الرد على اسئلة القراء

خجولة جدا و ليس لدي ثقة بنفسي


  • رقم المجموعة : 988 تاريخ النشر : 2012-05-06
  • إعداد : منى سعيد وظيفة المعد : إخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

أنا خجولة جدا و ليس لدي ثقة بنفسي, اهتم لآراء الناس بي كثيرا و اقكر قبل ان افعل او اقول شيئا.  أنا متحفظة جدا و اشعر اني شخص اخر عندما اكون خارج المنزل لا اكون على طبيعتي, اجد صعوبة في ايجاد موضوع للتحدث فيه مع الاخرين, و انتظر منهم المبادرة و لا ابدا بالكلام الا اذا تحدثوا هم و افكر و افسر تصرفاتهم و اسبق الاحداث. اقكر كثيرا و هذا ما يزعجني لم اكن كذلك في صغري كنت جريئة و اكثر اجتماعية و اتصرف بعفوية. لا ادري ما اسم هذي الحالة لكني اريد حلا لها. 

جزاكم الله خير و شكرا ...ارجو الرد

الاخت الفاضلة

أعتقد أن مشكلتك تتلخص في عدم الثقة بالنفس، ولكن الثقة بالنفس مكتسبة وتتطور ولم تولد الثقة مع الإنسان حين ولد فهي ليست وراثة، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرف أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم،

 إن عدم الثقة بالنفس سلسلة مرتبطة ببعضها البعض تبدأ:

أولا: بانعدام الثقة بالنفس

ثانيا: الاعتقاد بأن الآخرين يرون ضعفك وسلبياتك.. وهو ما يؤدي إلى

ثالثا: القلق بفعل هذا الإحساس والتفاعل معه.. بأن يصدر عنك سلوك وتصرف سيئ أو ضعيف، وفي العادة لا يمت إلى شخصيتك وأسلوبك وهذا يؤدي إلى

رابعا: الإحساس بالخجل من نفسك.. وهذا الإحساس يقودك مرة أخرى إلى نقطة البداية.. وهي انعدام الثقة بالنفس وهكذا تدمر حياتك بفعل هذا الإحساس السلبي اتجاه نفسك قدراتك

أنت لا تكره ذاتك بحبك لمصالح الآخرين ولكن ينقصك الثقة في نفسك بأنك سوف تنجح وتبرر ذلك بأنك تريد أن تقربهم منك.. يمكن ولكن في الأساس أي إنسان لا يكره لنفسه المصلحة ولكن يتخوف من اتخاذ أي خطوة نحو النجاح، لكن جيد أنك قررت التوقف عن جلد نفسك بتلك الأفكار السلبية، والتي تعتبر بمثابة موت بطيء لطاقاتك ودوافعك؟ 

إذا اتخذت ذلك القرار بالتوقف عن إيلام نفسك وتبدأ بالخطوة الأولى، تحديد مصدر المشكلة، أين يكمن مصدر هذا الإحساس؟؟

وأعتقد من خلال إفادتك أن المصدر يتحدد في النقاط الآتية:

- حرمانك من ممارسة طفولتك بما فيها من لعب ومرح.

- للأقارب و الأصدقاء دور في زيادة إحساسك بالألم.

- شعورك بأنك تبدي مصلحة الآخرين عنك وخوفك من الفشل في كسب ودهم ومن الممكن من خلال حوارك مع النفس أن تتوصل إلى أسباب أكثر، ولكن كن صريحا مع نفسك ولا تحاول تحميل الآخرين أخطائك، وذلك لكي تصل إلى الجذور الحقيقية للمشكلة لتستطيع حلها، فحاول ترتيب أفكارك، استخدم ورقة قلم واكتب كل الأشياء التي تعتقد أنها ساهمت في خلق مشكلة عدم الثقة لديك، تعرف على الأسباب الرئيسية والفرعية التي أدت إلى تفاقم المشكلة، البحث عن حل.

بعد أن توصلت إلى مصدر المشكلة..أبدا في البحث عن حل.. بمجرد تحديدك للمشكلة تبدأ الحلول في الظهور... اجلس في مكان هادئ وتحاور مع نفسك، حاول ترتيب أفكارك...

ما الذي يجعلني أسيطر على مخاوفي وأستعيد ثقتي بنفسي؟

- إذا كان الأقارب أو الأصدقاء مثلا طرفا أو عامل رئيسي في فقدانك لثقتك.. حاول أن توقف إحساسك بالاضطهاد ليس لأنه توقف بل لأنه لا يفيدك في الوقت الحاضر بل يسهم في هدم ثقتك ويوقف قدرتك للمبادرة بالتخلص من عدم الثقة.

- أقنع نفسك وردد بكل مشاعر الثقة: من حقي أن أحصل على ثقة عالية بنفسي وبقدراتي.

- من حقي أن أتخلص من هذا الجانب السلبي في حياتي.

- ثقتك بنفسك تكمن في اعتقاداتك: في البداية احرص على أن لا تتفوه بكلمات يمكن أن تدمر ثقتك بنفسك. فالثقة بالنفس فكرة تولدها في دماغك وتتجاوب معها أي أنك تخلق الفكرة سلبية كانت أم إيجابية وتغيرها وتشكلها وتسيرها حسب اعتقاداتك عن نفسك... لذلك تبنى عبارات وأفكار تشحنك بالثقة وحاول زرعها في دماغك.

انظر إلى نفسك كشخص ناجح وواثق واستمع إلى حديث نفسك جيدا واحذف الكلمات المحملة بالإحباط ،إن ارتفاع روحك المعنوية مسئوليتك وحدك لذلك حاول دائما إسعاد نفسك.. اعتبر الماضي بكل إحباطاته قد انتهى.. وأنت قادر على المسامحة، اغفر لأهلك... لأقاربك لأصدقائك لنفسك ولطفولتك، ابتعد كل البعد عن المقارنة أي لا تسمح لنفسك ولو من قبيل الحديث فقط أن تقارن نفسك بالآخرين... حتى لا تكسر ثقتك بقدرتك وتذكر إنه لا يوجد إنسان عبقري في كل شيء.

فقط ركز على إبداعاتك وما تتميز به وعلى أيمانك بالله وتميز قدرك عنده وحاول تطوير هواياتك الشخصية... وكنتيجة لذلك حاول أن تكون ما تريده أنت لا ما يريده الآخرون.. ومن المهم جدا أن تقرأ عن الأشخاص الآخرين وكيف قادتهم قوة عزائهم إلى أن يحصلوا على ما أرادوا... اختر مثل أعلى لك وادرس حياته وأسلوبه في الحياة ولن تجد أفضل من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم، مثلا في قدرة التحمل والصبر والجهاد من أجل هدف سام ونبيل وهو إعلاء كلمة الله تعالى ونشر دينه.

أخي إن النقص الزائد في الثقة بالنفس يعود مباشرة إلى ذاكرة غير منتظمة فالعقل يشبه البنك كثيرا، إنك تودع يوميا أفكارا جديدة في بنكك العقلي وتنمو هذه الودائع وتكوِن ذاكرتك حين تواجه مشكلة أو تحاول حل مشكلة ما فإنك في الواقع الأمر تسأل بنك ذاكرتك:

ما الذي أعرفه عن هذه القضية؟..

ويزودك بنك ذاكرتك أوتوماتيكيا بمعلومات متفرقة تتصل بالموقف المطلوب وبالتالي مخزون ذاكرتك هو المادة الخام لأفكارك الجديدة، أي أنك عندما تواجه موقف ما.. صعبا... فكر بالنجاح، لا تفكر بالفشل استدعي الأفكار الإيجابية.. المواقف التي حققت فيها نجاح من قبل... لا تقل: قد أفشل كما فشلت في الموقف الفلاني.. نعم أنا سأفشل... بذلك تتسلل الأفكار السلبية إلى بنكك... وتصبح جزء من المادة الخام لأفكارك.

حين تدخل في منافسة مع آخر، قل: أنا كفء لأكون الأفضل، ولا تقل لست مؤهلا، اجعل فكرة (سأنجح) هي الفكرة الرئيسية السائدة في عملية تفكيرك. يهيئ التفكير بالنجاح عقلك ليعد خططاً تنتج النجاح، والتفكير بالفشل يهيئ عقلك لوضع خطط تنتج الفشل. لذلك احرص على إيداع الأفكار الإيجابية فقط في بنك ذاكرتك، واحرص على أن تسحب من أفكارك إيجابية ولا تسمح لأفكارك السلبية أن تتخذ مكانا في بنك ذاكرتك.

أخي عندما تتمتع بالثقة بالنفس فانك سوف تجد لنتفك قيمه ذاتيه وروحيه تتحدى بها أي مشكلة نفسية كانت أو اجتماعية وتنجح في علاقاتك وتصبح أكثر نجاحا، وبالنسبة لعلاقاتك العاطفية فهي مشاعر نبيلة ولعلك سببا في هدايتها إلى طاعة الله ولكن المهم أن تكون تلك العلاقة فيما يرضى الله وأن لا تعلق نفسك بما لا تستطيع، والله الموفق. 


اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة