انا فتاه عمرى 22 اشعر بالضيق لانى لن اقدر أساعد اختى المنفصلة وأختى تعانى من مرض القلق وتعالج نفسيا لم يوجد لها أي منفذ للفرج ...دائما تشعر بالحزن علي الرغم من أنها تتظاهر بالضحك أمام الناس اختى تعذبت في حياتها أوى.. نفسي أكون السبب في شفائها وتغير مسار حياتها ولكنى أحبطت وعزلت نفسي عنها لانى لم اعرف كيف اجعلها سعيدة أرجو الإفادة أختي كل ما تحاول تقوى نفسها احنا بنحبطها بسبب ان كل حد فينا عنده المشكلة الخاصة به علي الرغم هى أصعب حياة فينا والمفروض كلنا انا واخواتى نكون جنبها اكتر من كده مشكلتى انا واخواتى ان احنا بنحب بعض لدرجة ان احنا بنوقع لو حد وقع فينا موش نقوى ونقويه ونطلعه من المرحلة الى هو فيها... افيدوني ماذا افعل
الاخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكرين فيها انك تعانين من وجود مشاكل واحباطات لدى الأخت مما يجعلها دائما محبطة وتعيسة وبالتالي يؤثر عليك وعلى أسرتك
الابنة الفاضلة إنّ رابطة الإخوة فى الأسرة تقوم على أساس علاقة العيش في ظلال الأبوين في بيت واحد .. وبذا فهي رابطة قويّة متينة ، وتعميقها وترسيخها دليل على تفهّم الإخوان لمعنى الإخوة ، ودليل على رقيّ وضعهم الأخلاقي .
والأخوة في الأسرة يعيشون متفاوتين في السنّ والجنس (ذكوراً وإناثاً) ، وفي المستوى الثقافي والفكري .. وفي الحالات النفسية والصحِّية والميول والمؤهِّلات الذاتية ..
والعيش في الأسرة يتطلبّ منهم جميعاً أن يكونوا منسجمين .. إنّ الانسجام يتحقّق في الحبِّ والإيثار ، والتحيّة ، والهديّة ، والاحترام المُتبادَل ، والتعاون ، وتناول الطّعام في مأدبة مشتركة ، والتفاهم من خلال الأحاديث الودِّيّة .. والعفو والتسامح في حال حدوث المشاكل بينهم ، والعمل على حلِّها عن طريق التفاهم ..
إنّ مقدّمة الأعمال التي تحقِّق الحبّ والانسجام في العلاقة اليومية هي التحيّة .. فالتحيّة هي مفتاح القلوب ; ذلك لأنّها تُعبِّر عن الحبّ والاحترام والعلاقة الودِّيّة .. وهي تزيل ما في النفوس من غموض ، أو أذى وعدم الرضى ..
قال الرّسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا تدخلوا الجنّة حتّى تحابّوا، ولا تحابّوا حتّى تؤمنوا ، أوَلا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السّلام بينكم» .
إنّ التعاون بين الإخوة في الأسرة ، عنصر أساس من العناصر التي توفِّر السّعادة، وجوّ الانسجام في الأسرة، وتجلب بركة الرّحمن للجميع..
إنّ بعض الإخوة قد يكون متفوِّقاً في دراسته ، أو متقدِّماً على أخته أو أخيه في هذا المجال .. فمن حقّ الأخ على أخيه أن يساعده على تعلّم بعض الدروس ، أو يعلِّمه خبرة أو فنّاً .. كالخطّ أو الرّسم أو الخياطة ، أو استخدام الكومبيوتر ... إلخ ، أو يرشده إلى تجاوز المشاكل والتغلّب على الصّعوبات ..
إنّ ذلك يُساعد الأخ على شقِّ طريقه في الحياة .. ويجعله مُستعدّاً لأن يقدِّم لك العون والمساعدة في حالة أخرى
إنّ بعض أبناء الأسرة قد يكون عصبيّاً ، أو حسّاساً ، ووضعه في الأسرة يثير مشاكل مع بعض إخوانه أو أخواته ، أو قد يتكوّن عنده شعور غير صحِّي تجاههم ، وقد يطلق كلمات جارحة ، أو يقوم بعمل مُثير للغضب .. وقد يردُّ الأخ على أخيه بالمثل ، فعندئذ تتوتّر العلاقة في الأسرة ، وتتعقّد الأجواء ، وتتطوّر المشكلة ..
وعندما تحدث مثل هذه الحالات ينبغي تقدير ظروف الأخ ، أو الأخت النفسية ، أو العصبية ، وأن يُقابَل الغضب والانفعال بهدوء ، ودونما مواجهة ، ثمّ نعود بعد فترة ساعات ، أو في اليوم التالي ، فنبحث معه المشكلة المباشرة ، أو من خلال أحد الأبوين أو الإخوة ، أو الأصدقاء .. ونعمل على حلِّها ..
إنّ العفو والتسامح والسيطرة على النفس عند الغضب ، موقف أخلاقي يكشف عن قوّة الشخصية ، وسلامة النفس من الحقد والروح العدوانية .. لقد امتدح القرآن الكاظِمين الغيظ والعافين عن الناس ، واعتبر ذلك إحساناً منهم وعطفاً على الآخرين .. قال تعالى :(الَّذِينَ يُنْفِقونَ في السَّرّاءِ والضَّرّاءِ والكاظِمينَ الغَيْظَ والعافِينَ عَنِ النّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المحسِنِين ). ( آل عمران / 134 )
أما إذا استمرت أختك فى المعاناة بالرغم من حسن معاملتكم لها فهنا ينبغى عرضها على الطبيب النفسى فلربما كانت تعانى من بعض الأمراض النفسية كالقلق او الاكتئاب الذى قد يحتاج للجلسات النفسية العلاجية والإرشاد الأسرى أو ربما تحتاج بعض الأدوية النفسية حسب رأى الطبيب
وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه