الرد على اسئلة القراء

وسواسٍ قهري في الصَّلاةِ والوضوء


  • رقم المجموعة : 1307 تاريخ النشر : 2014-09-09
  • إعداد : دعاء جمال وظيفة المعد : إخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

 أُعاني -يا دكتور- من وسواسٍ قهري في الصَّلاةِ والوضوء على الرَّغمِ مِن أنَّ مِن سمات شخصيتي القلقُ والتوترُ والخوفُ من المستقبلِ منذُ الطُّفولةِ، لكنَّ الحركاتَ القهريةَ بدأت تأتيني منذُ 5 أشهرٍ بسببِ ظروفٍ مررتُ بها، وكنتُ متوترةً لدرجةِ أنَّي كرهتُ الجلوسَ في بيتي بسببِ شخصٍ قريبٌ منِّي مريضٌ نفسي، وقديماً كان يُهددني أنا وزوجي بالقتلِ، وهذا الذي فاقمَ المشكلة، صحيحٌ أنَّه سكنَ لوحدهِ هذا الشَّخص، لكن لا زالَ هذا الخوفُ بداخلي.

أرجعُ للمشكلةِ التي أنا فيها: فقمتُ بتكرارِ الوضوءِ والصَّلاةِ لدرجةِ أنَّها تصلُ وقتَ الصَّلاةِ إلى ساعةٍ إلا ربع، وبدأتُ بفضلِ اللهِ بالدُّعاء، ثم الاستماعُ إلى المشايخ، وأيضاً القراءةُ باستمرارٍ بموقعكم، فخفَّ لديَّ هذا الوسواس، لكنَّ المُتبقي عندي فقطٌ وسواسُ الصَّلاةِ والوضوء، وأحاولُ قدرَ استطاعتي ألا أُعيد، وأخافُ أن يكونَ عليَّ إثمٌ بهذا التَّصرفِ، لعلَّ في صلاتي خطأ، أيضاً الفاتحةُ أقرأها ثم يأتيني الشَّيطانُ يقولُ: عيدي، لم تذكريها، وأسجدُ سجودَ السَّهو لكل صلاةٍ؛ لأنِّي قرأتُ أنَّه يُستحبُ، لكنَّ النقطةَ المهمةُ عندي: كيف لي ألا أُعيدُ لا صلاةً ولا ضوءاً؟ وأكونُ مرتاحةً بنفسِ الوقت من الإثمِ؛ لأنِّي منذُ أسبوعٍ أحاولُ أن أُسيطرَ على الوضعِ، ففرضٌ أُسيطرُ وأُنهي الصَّلاة بدونِ تكرارٍ، وفي فرضٍ لا،وأيضا بالنجاسات أتعبني كثير والتلفظ بالنية 

وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبهِ أجمعين.

 الاخت الفاضلة

السلام عليكم ورحمة الله

نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه. 

 من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكرين فيها انك تعانين من وجود وسواسٍ قهري في الصَّلاةِ والوضوء يؤدى بك الى تكرار الوضوء عدة مرات والشعور بالاثم اذا  لم يتم التكرار

الابنة العزيزة المصاب بالوسواس القهري يتمنى لو أنه يتخلص من الأفكار الشنيعة أو الأفعال المتكررة، ولكنه لا يقدر لشدة قلقه بسبب تلك الأفكار، والسبب يرجع في ذلك أن الوسواس القهري هو مرض حقيقي نفسي ويرتبط ارتباط مباشر باختلال كيميائي في المخ، وتقول الدراسات أن المرض قد ينشأ في الشخص وراثيا.

وإحدى مشاكل هذا المرض هو عدم المعرفة الصحيحة بماهيته، فالتشخيص الصحيح للمرض هو أول العلاج، فالكثير من المرضى بالوسواس القهري لا يعرفون أنهم مصابين بمرض اختلال في الكيمياء في المخ فيتصور بعضهم أنهم إما أن الجن أو الشياطين يقومون بالتشويش على أفكارهم أو أنهم ضعيفوا الشخصية أو أن الله غاضب عليهم، والمشكلة أن هذا التصور للمرض لا يؤدي إلى العلاج بل ربما إلى زيادة حدة المشكلة. أضف إلى ذلك أنه وفي بعض الأحيان (وخصوصا في عالمنا العربي) لا يقوم الكثير من الأطباء بتشخيص المرض بالطريقة الصحيحة إما لقلة اطلاعهم على المستجدات أو لعدم اكتراثهم .

والمشكلة الأخرى هي أن المريض قد يحرج من أن يخبر أحدا بمرضه خوفا من أن يعتقد الناس أنه مجنون أو غريب أو ما شابه، وقد يكون السبب في ذلك أنه يعتقد أنه من العيب أن يفكر بهذه الطريقة فكيف إذن يخبر الغير بذلك؟ أضف إلى ذلك أن البعض قد يتصور أن هذا المرض ليس مرضا، بل قد يعتقد أن ما يقوم به إنما هو صحيح، خصوصا في بعض الوساوس التي تختص بالعادات القهرية، فمثلا الذي يقوم بتكرار الوضوء لاعتقاده بأنه أخطأ أو لأنه يريد أن يتقنه فيكرر ويكرر ويكرر ليس اعتقادا منه بأنه مريض، بل لاعتقاده أن ما يقوم به صحيح، لذلك فهو لا يقوم بالعلاج لأنه يعتقد أنه لا يحتاج إليه.

لذلك أنصحك بضرورة الذهاب لأقرب طبيب نفسي حيث تعتبر الوسيلتين الأكثر فعالية في علاج حالات الوسواس القهري هي العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي. وعادة ما يكون العلاج في أعلى درجات فعاليته إذا تم الجمع بين العلاجين.

وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة