بسم الله الرحمن الرحيم
لدينا طفل بعمر خمس سنوات وعشرة أشهر يعاني ونعاني جميعا في المنزل من مشاكل نومه وهي :
1ـ يخاف من النوم في سرير منفرد فلا ينام الا في سرير أبويه وبينهما حصرا علما بأن سريره في نفس الغرفة بحجة أنه يخاف من مجيء الجيران اليه ليأخذوه وهو نائم وتعريف الجيران عند طفلي هم أناس مخيفون ليس لديهم حواجب ولا يدين وعندما نسأله أين رأيتهم فيقول أنه رآهم ذات مرة وهو نائم أخذوه رموه من ( البرندة ) وهو يعاني من هذه المشكلة منذ سنتين يعني عند بداية كلامه حتى لو نام ووضعته في سريره وهو نائم يستيقظ مذعورا ويعود للنوم في سرير والديه .
2 ـ يستيقظ باكيا بشكل شبه يومي وأحيانا عدة مرات في الليلة الواحدة وقد يستمر بالبكاء لمدة نصف ساعة دون أن يتكلم بأي كلمة وعندما نسأله عن سبب البكاء يزداد صراخا .
3 ـ لا ينام الا وباب الغرفة مغلق ويطلب منا أن نظل نراقبه حتى ينام فيقول ( خلي عيونكم علي ) .
علما أن لطفلي شخصية قوية جدا ومميزة خلال النهار لا شيء يخيفه ـ عنيد جدا ـ اجتماعي مع جميع الأعمار ـ ذكي جدا ويتمتع بخيال واسع وذاكرة قوية فيتذكر أدق التفاصيل التي حدثت منذ سنتين وقد يصعب علينا في كثير من الأحيان تذكر ما يتذكره هو ـ ولم يتعرض لمواقف مرعبة أو هكذا أظن .
أرجوكم حاولوا مساعدتي مشكورين فأنا بحاجة ماسة اليها .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل
من الرسالة التى أرسلتها يتضح أن ابنك يعانى من الخوف والقلق والطفل أحياناً لظروف معينة في البيت أو نوع من التعود يكون مقترن جداً بوالديه أحدهما أو كليهما، وهذا يجعله يطالب دائماً بهذه الرفقة ويخاف إذا افتقد هذه الرفقة، وخاصةً ليلاً.وهذا الطفل في عمر صغير ولا يشعر بالأمان ويحتاج بعض الوقت والدفء العاطفى حتى يشعر بالاطمئنان والسكينة
ثانياً: أرجو أن يشجع الطفل على أن تبنى شخصيته وتكون بصفة جيدة، وذلك بأن نعطيه بعض المهام وبأن نشعره أنه فعال في الأسرة وأن نستشيره حتى في بعض الأمور الأسرية، ولا بد أن يتعلم أن يرتب وينظم ملابسه ويهتم بهندامه وكتبه، فهذه آليات مهمة جداً لبناء الشخصية، وحين تبنى الشخصية يقل الخوف أياً كان نوعه.
والشيء الثالث هو أن تتدرجوا معه لإزالة الخوف، فأثناء النهار اطلبوا منه أن يظل في الغرفة وحده لفترة نصف ساعة مثلاً، ثم بعد ذلك يمكن أن يشجع بكلمة طيبة أو يعطى هدية بسيطة وهكذا، وبعد ذلك يترك في الغرفة ليلاً وحده مع وجود ضوء خافت وتكونون أنتم على سبيل المثال جالسين في الصالة وخلافه، وهو يعرف أن الهدف من بقائه هو العلاج، يعني لا بد أن يوضح له ويقال له أنك أنت ممتاز وشجاع، ولكن حتى نزيل هذا الخوف لا بد أن نطبق هذه الطرق حتى تساعدك.
وأعتقد أن الطفل ربما يحتج ويستنكر إذا ترك وحده، ولكن سوف يتعود إن شاء الله، أي تكون هناك مقدمات تمهيدية، وهي الآليات التي ذكرتها لك، وبعد ذلك يترك وينام وحده حتى لو صرخ وبكى واحتج، فهذا الاحتجاج إن شاء الله سوف يختفي بعد مرتين أو ثلاث.
لكن المهم أن تكون عواطفكم قوية وثابتة وأن لا تستكينوا لصرخات الطفل وبكائه فهذا أمر تربوي ضروري جداً، كما أن المعاملة من جانب الاسرة لا بد أن تكون واحدة، أي أن يكون التطبيق السلوكي منسجماً، وسوف يكون من الخطأ أن ينتهج أحدكما منهج الشدة والآخر منهج اللين، فهذا يؤدي إلى إخفاقات كثيرة في تكوين الشخصية لدى الطفل، كما أنه سوف يستغل هذا الموقف.
كما يمكن أيضاً الاستفادة من إخوانه إذا كان لديه إخوان، فيمكن أن ينام أحد إخوانه معه، فهذا أيضاً يساعد، وإن لم يوجد من ينام معه، وأكثروا من القصص له، القصص التي تخص الأطفال والقصص التي تحمل البطولة، وعموماً الخوف في الأطفال أمر محدود جداً، وينتهي في الكثير من الحالات بانتهاء المرحلة العمرية المعينة، إذاً هو أمر مكتسب ، وسوف يختفي بتطبيق التمارين السلوكية السابقة الذكر إن شاء الله.