السلام عليكم
انا فتاه ابلغ من العمر 18 سنه انتهيت من الثانوية وانا الآن استعد لدخول المرحلة الجامعية مشكلتي التي اعاني منها اشعر بإن لم يعاني احد منها من قبل وانا أعيش في أسره محافظه ووالدي يمنعوننا من مشاهدة البرامج والمسلسلات المخلة بالآداب الا اني في يوم من الأيام أعجبت بإعلان مسلسل مدبلج في إحدى القنوات فبدأت بمشاهدته عن طريق الحاسوب حتى أدمنت عليه دون علم اهلي به وهذه اول مره ارتكب شي نهاني عنه والدي الا انا المشكلة تكمن بعد فترة قصيرة من مشاهدتي للمسلسل المدبلج وإدماني عليه وتعلقي بشخصياته أصبحت اشعر باني غريبة في هذا المجتمع واني غريبه عن أسرتي وحتى ملابسي المحتشمة في المنزل وحجابي وعبائتي أصبحتا غريبتان علي وتضايقانني وبدأت اكره مجتمعي وكل شي حولي فأنا الان اعيش حياة تعيسه وكلما ارى اعلان عن هذا المسلسل أصبحت تأتيني حاله غريبه وأصبح الجميع يلاحظ علي هذا التغيير المفاجي في شخصيتي فأنا أخاف ان يأثر علي هذا الشي في اخلاقي وفي حياتي او ان اخلع الحجاب او ارتدي ملابس غير محتشمه مع اني اعيش في مجتمع محافظ
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التى أرسلتها يتضح أنك تعانى من تأنيب شديد بالضمير مع الشعور بالغربة عن النفس والمجتمع مع بعض الأعراض الاكتئابية والوسواسية
ولابد أن نوضح أن هناك فرقاً بين تأنيب الضمير وجلد الذات والذى يعتبر تأنيباً للضمير ولكن بصورة شديدة وهى إحدى أعراض الوسواس القهرى ومرض الاكتئاب وهناك الكثير من الناس تعتقد اعتقاد خاطىْ بأن تأنيب الضمير الزائد مؤشر جيد للشخص.
حيث إن طريقة التفكير التى تؤدى إلى التأنيب الزائد ينتج عنه الكثير من الأمراض النفسية لأن هذا التأنيب الشديد يتطلب أخذ وقت كثير من التفكير فى الماضى وتأنيب النفس على كل المواقف والأحداث الماضية وهذا يؤدى إلى زيادة الضغط على الجهاز العصبى وهذا الضغط يؤدى إلى نقص مادة فى الجهاز العصبى تسمى السيروتونين وعندما تقل هذه المادة بالجهاز العصبى تؤدى إلى اضطراب فى مراكز التفكير وأيضا مراكز المشاعر فيشعر المريض بالقلق الزائد وعدم الراحة والتفكير فى نفس الحدث أكثر من مرة مما يؤدى إلى تدهور الحالة النفسية وبالتبعية تؤثر على علاقة المريض بالآخرين ومن ثم تتأثر دراسته أو عمله.
والشخص صاحب تلك المشاعر لا يشعر بمشاعر السعادة لأنه يفكر دائما فى الماضى مما يشعر دائما بالألم ولا يستمتع باللحظة التى يعيشها لذلك ننصح هذا الشخص الذى يعانى من تأنيب ضمير زائد أن يقوم بتغيير شخصيته وطريقة تفكيره لأنها تؤثر عليه فى المستقبل وعليه أن لا يحمل نفسه فوق طاقتها ولا يؤنب نفسه باستمرار على ما مضى ويجعل الماضى فقط للتعلم منه حتى لو أخطأ ويعتبرها وسيلة للتعلم وليس جلد الذات...فهوّنىعلى نفسك، وإن شاء الله تعالى حالتك بسيطة جدًّا. أنت تعاني من اكتئاب مصحوب بأعراض وسواسية.