الرد على اسئلة القراء

اشعر بالقنوط والرثاء لحالي


  • رقم المجموعة : 1261 تاريخ النشر : 2014-05-13
  • إعداد : دعاء جمال وظيفة المعد : إخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

انا معاقة عمري 36 يمكنكم تصور ما يعنيه المعاق في حياته ...عجز حرمان وحدة... كنت دائما مختلفة لا العب كبقية الأطفال لا اخرج إلا برفقه لا اسافر ولو مرة في حياتي اخاف من نظرات الناس وغالبا اتجنبهم لم استمتع بأي مرحلة من مراحل حياتي ،كثيرا ما ابقى وحيدة في البيت فأصبح فريسة للتفكير في شكل حياتي. اصبت قبل اربع سنوات بالاكتتاب. ذهبت عند طبيبة شخصت حالتي ولكونها في مستوصف وليست في عيادة اعطتني دواء مضاد للاكتئاب ولم تتكلم معي كثيرا في حين انني كنت محتاجة للكلام وإخراج ما في داخلي لكن الحمد لله فإيماني بالخالق سبحانه وتوسلاتي له ساعدوني على استعادة نسبة كبيرة من عافيتي لكن ادا مرت مدة طويلة ولم اخرج الى مكان ما بالسيارة او في النواحي لاني لا استطيع المشي حتى ولو لمسافة متوسطة اشعر بالقنوط والرثاء لحالي فاشعر اني حزينة.

 الاخت الفاضلة

السلام عليكم ورحمة الله

نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه. 

 من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكرين فيها انك تعانين من الشعور بالعجز والحرمان والوحدة واليأس لدرجة القنوط والحزن بسبب وجود اعاقة جسمانية

الاخت الفاضلة الإعاقة الجسدية هي أية إعاقة تعرقل الوظيفة الجسدية لطرف واحد أو أكثر أو المهارة الحركية الدقيقة أو المهارة الحركية الكبرى. وتضم الإعاقات الجسدية الأخرى الإعاقات التي تعرقل الجوانب الأخرى من أنشطة الحياة اليومية، مثل الأمراض التنفسية والصرع

وعادةً ما يجد الأشخاص المصابون بإعاقات جسدية وصمة في التعامل معهم تتعلق بكفاءتهم الجسدية ومظهرهم الجسماني. مما يؤدي إلى ضعف علاقاتهم الاجتماعية وشعورهم بتحقير الذات.

وقد يكون للإعاقة الجسدية تأثير ايجابي على بعض المعاقين جسديا بحيث تصبح حافزا مهما ودافعا لتحقيق انجازات و إبداعات .. حيث يأخذ الفرد المسالة على أنها تحدي وانه قادر على فعل أي شي يريده.. وان الاعاقه لا تقلل من قدره كانسان ناجح ..

ولكن البعض يشعر بعد الاعاقه بأنه عاله على أهله وعلى المجتمع وانه بعد إعاقته أصبح شخصا غير مرغوب به ..فتؤثر هذه المشاعر سلبا على صحته النفسية وتسبب له الإحباط والعزله الاجتماعية وربما الاكتئاب .. فبهذا تزيد التأثير السيئ على الجسد ..فكما نعلم أن هناك علاقة طرديه بين الصحه النفسية والصحه الجسديه.. كما تمنعه عن القيام بواجبه على أكمل وجهه تجاه دينه و أسرته ومجتمعه ..

وكما نعلم أن داخل كل شخص منا طاقه إبداعيه كبيره ربما تحتاج في البعض منا إلى القليل من المساعده لإخراجها إلى النور .. وهنا يكمن دورنا كأهل وأصدقاء ومجتمع في رفع معنوياتهم أولا ومساعدتهم في استعاده ثقتهم بانفسهم ومن ثم وضع أقدامهم على أول خطوه من خطوات طريق النجاح ..

ومن الأخطاء التي قد نرتكبها بحق المعاقين بغير قصد عندما نبالغ في تقديم المساعده لهم ونبالغ في خوفنا عليهم من أتفه الأشياء ..فبهذا الأسلوب قد نجرح مشاعرهم ونزيد إحساسهم بالذنب تجاه أنفسهم و تجاه الآخرين..أيضا عندما نشعر نحن بيننا وبين أنفسنا بالخجل من إخراج الشخص المعاق إلى الأسواق مثلا أو المناسبات المختلفه تحسبا لنظرات الشفقه و العطف من الآخرين ..

وهنا نوجه كلمة الى اسر المعاقين حيث قام الكثير من العلماء بدراسة ما إذا كان الاشتراك في الأنشطة الرياضية والجسدية يساعد في علاج الوصمة لدى الأشخاص المعاقين. فعقدت لقاءات مع 24 طالبًا جامعيًا لديهم إعاقات جسدية وسئلوا عن شعورهم تجاه الاشتراك في الأنشطة البدنية. ووجدت الدراسة أن المشاركة في الرياضات والأنشطة البدنية تساعد في علاج الوصمة المرتبطة بالجسد المعاق حيث تظهر مدى لياقة الجسم وصحته وقوته وتحرره. ومن ثم فإن اشتراك المعاقين في الرياضات والأنشطة البدنية يساعدهم في الحد من الصفات الانتقاصية نحو الأجساد المعاقة

ما يتوجب علينا القيام به هنا هو معامله هذا الشخص كأي شخص عادي طبيعي ونوضح له أن هذه الاعاقه الجسديه ما هي إلى ابتلاء من رب العالمين واختبار للصبر وان هذا الشخص مأجور في إعاقته كم قال نبي الرحمه .عليه الصلاه والسلام ..

(ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ، ولاهم ولا حزن ، ولا أذى ولا غم ؛ حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه..)

وانه لايجب عليه ان يتوقف عن متابعه حياته ويصبح اسيرا لاعاقته ..فكم من اشخاص اصابوا بإعاقات بلغيه وفقدوا حواسهم الاساسيه ولكنهم قدموا اكبر خدمه لدينهم ومجتمعهم التي عجز بعض الأصحاء عن تقديمها  ..

اما اذا اذداد الشعور بالاحباط واصبح عائقا عن قيام الافراد باداء ادوارهم الطبيعية فى الحياة وبدت عليهم علامات الاكتئاب فهنا ننصح بعرض الامر على الطبيب النفسى لعمل العلاج الدوائى المناسب مع جلسات التدعيم النفسى.

وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه


اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة