يعاني ابني البالغ من العمر 11 عاما من حاله من الحزن وعدم القدره علي الاستمتاع حتى باللعب وهو ايضا يعاني من قله النوم وتاتى له افكار انه لا يريد ان يعيش علي فترات متباعده لا اعرف هل هذا اكتتئاب ، ولو كان اكتئاب هل يحتاج الي ادويه ام العلاج النفسي يكفى في هذه الحاله.. ارجو الرد في اسرع وقت ممكن حتى اتمكن من مساعده.. وهل كنا انا وابيه السبب في ذلك لاننا نريده ان يصبح مثالي مع العلم اننا لا نضرب الا نادرا ولكن كنا نؤنبه كثيرا .
الاخت الفاضلة
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكرين فيها ان ابنك يعانى من اعراض اكتئابية عبارة عن الشعور بالحزن وعدم القدره علي الاستمتاع حتى باللعب وقله النوم وتاتى له افكار انه لا يريد ان يعيش وتسألين هل هو اكتئاب
نعم سيدتى ابنك يعانى من مرض الاكتئاب وهذا النوع من المرض " الاكتئاب الأولى أو الاكتئاب الداخلي يشير إلى حقيقة أن اضطراب الحالة النفسية للمريض تنشأ من أسباب بسيطة أو من بعض أحداث الحياة التي يرى البعض أنها غير هامة ، ولذلك فإن الاكتئاب المفاجئ للطفل تنبهك بالتأكيد وتدفعك إلى التفكير في أمر الطفل وقد تحتاجين إلى دلائل أخرى تنبهك إلى أن الطفل مريض وليس تعيسا فحسب
أننا لا نعرف الأسباب التي تجعل بعض الناس أكثر قابلية للإصابة بمرض الاكتئاب من غيرهم ، ولا شك أن هناك ضغوطا حياتية معينة على الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة ولكن ما دام هناك ملايين من الناس يعانون من هذه الضغوط نفسها دون أن يصابوا بهذا " المرض" فان أحداث الحياة الحقيقية لا يمكن أن تكون هي الأسباب ولكنها قد تساعد على إثارة رد الفعل الاكتئابي في الأشخاص الحساسين والسريعي التأثر . والأطفال الذين يحرمون في وقت من أوقات حياتهم من آبائهم أو من الأشخاص الذين يبدون اهتماما كبيرا جدا برعايتهم ، فهم من بين الأشخاص الذين يعتبرون عرضة للإصابة بمرض " الاكتئاب "
وهناك أسباب متعددة للإصابة بالاكتئاب فى مرحلة الطفولة منها :
• الضغوط الأسرية مثل الخلافات الزوجية أو وفاة أحد الوالدين أو كلاهما.
• الخوف من فقد أحد الوالدين أو كلاكما ...أو الضغط المستمر وحصار الطفل بضرورة الاستذكار من أجل إحراز التفوق .
• الخوف من أحد المدرسين بالمدرسة أو من اعتداء الزملاء عليه بالمدرسة.
• الانتقال إلى منزل آخر ، أو من مكان مألوف له فيه أصدقاء إلى مكان آخر، فيفقد الطفل وجود الأصدقاء المقربين إلى درجة كبيرة .
وفيما يلي علامات متفق عليها لهذا الاكتئاب .. وقليلون من المرضى وبشكل خاص الشباب ، يظهرون كل هذه العلامات ، ولكن معظمهم يظهر بعضها فقط مثل :
• الكآبة وانكسار النفس وانقباضها وهى حالة من الحزن الشديد والذي لا يستطيع الطفل عادة أيجاد مبرر له من واقع الأحداث الحقيقية .
• فقدان المقدرة على الإحساس بالبهجة لدرجة أن مقابلة الناس التي كانت تروق للطفل من قبل تبدو فجأة خاوية وفارغة .
• الشعور بفقدان الأهمية الشخصية بما يدفع الطفل إلى قبول أي شيء مؤذ أو غير سار يحدث له على أنه " عقاب مستحق له" ..ويتسم الطفل بالتشاؤم الشديد بشان المستقبل لأنه واثق من أنه سيفشل في التغلب على كل التحديات المستقبلية التي تقابله 0 كما ينتابه شعور بأنه يستحق الفشل .
• إن هذا المستوى المتدني جدا من فقدان الثقة بالذات قد يكون العلامة الرئيسية للاكتئاب التي يجب على الآباء أن يتنبهوا لها وهي أيضا العلامة التي تجعل متابعة الحياة العادية أمرا في غاية الصعوبة بالنسبة إلى الطفل . وان هذه الحالة تسلب الطفل الدافع الشخصى للمحاولة مرة أخرى ...لأنه لا داعي للمحاولة إذا كنت تعرف سلفا أنك ستفشل .
• الشعور بالذنب يتبع الشعور بفقدان القيمة الذاتية . فقد يشعر الطفل المصاب بالاكتئاب بالذنب لأنه فشل في تحقيق الآمال التي وضعها الناس فيه .. أو لان حالته تقلق أهله . وقد يكون القلق مظهرا واضحا من مظاهر " الاكتئاب " وفى هذه الحالة فان المريض قد يكون طفلا مفرط النشاط ، غير قادر على الجلوس ساكنا وغير قادر على التركيز على أي موضوع لفترة طويلة .
• إن الأعراض الجسمانية شائعة جدا مع هذا النوع من الاكتئاب وقد تربكك لدرجة لا تتمكنين من تمييز ما إذا كان الطفل يعاني من مرض جسدي أو عقلي ومن المحتمل أن يكون أشهر هذه الأعراض اضطراب النوم... إن الطفل المريض يجد صعوبة في النوم وإذا نام فمن الأرجح أن يصحو حوالي الساعة الثالثة أو الرابعة فجراً ثم لا يعود إلى النوم إلا قبل ساعة أو نحو ذلك من الموعد المعتاد.
• والصداع وأوجاع الظهر من الأعراض الجسمانية العادية للاكتئاب ، وكذلك الإمساك . وإذا تركت الاكتئاب دون علاج لفترة طويلة فان فقدان الشهية قد يؤدي إلى نقص الوزن وحتى في أولى المراحل ، فان من المحتمل أن يقل التمتع بأكل الطعام وحتى إذا أكل الطفل بصورة طبيعية فانه يفقد الحماسة التي كانت لديه سابقا للأطعمة المفضلة .
• إن التفكير في الانتحار والرغبة الجدية والمرعبة في الموت بشكل عام هما من أعراض الاكتئاب التي يجب أن تلقي اهتماما سريعا .
وأخيرا فان الطفل كائن حساس يتأثر بكل ما يدور حوله ويتأثر بدرجة كبيرة فى حالة إصابة الأب أو الأم بالإحباط أو الاكتئاب أو بوجود مشاكل أسرية.. فمتى كانت الظروف المحيطة مشحونة بالإحباطات والمشاحنات نشأ الطفل على الإحساس بالكبت وتقيد الحركة مما يحرمه من ممارسة حقه فى اللعب كأقرانه فى مثل عمره مع تدهور فى شخصيته وانحدار فى مستواه الدراسى...والأم عادة أول من يلاحظ علامات المرض على ابنها ، فهو يبقى وحده فترات طويلة لا يتحرك كثيرا ، ونادرا ما يبتسم ولا يلعب أو يلهو مع أصدقائه.. وهذه الأعراض تظهر فى مرحلة الحضانة أو المدرسة ، وتكتشفها المعلمة.. ومتى تحول الاكتئاب إلى حالة مستمرة فذلك يؤدى إلى شخصية سلبية منطوية منعزلة عن الآخرين ،ليس لديها دافع للحياة ، تعيش بنظرة قاتمة خالية من أى سعادة . وإذا وصل الأمر إلى هذا الحد وجب استشارة الطبيب النفسى لتشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب .ولابد أن يصاحب ذلك جو اجتماعى مرح يعيش فيه الطفل بين عائلته وأصدقائه ، فهذا الجو يخفف من حدة التوتر... وهذا الوسط الاجتماعى الطبيعى يخلق الإنسان السوى ، إلى العكس تماما من جو العزلة الذى يجذب الطفل إلى عالم الوحدة والقلق وعدم التآلف.
وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه