيانا يثير الصداع قلقا وخوفا ويظن المريض أنه يعاني من مرض في رأسه أو ورم في المخ ويلجا إلى الكثير من الأطباء للعلاج، وقد يكون الصداع بسبب التهاب في الأنف أو الأذن أو مشكلة في العين أو الأسنان أو يكون بسبب قلق نفسي أو اكتئاب.

   ولذلك فان حالتك تلزم العرض على أخصائي نفسي على أن تعرض عليه الأبحاث الطبية التي أجريت لك بواسطة الأخصائيين الآخرين والتي أثبتت أن حالتك العضوية سليمة لكي يبدأ معك العلاج النفسي على أسس سليمة .

 


السلام عليكم

قرأت فى مجلة النفس المطمئنة موضوع شيق عن القلق وعلاجه الطبي والنفسي والديني وقد وصف كاتب المقال مرض القلق بأنه مرض العصر أو طاعون العصر وهو محق في كلامه لان هذا المرض نكبة على من يصاب به فقد كنت حتى فترة قريبة استعجب ممن يشكو من الأمراض النفسية واعتبر المصاب بهذا المرض إنسانا ضعيف الشخصية ضعيف الإيمان, يهرب من الواقع ومشاكله إلى غياهب المرض

وفى أحد الأيام فوجئت بالمرض النفسي يدهمني بشدة وأعجز عن مواجهته أو الخروج منه فقد بدأت أعراض المرض تصيبني بعد مرض أحد الأصدقاء بالذبحة الصدرية ووفاته بعدها بيومين مع أنه لم يكن يعاني من أي متاعب قبل المرض وكان في كامل الصحة وبدأت الأفكار والأوهام تطاردني وبدأت أشعر بضيق شديد في الصدر مع صعوبة في النفس والإحساس بالاختناق وضربات سريعة بالقلب مع العرق الغزير لدرجة أن الأهل استدعوا لي سيارة الإسعاف وبعد فحص الطبيب أخبرني أني سليم وأعطاني بعض المهدئات

   ولكني لم أقتنع فلجأت إلى أستاذ لأمراض القلب وبعد الفحص أخبرني أني سليم ولكني أصررت على عمل رسم قلب الذي أظهر كما قال الطبيب أني في حالة طبيعية وبعد العودة إلى المنزل حدثت لي نفس الأعراض وبدأت في زيارة الأطباء لدرجة أني أصبحت زبونا دائما في أغلب عيادات الأطباء الذين أجمعوا على أني أعاني من المرض النفسي. أرجو أن تدلني على علاج لهذه الحالة اللعينة التي أثرت على حياتي وشكرا.

 

الأخ العزيز:

   مرض القلق مرض قديم قدم التاريخ الطبى المدون ولكن الطب الحديث توصل إلى حقائق جديدة كشفت عن العلاقة بين الكثير من الأعراض المرضية للجسم بما في ذلك الأعراض الوهمية للقلب والقلق قد يكون حالة مؤقتة نتيجة لموقف صعب.. كما قد يكون حالة مرضية تستدعي العلاج الطبي والنفسي. فلا يستطيع أي إنسان الإفلات من القلق العرض مثل الطالب الذي يقبل على الامتحان أو الموظف الذي يواجه تهديدا لمستقبله الوظيفي أو عند فقد الإنسان لأحد أقاربه أو أحبائه. تلك كلها قد تكون حالات عارضة يمكن اجتيازها واستعادة التوازن النفسي بدون أي تدخل طبي. لكن هناك نوعا من القلق يصيب عددا من الناس دون سبب واضح فهو يظهر فجأة..ويتخذ أعراضا متعددة منها الدوار واختلال ضربات القلب أو صعوبة التنفس وألام الصدر والإحساس بتنميل أجزاء متفرقة من الجسم والإحساس بارتفاع مفاجيء في درجة الحرارة وغير ذلك من الأعراض المعبرة عن النوع الثاني وهو القلق المرضي.وكثيرا ما تظهر عند مرضى القلق عشرات من الأعراض المختلفة التي تؤثر في أعضاء مختلفة من الجسم الأمر الذي يواجه الأطباء الباطنيين بالحيرة. فالتشخيص يشبه أو يماثل أمراضا عضوية كثيرة الأمر الذي يستدعي القيام ببحوث وتحاليل عديدة فضلا على التجاء المريض إلى كبار الأطباء لمعرفة أسباب مرضه الذى يهيمن على كل جزء من جسمه ثم يكتشف المريض الحقيقة متأخرا وهي أن العلاج يجب أن يكون علاجا نفسيا لأنه الوحيد القادر على تفسير مثل هذه الأعراض.

     والأساس الفسيولوجي للقلق يكون بسب زيادة في نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي بنوعية السمبثاوي والباراسمبثاوي. ومن ثم تزيد نسبة الادرينالين والنورادينالين في الدم من تنبيه الجهاز السمبثاوي فيرتفع ضغط الدم, وتزيد ضربات القلب, ويتحرك السكر من الكبد وتزيد نسبته في الدم, مع شحوب في الجلد, وزيادة العرق, وجفاف الحلق, وأحيانا ترتجف الأطراف ويعمق التنفس.   أما ظواهر نشاط الجهاز الباراسمبثاوي فأهمها كثرة التبول والإسهال وزيادة الحركات المعوية مع اضطرابات الهضم والشهية والنوم.

    لذلك ننصح في حالتك بأن تعرض نفسك على أخصائي نفسي واشرح له حالتك بالتفصيل والتزم بالعلاج والإرشادات التي سوف يكتبها ولا تحاول علاج نفسك باللجوء إلى تناول المهدئات لان ضررها أكثر من نفعها ما لم تكن تحت إشراف الطبيب.

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة