أنا شخص حساس نسبيا وأبلغ 34 عاما وأعاني نوعا من أنواع الغربة نظرا لأني نشأت نشأة محافظة إلا أن مجال عملي وتخصصي يحتم علي العمل في بعض الشركات الكبرى والتي للأسف تنحل في بعضها الأخلاق نظرا لوجود بعض الأجانب وغيره ولا يوجد الآن بديل سوى ذلك
المهم أني منذ عامين فكرت في الخطوبة من فتاة ملتزمة لكي أعيش نوعا من أنواع السكن الروحي والمودة والرحمة التي تعينني على تحمل هذا الواقع, إلا أني بقدر الله ظللت أكابد أكثر من عام مع خطيبتي نظرا لسوء طباعها الشديد, وما جعلني أصبر إلا رغبة الأهل في البنت وتعلقها الشديد بي واعتذارها عن بعض ما يبدو عنها وكنت آمل أن تنصلح الطباع بالخطاب الديني ولكن يبدو أن الطباع لا تستقيم بسهولة فقررت أن أفسخ هذه الخطبة نظرا لبغضي الشديد لتصرفاتها وانعدام الأمل في احتواءها وعلاجها وأيضا نظرا لبعض الضغوط العصبية الأخرى التي مررت بها في هذه الفترة بالإضافة أني لم أجد فيها الأنوثة التي يريدها الرجل في زوجته نتيجة هذه الطباع.
بعد فسخ الخطبة حمدت الله كثيرا على أن زال عني هذا الهم ودعوت الله لها بزوج صالح وبالفعل هي تزوجت وفرحت أنا كثيرا بذلك , إلا أني بعد هذا الأمر عزفت تماما عن الزواج, بل وكرهت النساء بشكل غير طبيعي لأن هذه كانت أول تجربة وعلاقة لي مع البنات عموما.
وبالرغم من مضي أكثر من عامين إلا أن الذكريات المؤلمة لهذ الموضوع تضغط على رأسي وكأنها حدثت بالأمس مما تشكل لي ضغطا عصبيا غريبا
بالرغم من أدائي العمرة أكثر من مرة وحفاظي على الدين والصلوات إلا أن ذكريات الموضوع تطاردني وتسبب لي الإكتئاب الشديد وانعدام الحالة المزاحية تماما بل وفقدان الشهوة لأي شئ بل وتأثر إنتاجي في العمل بذلك..
كثير من الرقاة أكدوا أنه ليس هناك أي نوع من السحر أو حالات القرين والمس ونصحوا بالتوجه إل الطب النفسي إلا أن الأدوية مثل بروزاك وغيرها لم تجد معي والحمد لله, فهل يمكن أن أجرب الجلسات الكهربائية لكي أستفيق مما أنا فيه؟
جزاكم الله خيرا
الأخ العزيز
من الواضح من خلال ما ذكرت من شعورك بعدم الراحة فى العمل لما تجد فيه من اجاء تختلف وطبيعتك وكذلك تجربتك الأولى مع تلك الفتاة ورغبتك فى الاستقرار والزواج وإختلاف طباع تلك الفتاة مع طباعك ان كل ذلك قد تراكم بداخلك وادى الى ظهور اعراض الاكتئاب لديك ففقدانك للمتعة والرغبة فى اى شئ وتأثير ذلك على قدرتك للعمل كلها اعراض الاكتئاب والإكتئاب النفسي هو أحد أكثر الإضطرابات النفسية شيوعاً. وهو يصنف ضمن الإضطرابات النفسية التي تتسم بخلل في المزاج. وأهم ما يميز الإكتئاب هو الإنخفاض التدريجي -أو الحاد والمتسارع أحياناً- في المزاج ، والذي يظهر على شكل شعورٍ بالحزن والضيق والكآبة التي قد لا يوجد لها ما يبررها. . ولحسن الحظ ان الاكتئاب النفسى من الأمراض التى يمكن علاجها فنسبة من 80 :90 % من المرضى من الذين يواظبون على العلاج الموصوف لهم يتم شفائهم بنسب عالية .
ويتضمن العلاج :
العلاج الدوائى الذى يتضمن مضادات القلق والاكتئاب .. والعلاج النفسى الذى يتضمن العلاج المعرفى والذى يسعى للتعرف على طريقة التفكير وتبنى افكار ايجابية تجاه الذات والآخرين والحياة والعلاج الديناميكى والذى يهدف الى التعرف على الاسباب العميقة للمرض والتخلص منها واخيرا العلاج بالجلسات الكهربائية ويستخدم في الحالات الشديدة التى لا تستجيب للدواء ويكون على شكل جلسات كل يومين ، حيث يتم تنبيه الدماغ من خلال جهاز خاص لذلك ، تحت مخدر عام مثلما يحدث في العمليات الجراحية. وعلى عكس ما يتوقعه الكثير من الناس فهذا الأسلوب العلاجي ليس صعقاً كهربائياً وليس فيه شعور بالألم. . ولكن الطبيب النفسى وحده هو من يقرر ما الحالات التى تحتاج لذلك لأنه لا يستخدم الا فى الحالات الشديدة واعتقد ان حالتك لا تحتاج لذلك بإذن الله ولكنك فقط بحاجة الى المتابعة عند الطبيب النفسى والحرص فى الاستمرار والصبر على العلاج المقرر لك لأن الأدوية تأخذ فترة لا تقل عن اسبوعين قبل ان تظهر فاعلياتها .. بالتوفيق لك ونتمنى لك الشفاء العاجل بإذن الله.