الرد على اسئلة القراء

اشعر بذنب وتأنيب ضمير


  • رقم المجموعة : 1360 تاريخ النشر : 2015-01-10
  • إعداد : الاستاذ ايهاب سعيد وظيفة المعد : اخصائي نفسي
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

عمري 28سنه كنت متزوجة ولدي طفل ولأسباب خاصة حدث انفصال ..وبقي الطفل بحضانتي وتزوج أبوه من أخرى وبعد مرور عامين من طلاقي تقدم لي شخص محترم فوافقت وحدث اتفاق ان يكون الطفل بيني وبين أبوه بعد أن بلغ الان سن المدرسة أي في العطلة يأتي الي وفي المدرسة عنده أبوه، للعلم أبوه يسكن في محافظه بعيده .

سؤالي لحضرتك هل قسوت على طفلي بزواجي وحرمته مني ؟؟.. ومتخوفة بان يكبر ولا يحبني ويبتعد عني. اشعر بذنب وتأنيب ضمير لا نهاية لهم .. أرجو الرد

 الاخت الفاضلة

السلام عليكم ورحمة الله

نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه. 

من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكرين فيها انك تعانين من من الخوف والحيرة من شعورك انك ظلمت ابنك من زواجك بشخص آخر بعد طلاق أبوه وتنقله بينك وبين أبيه

الأخت الحائرة الزوج سنه من سنن الله لعبادة وهو أمر مرغوب فيه للمسلمين عامة ذكرا كان أم أنثى خصوصا من يستطيع تحمل تبعات الزواج وفى حالتك وبعد طلاقك وفى سنك (28 سنه) وبعد تقدم شخص محترم ومناسب لك كما تقولين يحصنك ويشاطرك الحياة ، كل ذلك منن ونعم من الله عليك.

 أما عن سؤالك عن ابنك ورعايتك له وشعورك بتأنيب الضمير بسبب تنقله بينك وبين أبوه وهل فيه قسوة او ظلم او ضرر له كل ذلك يكون بحسن إدارتك ورعايتك للابن أثناء وجوده معك وحسن متابعة أحواله أثناء وجوده مع والده وعدم محاوله تسميم أفكاره نحو والده وأسرته الجديدة

وهنا نوضح بعض النقاط التى تهم كل أم أو أب انفصلا بالطلاق عن كيفية معاملة أبناءهم فى فترة بعد الطلاق حيث يحتاج الطفل لحنان الأم وعطف الأب مجتمعين وهذا الشيء مؤكد علمياً وبدليل أن ضحايا الطلاق تنتابهم حالة من الشرود الذهني عند رؤيتهم لقرنائهم من الأطفال الذين ينعمون بحياة مستقرة وأغلب حالات الشرود هذه تصل لذروتها في الأعياد والمناسبات بدلاً من أن تكون باعثاً للفرح لدى الأطفال فإنها تؤثر بشدة على اولئك الأطفال الضحايا .. ولهذا يبدأ مسلسل العناد والقلق من المستقبل والمزاج الحاد والعصبية والشعور بالوحدة والانطواء والإنعزال عن المجتمع ويبدأ الطفل عملية الانسحاب التدريجي وهذه الحالة السيكولوجية طبيعية لمن فقد مقومات الحياة السعيدة في كنف أبوين مستقرين وأكثر الأطفال تأثراً بتلك الحالة هم من تجاوزوا سن الخامسة .. ويبدأون في الكوابيس والأحلام المزعجة ومشاكل التأخر الدراسي والبكاء بدون سبب والتبول اللاإرادي 

 وللحفاظ على وجود توازن واستقرار الطفل فإننا سنقترح عدة حلول من شأنها أن تساعد على ضبط الإستقرار النفسى الذي يحتاجه الطفل حتى بلوغه سن النضج والتمييز وعندها سيصبح الوضع أقل وطأة عليه وسنبدأ منذ بداية الإنفصال :

1- عدم الكذب على الطفل وإخباره بأن هناك إنفصال حدث ولم يعُد بالإمكان العيش تحت سقف أسرة متكاملة وأن هناك (طلاق) قد حدث وسأخبرك عن أسبابه بشكل أكبر عندما تصل لسن تسمح لك بذلك وعن الآلية السليمة لطريقة إخباره فيمكن أن تشبه الأم طريقة الطلاق باصدقاء الطفل عندما لم يعد يرغب التحدث إليهم ويقاطعهم بالمدرسة شريطة ألا تنال الأم من الأب أو تقلل من قدره واحترام الطفل لأبيه وصورة الأب هي هاجس الطفل ومتى ما تجاوز سن الخامسة سيصبح قادراً على التكيف مع الوضع .

2- محاولة تخفيف حدة  أمام الطفل وعزله بمنأى عن الخلافات وإشعاره بأن الوضع طبيعي ويتسنى ذلك عن طريق الاحترام المتبادل بين الأبوين .

3- زيارة الطفل لأمه او ابيه والعيش معها في العطل والمناسبات حتى يحس بالإشباع العاطفي .. وهذه الزيارات ضرورية جداً .

4- في حال تنقل الطفل بين الأبوين فإنه يشعر بإنتهاك خصوصيته , ومن المسلم به أن غالبية الأطفال يحبذون التملك وحتى أن الألعاب الخاصة بهم لا يفرطون بها ويبكون عندما ينازعهم عليها أحد ... ولذلك يجب أن يهيأ للطفل غرفة خاصة عند الأم وعند الأب وبها جميع حاجياته بدل من أن يحمله في حقيبة ويحس بالذل والمهانة عندما يشاهد حماية خصوصية أقرانه وبأنهم يمتلكون غرف خاصة بهم وبها جميع وسائل الترفيه .

وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة