الزكاة والصحة النفسية

الزكاة والصحة النفسية

خلق الإنسان أنانيا يحب نفسه أولا ومع معايشته للواقع يبدأ بإحساسه بالآخرين ودوره نحوهم فعملية العطاء واخراج المال عملية نفسية من الدرجة الأولى. فدافع العطاء يقوي مع شخصية الإنسان يوميا بعد يوم ويتوقف هذا الدافع على ما يكتسبه الإنسان إبان حياته من الآباء والأمهات والبيئة المحيطة به ولا نجد ان بعض البيئات يكثر فيها البخل والبعض الآخر يشيع فيه الكرم كل ذلك نتيجة التربية من آباء آما بخلاء واما كرماء . وثبت ان البخيل أناني توقف رشده المالي في أيام حياته الأولي عند مراحل ضحلة وثبت كذلك ان البخلاء يعيشون مع الخوف والقلق وانهم مكرهون من المجتمع لانفصالهم عنه وعدم تعاونهم معه.

أما هؤلاء الكرماء الذين وصلوا الى رشدهم المالي سريعا وعاشوا مع الآخرين في تكافل ومحبه فهم السعداء الذين بعد القلق والاكتئاب عنهم.

فالعطاء نضوج وسعادة .ولذا فيستفيد الطبيب النفسي من طاقة الإعطاء في علاج مرض الاكتئاب الذين يصف لهم الإعطاء للآخرين كعلاج لقلقهم واكتئابهم وإذا حللنا هذا العلاج نجد ان العطاء مقرون بفرحة الذي يتقبل العطية وهذه الفرحة تنعكس على المعطي فيشعر بالرضا والسعادة ولذا فنرى الحق يقول .

" فأما من أعطى واتقي وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى" ويقول كذلك على الجانب الآخر الذي تقوقع وانطوى على ماله " واما من بخل واستغني وكذب بالحسني فسنيسره للعسرى" .

فالعطاء راحة نفسية ونضوج الى مراحل ومراتب ولذا فكانت الزكاة علاجا لمعطيها ويقول الحق" خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيم" والتكافل الاجتماعي الذي يصل لمجتمع الزكاة هو في الحقيقة وقاية من المرض الجسمي والنفسي. فهذه الأموال سوف تصرف لإسعاد الآخرين وعلاجهم جسميا ونفسيا مما يقي مثل هذه المجتمعات من الأمراض الجسمية والنفسية وينعكس كذلك على معطي الزكاة .

والعطاء يشمل الزكاة والصدقة والقرض الحسن والزكاة واجبة والصدقة محببة ولها ثوابها والقرض الحسن تعامل هام في حياة الناس ولكنه يعد أعظم من الصدقة لان الذي يعطي الصدقة يجعل من يتقبلها شاعرا بالصغار ، أما الذي يعين بالقرض الحسن فهو يساعد المقترض على تنمية قدراته ووقوفه قويا في واقع حياته وسرعان ما يتغلب على ضعفه ويصبح إنسانا ومواطنا صالحا بعد القرض . وعندئذ يشعر بالسعادة والرضا وقد عاد الى حظيرة المواطنين الأقوياء فثواب من أعانه اكبر بكثير من ثواب من أعطى صدقة لان الأول عمل واجتهد واعاد القرض الى صاحبه أما الآخر فلم يقوى على هذه العملية والإسلام يقول " المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف " .

من هذا نرى ان الزكاة صحة ووقاية جسمية وصحة وعلاج نفسي لأمراض القلق وتوترات العصر.

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة