الرد على اسئلة القراء

أمي تفضل دائما أخي الأكبر


  • رقم المجموعة : 1066 تاريخ النشر : 2012-11-11
  • إعداد : إيهاب سعيد وظيفة المعد : إخصائي نفسي
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

انا الولد الأخير لدى الأسرة حيث يكبر عني 3 غيري أنا أرى ان الأسرة مفككه فالأب شديد علينا والأم لا حول لها ولا قوة ’ وكلاهما يعملان من اجل توفير لقمة العيش لنا

والمشكلة الأكبر انني لم أحس بحنان الأم وعاطفتها وقد أبلغتها مرارا وتكرارا عن ذلك بل قلت لها لولا وجد اسمك على شهادة الميلاد لما ظننتك انك امي, فهي تفضل دائما اخي الاكبر علينا حتى يومنا هذا , وتجلب له الهدايا دون مقابل , اما انا فلا بد من دفع قيمة الهدية , بل وصل الامر انها قدمت لي هديه بمقابل ان ادفع ثمنها ولما علمت ان اخي قادم من السفر أخذتها مني لتعطيه اياها دون مقابل ...فأصبح ذلك شرخا بداخلي ومن تلك اللحظة قاطعتها نهائيا ....سلوكي داخل البيت تغيرت تماماً أصبحت اعيش في البيت كالغريب ولا اعرف هل هو تقصير مني ام من اهلي , عندما ادخل البيت اقوم بإغلاق الغرفة على نفسي ولا اريد التعامل مع احد من افراد البيت حيث انني اعمل من الساعه 8 صباحا حتى 10 مساءا يوميا وعند دخولي للمنزل أجده بقمة العفانه رائحته كريهة ولدي أخوات بنات لكن للأسف لا يقومون بترتيب المنزل فأصبح المنزل بمثابة جحيم إلي....الاختصار أريد أجابه للنقاط التالية:-

* البيت أصبح بمثابة جحيم ومقاطعتي للام منذ تفضيلها لأخي عليا

* الانطوائيه وعدم التحدث مع الناس نوعا ما لخوفي من الخطأ بالكلام معهم والاكتفاء بالسلام فقط

الأخ الفاضل

السلام عليكم ورحمة الله

نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه. 

من الرسالة التي أرسلتها يتضح أنك تعانى من  من الإحباط والاكتئاب بسبب شعورك ان والدتك تفرق فى المعاملة بينك وبين أخوك

ويجب ان يعلم الأهل ضرورة التوازن فى تربية الأبناء حيث يعتبر التمييز بين الأبناء ذكوراً او اناثاً او بين الإخوة عموماً مثل نار مختبئة تحت الرماد فهي احد الأخطار المحدقة في المجتمع والتي يمكن ان تعود به الى عصر الجاهلية الأولى لذا تعد التربية هي المسئول الأول عن سلوك الأبناء في كل مراحل حياتهم وهناك أخطاء في التربية قد ينتج عنها فراق بين الأبناء وفي العادة يكون هذا الفراق والشقاق ناتجاً عن الفجوة المستمرة بين الآباء والأمهات ما يجعل الأبناء في حيرة من امرهم ولذلك يسعى كل من الآباء والأمهات الى احتضان الطفل الذي يميلون اليه ويفضلونه عن بقية الأبناء هذا من جانب اما الجانب الآخر المهم وقد يكون الوالدان منفصلين فتزداد بذلك معاناة الأبناء في التمزق النفسي وبعد ذلك يتحول صراع الآباء الى تمييز بين الأبناء وهذا يؤدي بالنتيجة الى غياب القدوة وانحسار سلطة الوالدين لمواجهة السلوكيات لبعض الابناء ما يجعل الابناء ينقسمون ضد بعضهم البعض ويولد عندهم روح التذمر والتمرد والحقد على الآخر فيسعون بالنتيجة الى الانتقام بالطريقة التي يرونها مناسبة لهم

 ما يحدث ان السلبيات في عملية التربية تتكرر بتطابق تام كحالات عدم زرع الثقة في نفس الطفل وخصوصاً الفتاة وعدم تنمية المستوى الذكائي لافراد الاسرة عموماً وعدم التعامل معهم على اساس انهم كينونة وحيدة بحد ذاتها لها خصوصيتها الانسانية.. ومن السلبيات التي ترافق العملية التربوية هي التفرقة بين الابناء.. وقد يحدث التمييز بين ذاتهم اذ يستأثر الابن أو البنت البكر غالباً باهتمام الوالدين أكثر من البقية . ان قضية التمييز بين الأولاد سببه تولد عقد اجتماعية أخرى حيث تسمى توابع المشكلات ومنها الشعور العالي بالأنا وازدياد التعامل الاجتماعي الخشن ما بين الأولاد ذاتهم وهنا يؤدي انجرار المشكلة وتوابعها الى المحيط الاجتماعي حيث يولد روح الأنانية في التعامل الاجتماعي وقد يدفع في بعض الأحيان الى الجريمة ويكون عاملاً في ابتعاد الفرد عن المجتمع والشعور بالاحباط والحزن

ولذلك فان على الآباء ضرورة إتباع وسائل في التربية تبتعد عن التفضيل والتمييز بين الأبناء لما قد تسببه من بروز سلوكيات وتنافر بين الأبناء وعليهم إتباع خطوات متوازنة ودقيقة تحكم تعاملاتهم اليومية مع ابنائهم كي لا تظهر حساسيات وكرها وانتقاما بين الأبناء لاسيما أن الفرد سواء في مرحلة الطفولة او المراهقة او حتى الكبر يغار من قرينه حتى ان كان شقيقه إذا ما أحس انه أفضل منه وانه يحظى بتعامل خاص من ذويه وقد أثبتت النتائج والدراسات والبحوث في هذا المجال ان التمييز لأي سبب سواء اللون او الجمال او الذكاء لا يعتبر مسوغاً للآباء لتفضيل احدهم على الأخر. وقد أكد الإسلام أيضا ضرورة المساواة وعدم التفريق بين الأبناء مهما كانت ألوانهم وأشكالهم

اخى الكريم لا يملك الإنسان أن يختار أسرته أو الأشخاص الذي يريد أن يعيش معهم فقد تكون أسرته سعيدة ومترابطة وقد تكون أسرة مفككة لا يهتم أفرادها ببعضهم ولكن في كل الحالات ليس له حق الاختيار لكنه بالتأكيد له حق التغيير والشخص الفطن هو من يستطيع التعايش مع أسرته بغض النظر عن عيوبها ويعرف كيف يطوع كل الظروف لصالحه –فهناك الكثير ممن تكون المشاكل الكبيرة في حياتهم الأسرية هي الدافع وراء نجاحهم وإنجازهم لأنهم بالفعل أرادوا التغيير

وأخيرا عن علاقتك بوالدتك فهنا اذكر بقول الله تعالى(وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)


اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة