الرد على اسئلة القراء

حالة من الإحباط لا توصف.


  • رقم المجموعة : 1177 تاريخ النشر : 2013-10-29
  • إعداد : الاستاذة دعاء جمال وظيفة المعد : اخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

 حالة من الاحباط لا توصف.
السلام عليكم
انا طبيب سودانى..الحمد لله نعم ربنا على لا تحصى..اعمل فى احدى دول الخليج منذ عاميين..اجتزت الجزء الاول من الزمالة البرطانية باطنية قبل عامين تقريبا...ولكننى الان لا املك اى رغبة فى مواصلة المشوار..حالة من الاحباط لا توصف.. ففى هذا البلد اشعر باننى اعالج اشياء تافه وامارس فى مهنة اخرى غير التى كنت أمارسها فى السودان..وكذلك اشعر بان البشر هنا فقط (ياكلون...يركبون السيارات..ويتزوجون..لكن لا أحاسيس لا مشاعر ...) ..فى بلدنا كنت أعالج مرضى حقيقيين وطيبين لأبعد درجة..حالات غاية فى الخطورة (ملاريا دماغية..التهاب السحايا..ارتفاع ضعط الوريد البابى ..الخ) بالرغم من الوضع الاقتصادي السئ لكن متعة العمل لا توصف..لاننى كنت اشعر باننى أمارس مهنة ورسالة حقيقية....ولكن هنا وجدت الوضع مختلف تماما..دلع لأبعد درجة..وكلو فى الفاضى..وتعامل سئ من المرضى والمرافقين يستحيل معه مواصلة العمل وكذب وتحايل لم اشهد مثله فى حياتى..وحتى لا اطيل عليك خلاصة المشكلة..هى حالة الاحباط وعدم الثقة التى اصابتى..والله العظيم كرهت هذه المهنة...حيث اننى لم اتوقع ان أجد بشر بكل هذا السؤء..والله بعد كل دوام فى الطوارى اعانى من صداع لاي وصف نتيجة للضعط النفسى....ولايستجيب لكل انواع المسكنات..السؤال الى متى؟..
الاخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه. 
 من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعانى من حالة الإحباط وعدم الثقة وحالة صداع مستمرة ومن كل تلك الأعراض يتضح انك تعانى من الاكتئاب النفسى بسبب عدم القدرة على التكيف
ما ورد في رسالتك يدل بلا شك أنك تفاعلتِ مع الابتعاد عن الأهل بصورٍ سلبية بعض الشيء، أو أن هذه السلبية قد فرضت نفسها عليك وتحولت إلى حالةٍ اكتئابية مرتبطة بما يُعرف بعدم القدرة على التكيف، والاكتئاب النفسي لا شك أنه يفقد الإنسان الرغبة والطموح، ويقلل من الدافعية، ويؤدي أيضاً إلى فتورٍ عام، وشعورٍ سلبي دائم، والشعور السلبي هو من أسوأ الأعراض الاكتئابية، ولكن حقيقةً بداية العلاج تكون من هذه النقطة، وهي أن تسعي سعياً جاداً وبكل قوة في أن تغير كل فكرة سلبية أصابتك بأخرى إيجابية، وأنا متأكد أن لديك الكثير من الإيجابيات في حياتك، عليك فقط تذكرها، كما أنه من المفترض دائماً ان تتذكر أنك أتيت من أجل الحصول على فرصة عمل أفضل، وأنت والحمد لله صاحب المقدرات والتفوق في العمل،
الجانب الآخر للعلاج هو العلاج الدوائي، فالاكتئاب والحمد لله يسهل الآن التحكم فيه بدرجةٍ كبيرة عن طريق الأدوية، وتوجد أدوية فعالة وسليمة جداً وغير إدمانية، لعلاج الاكتئاب خاصةً الحالات التي يكون فيها الإنسان مصاباً بفتورٍ شديد. 
إذاً، خلاصة ما ذكرته: التفكير الإيجابي مع الدواء، وسوف يختفي الاكتئاب تماماً بإذن الله. 
وختاماً: نصيحتي لك أن تشغل نفسك بأي نشاطٍ اجتماعي متوفر خاصةً عن طريق المسجد، كما أن رياضة المشي مفيدة لصحتك النفسية وإزالة الاكتئاب، فابدأ في ممارسة رياضي المشي من هذا اليوم، وستزداد رغبتك فيها، وكما ذكرت فهي مفيدة للصحة النفسية. 

أسال الله لك التوفيق والسداد، وعليك من الآن الانطلاق إلى الأمام، مع العلاج وسوف يختفي الاكتئاب تماماً بإذن الله تعالى .
 

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة