السلام عليكم
انا فتاة ناضجة ومتدينة
مشكلتي هي انني لدي صديقة تعرفت عليها بفترة قصيرة و أحسست بالبداية لميولي لها و كنت أظن انه مجرد إعجاب و احترام
لكن علاقتي معها تطورت و أصبحت لا أفارقها و هي كذلك بادلتني نفس الشعور ،الى حد الساعة كان كل شيء عادي لكن غير العادي هو أننا نتبادل القبل بكل الأنواع كما يتبادلونه امرأة ورجل
لهذا أريد منكم علاجا لهذه الكارثة كما أعلمكم أنني بدأت أغار عليها كثيرا حتى من الرجال والذكور
رجاءا ساعدوني على ان اشفي من هذا المرض
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعانى من تميلين الى صديقتك ميل غير طبيعى وتتبادلين معها القبلات بطريقة غريزية وانك أصبحت تغارين عليها ومن كل تلك الأعراض نستطيع ان نشخص الحالة أنها نوع من أنواع الشذوذ الجنسى والشذوذ الجنسى او الجنسية المثلية هو البعد عن السواء والبعد عن الفطرة السليمة والبعد عن العرف الصحيح
يقول د. محمد المهدى استاذ الطب النفسى : كون المثلى يشعر بميل لا إرادي تجاه مثله لا يعنى كون هذا طبيعى , وكونه يشعر بالرغبة فى هذا الشئ والارتياح لفعله لا يعطيه مشروعية البقاء , فبالقياس نجد أن المدمن يحب المخدرات والمسكرات ويسعد بتعاطيها وربما لا يسعد بشئ غيرها , والمقامر يجد سعادته فى المقامرة , ومع هذا لم يقل أحد بالتسليم لرغبة المدمن أو رغبة المقامر لا لشئ إلا لأن هذه الأشياء حتى وإن كانت ممتعة إلا أنها ضد قوانين الحياة وفطرتها , فهى تهدم ولا تبنى وتعزل ولا تتكامل , وهذا نفسه هو شأن الجنسية المثلية . وليسوا فقط المثليين هم المطالبين بضبط غرائزهم وتهذيبها بل كل الناس مطالبين بذلك فالجميع لديهم غرائز جنس وعدوان بدرجات وأشكال متباينة , والحياة السليمة فى أى مجتمع تستدعى تنظيم وتهذيب هذه الغرائز بما يخدم حياة الجميع وسعادتهم .
وإذا كانت وسائل المساعدة للمثليين قاصرة فى الوقت الحالى فهذا ليس مبررا لاعتبار المثلية عصية على العلاج فكثير من الإضطرابات والأمراض تأخر اكتشاف علاجها لقرون , وإذا كان الغربيون قد حذفوا الجنسية المثلية من قائمة الإضطرابات النفسية فإن هذا ليس قائما فى المجتمعات العربية والإسلامية حيث يعيش الشخص صراعا مريرا مع قيمه الدينية حين يمارس مثليته أو حتى يستشعرها , والشخص فى هذا الوضع يمر بابتلاء حقيقى ويحتاج للمساعدة كى يسيطر على تلك الرغبة التى تسكن جوانحه وهو يرفضها أو يتألم منها ولا يستطيع أن يجاهر مجتمعه بها .
ومن المسلم به شرعا أن الإنسان مسئول عن ممارساته , أما ما يحدث على مستوى فكره ومشاعره مما لا سيطرة له عليه فهو فى عفو الله والله لا يكلف نفسا إلا وسعها , ولا يجوز للمثلى أن يقول بأننى لا أستطيع التحكم , فالتحكم فى الغرائز مطالب به المثلى والغيرى على السواء . وأى جهد يبذله المثلى ليعود أو يقترب من الفطرة السليمة هو فى المفهوم الدينى مجاهدة للنفس يحتسب أجرها عند الله , وأى ألم يتألمه المثلى بسبب رغبة فى داخله لا يعرف مصدرها وهى فى ذات الوقت تؤلمه أو تشعره بالخزى أو العار هى أيضا فى ميزان حسناته حين يضبطها ويسيطر عليها . والجنس فى النهاية طاقة تأخذ مسارها حسب الظروف المحيطة بها ويمكن مع الصبر والمثابرة أن تتحول من اتجاهاتها المنحرفة إلى اتجاهات سوية وإيجابية إذا صدقت النية وصح العزم . والإستسلام للمثلية ليس حلا فمن المعروف إحصائيا أن نسبة الإضطرابات النفسية تكون أعلى فى المثليين وأيضا نسب الإنتحار ونسب الفشل فى العلاقات , وهذا يحدث حتى فى المجتمعات التى أقرت بالمثلية وقبلتها بل وفاخرت بوجودها .
وأخيرا فى حالتك ننصح باستشارة طبيب نفسى يضع لك علاجا متكاملا للتخلص من تلك الحالة المرضية