الرد على اسئلة القراء

يتخيل أن زوجته تضع له منوم فى الأكل


  • رقم المجموعة : 1137 تاريخ النشر : 2013-05-15
  • إعداد : وظيفة المعد :
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم
اولا اشكركم على هذا الموقع الالكترونى الجميل الذى وجدت فيه اجابات كثيرة على كل تساؤلاتى
ثانيا هذه المشكلة لا تتعلق بى ولكن تتعلق بأمى وأخى ... أمى تبلغ من العمر 65 عاما واخى يبلغ من العمر 37 عاما وهو متزوج منذ سنة ونصف تقريبا وله ولد امى واخى هذا عندهم مرض نفسى وهو عبارة عن تهيأوات احيانا يتخيلون اشياء لم تحدث من اى شخص فمثلا أمى تتخيل ان هناك ناس يتكلمون عن الاسرة وهذا لم يحث وكذلك اخى نفس الحالة وعندما تواجههم بأن ذلك لم يحدث يؤكدون لك أنه يحدث وهذا الأمر يسبب لنا مشاكل كثيرة وهناك اشياء اخرى فمثلا اخى يقول لى بأن هناك شخص ويذكر اسم هذا الشخص يتصل بزوجتك من السعودية وهذا لم يحدث على الاطلاق ولكنه يؤكد لك انه يحدث ( وانا اعرف جيدا ان هذه تخيلات وتهيأوات ) 
واحيانا يتخيل ان زوجته تضع له منوم فى الأكل اوتضع له اى شئ اخر فى الاكل او الشرب واحيانا يتخيل ان هناك اناس يريدون له السوء او هناك اناس يتأمرون على الاسرة وانا حاليا خائف من اخى ان يؤذى نفسه او يؤذى زوجته او ولده
ثالثا قمت بعرضهم على طبيب نفسى فى القاهرة من حوالى 4 سنوات وقام بإعطاهم علاج ولكن الحالة بتروح وترجع تانى واحيانا يرفضون العلاج وحاليا حالتهم ازدادت سوءا
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه. 
من وصفك للأعراض التي تنتاب اخوك يتضح أنه يعانى من مرض الفصام والفصام هو مرض عقلي يتميز بالأضطراب في التفكير والوجدان والسلوك وأحيانا الإدراك , ويؤدي إن لم يعالج في بادئ الأمر إلي تدهور في المستوي السلوكي والاجتماعي كما يفقد الفرد شخصيته وبالتالي يصبح في معزل عن العالم الحقيقي . 
والعلامات المبكرة للمرض غالبا ما يبدأ المرض خلال فترة المراهقة أو في بداية مرحلة البلوغ بأعراض خفيفة تتصاعد في شدتها بحيث أن عائلة المريض قد لا يلاحظون بداية المرض وفي الغالب تبدأ الأعراض بتوتر عصبي وقلة التركيز والنوم مصاحبة بانطواء وميل للعزلة عن المجتمع . وبتقدم المرض تبدأ الأعراض في الظهور بصورة أشد فنجد أن المريض يسلك سلوكا خاصا فهو يبدأ في التحدث عن أشياء وهمية وبلا معني ويتلق أحاسيس غير موجودة وهذه هي بداية الاضطراب العقلي ويستطيع الطبيب النفسي تشخيص المرض عند استمرار الأعراض لمدة تزيد عن 6 أشهر علي أن تستمر هذه الأعراض طوال فترة مرحلة الاضطراب العقلي
وتتعرض حالة المريض إلي التحسن والتدهور بالتبادل بحيث انه في حالة التحسن قد يبدو المريض طبيعيا تماما , أما في حالات التدهور الحادة فأن مريض الفصام لا يستطيع التفكير بصورة سوية , ويعني من ضلالات وهلاوس وتشوش فكري . أما الضلالات فهي اعتقادات خاطئة غير مبنية علي الواقع , حيث نجد أن مرضي الفصام يعتقدون أن هناك من يتجسس عليهم أو يخطط للنيل منهم وان هناك من يستطيع قراة أفكارهم أو إضافة أفكار إلي أفكارهم أو التحكم في مشاعرهم وقد يعتقد البعض انه المسيح أو المهدي المنتظر. أما الهلاوس التي تظهر لدي مريض الفصام فاهم مظاهرها هي سماع المريض لأصوات تنتقد تصرفاته وتسيطر عليه وتعطيه أوامر كما انه يري أشياء غير موجودة او يحس بأحاسيس جلدية غير موجودة . كما يعاني مريض الفصام من تشوش فكري يظهر بوضوح في عدم ترابط أفكاره فنجد أن الحديث ينتقل من موضوع إلي أخر بدون ترابط ولا هو يعلم أن ما يقوله ليس له معني محدد حيث انه قد يبدأ صياغة كلمات أو لغة خاصة به لا تعني شيئا بالنسبة للآخرين . وحتى إذا تحسنت حالة المريض وتراجع المرض نجد أن الأعراض مثل الانطواء وبلادة الإحساس وقلة التركيز قد تبقي لسنوات وقد لا يستطيع المريض رغم تحسن حالته أن يقوم بالواجبات اليومية العادية مثل الاستحمام وارتداء الملابس كما قد يبدو للآخرين كشخص غريب الطباع والعادات وانه يعيش علي هامش الحياة
ومشكلة مرضى الفصام أنهم لا يتعاونون في تناول الأدوية في بعض الأحيان، لا أقول جميعهم ولكن بعضهم، وهنا لا بد أن يحتم على المريض في تناول الدواء، لا بد أن يُشجَّع، لا بد أن يراقب، وبالتشجيع والمراقبة وإشعاره بأنه له اعتباره وعدم الإساءة إليه بأي حال من الأحوال، هذا يشجعهم على تناول الأدوية. 
والمرضى الذين يفشلون تمامًا في تناول الأدوية أو يرفضونها تعطى لهم نوع من الإبر (الحقن) الشهرية أو تعطى كل أسبوعين أو كل ثلاثة أسابيع – حسب نوع الإبر وحسب نوع المرض – وهذه الإبر تعتبر أيضًا من المستحدثات الجيدة جدًّا، 
وهنالك بعض المرضى ربما يحتاجون إلى جلسات كهربائية، خاصة حين يكون المرض حاد جدًّا، خاصة الفصام الظناني أو الباروني وكذلك الفصام التخشبي؛ فهي تستجيب بصورة ممتازة جدًّا للجلسات الكهربائية. 
ولا بد للمريض أن ينتقل من مرحلة العلاج المكثف إلى العلاج المستمر ثم العلاج الوقائي. 
والمدارس الطبية النفسية الحديثة المعتبرة ترى أن علاج الفصام يجب أن يكون طول الحياة، نحن لا نقول ذلك للمرضى ولكن بعد أن نقوم بفحصهم والتواصل معهم نتحاور معهم، والكثير منهم يقتنع خاصة حين يعرف أن هذا المرض أصبح الآن مثل مرض السكر أو مرض الضغط، حيث أن لديه أسس بيولوجية أو أسس كيمائية. 
والتعامل مع هؤلاء المرضى – شفاهم الله – يكون عن طريق اعتبارهم وإظهار المودة واللطف نحوهم، وألا نسحب الدور الاجتماعي الذي كانوا يتمتعون به، الزوج يجب أن يظل زوجًا، والأخ يجب أن يظل أخًا، وهكذا، لا نعاملهم كمعاقين، يجب أن نشجعهم على أداء أعمالهم، يجب أن نشجعهم على التواصل الاجتماعي، خاصة أن هنالك نوعا من أعراض الفصام (الأعراض السلبية) والتي يكون فيها المريض منزويًا ومنسحبًا وغير متفاعلاً وجدانيًّا، ويجد الصعوبة جدًّا في بداية أي عمل. 
وهذا النوع لا بد أن نشجعه، ولا بد أن نؤهله، وهنالك مراكز في المستشفيات المتطورة توجد لتأهيل هؤلاء المرضى عن طريق ما يعرف باسم (العلاج بالعمل). 
إذن فمرض الفصام يمكن علاجه، والحمد لله الآن أصبحت كثير من الحالات تستفيد جدًّا، خاصة المرضى الذين يلتزمون بتناول العلاج، والفصام ليس معروف الأسباب، ولكن هنالك ميول لأن يحدث هذا المرض عند بعض الأسر، لا نقول أن هنالك دوراً كبيراً للوراثة، ولكن ربما يكون هنالك نوع من الاستعداد الوراثي للمرض إذا توفرت الظروف الأخرى لحدوثه، ومنها إصابات الرأس المبكرة، والمشاكل الطبية التي ربما تحدث في أثناء الولادة، وربما يكون هنالك نوع من الفيروسات أيضًا، والضغوط الحياتية الشديدة ربما تكون أيضًا سببًا، لكن لا بد أن يكون للإنسان في الأصل الاستعداد للإصابة بهذا المرض. 
نسأل الله أن يشفي ويعافي الجميع، وبارك الله فيك

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة