عانيت من اكتئاب بعد الولادة بعد ولادة طفلي الأول تضمن الأمر ارق شديد وصار عندي هوس بالنوم وأفكر بالنوم وصرت ما اقدر أكل الا وأتقيأ الأكل بشكل غير متعمد وصرت ابكي وابكي وأحس أني شارفت على الجنون والشعور بالخزي والعار عانيت من امر غريب هو اني اكون نايمه ومو نايمه وأشوف أحلام وكوابيس وعانيت من مخاوف من اني ممكن أذي طفلي وكنت ابكي كثير وبعدين فقدت القدرة على البكاء وصرت بحالة خوف وقلق وتفكير المهم أهلي رفضوا العلاج النفسي ولجئوا للعلاج الروحاني على اعتبار ما اصابني هو حسد او مس جان والحمد لله تحسنت حالتي ومزاجي تحسن ورجع نومي طبيعي وولدي قدرت اهتم فيه وأراعيه واشكر الله على النعمة بس وقت الدورة أحس الأعراض ترجع بس خفيفة كثير لكن معي مشكلة ما اعرف كيف أوصفها هي أني مثلا اذا شجرة من بعيد ما أشوفها شجرة وإنما مثلا رجل او جمل لين نقترب وتطلع شجرة وأقول ليش تخيلتها جمل انا الآن حامل وخايفة كثير كثير يعاودني الاكتئاب وقلقة جدا أرجوكم ساعدوني .
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكرين فيها انك تعانين من حدوث نوبة اكتئاب بعد ولادة ابنك الأول وتحسنت الحالة بعد فترة والآن تشعرين بالقلق من انتكاس الحالة خصوصا بعد حدوث حمل جديد.
اختى الفاضلة اكتئاب ما بعد الولادة تبدأ أحيانا في اليوم الثالث بعد الولادة، ويمكن أن تستمر من 10 إلى 14 يوما. وتمتاز هذه الفترة بالبكاء دون سبب، الشعور بالضيق، والشعور بالحزن والإحباط.
وتصيب كآبة ما بعد الولادة النساء عشوائياً، ولا ترتبط بشخصية الأم. فكل أنواع النساء يمكن أن يصبن بهذه الحالة الشائعة، ولا تعرف الكثيرات بأن المساعدة متوفرة لهن.
والسبب المحتمل لكآبة الطفل الرضيع فهو الهبوط السريع في مستويات البروجسترونِ التي تَحدث في جسمِ كل امرأةِ بعد الوِلادة. وينخفض مستوى البروجسترون من 40 مرة كحده الأعلى أثناء الدورة الشهرية المنتظمة إلى المستوى منخفض لا يكاد يظهر في فحص الدم. وهذا التغييرِ المثير يمكن أن يسبب تأثيرا كبيرا على عواطف الأم الجديدة.
وتعاني حوالي 50 إلى 80 بالمائة من كل الأمهات الجديدات (سواء اللواتي أنجبن طفلهن الأول أَو العاشر) من الكآبة المصاحبة للولادة. وبالرغم من أنه من المزعج أن لا تكوني الصورةَ المثاليةَ عن الأم سعيدة، إلا أن كآبة ما بعد الولادة تختفي لوحدها. وتمر أكثر النساء عبر التجربة بشكل جيّدةَ جداً مع دعم العائلة والأصدقاء.
وإذا كنت تعانين من هذه الكآبة، فمن المهم أن تشعري بدعم المحيطين بك. ويجب أن تتلقي الرعاية أنت وطفلك الرضيع. التأكيد على أن هذا الوقت الصعب سيمر وبأنك محبوبة ومحط رعاية واهتمام الآخرين سيزيد من مشاعر الطمأنينة والراحة.
ومن العوامل التي تساهم في جعل الكآبة أسوء بكثير، مشكلة قلة النومِ والتي تعاني منها تقريبا كل الأمهات الجديدات. لذا فمن الضروري جداً أن تحصلي على قسط وافر من الراحة، والنوم الكاف. إذا كنتِ تشعرين بالتعب فقد لا تتذكرين تناول الطعام، وبذلك تتعرضين لفترات من تراجع مستويات السكر في الدم. الأمر الذي يسبب معاناة، وستقل قدرتك على امتصاص الهرمونات التي تنتجيها.
وتواجه 10 إلى 15 % من الأمهات الجديدات أعراض مختلفة من الكآبة التي تتطور لتصبح كآبة شديدة:-
o صعوبة اتخاذ القرارات.
o الشعور بالنقص.
o الخوف من الوحدة.
o تخيلات عن الكوارث والحوادث.
o الشعور بعدم الرغبة في الطفل.
o الرغبة بهجر العائلة.
o نوبات من الرعب.
o الخوف والقلق.
o الإحساس بعد السيطرة.
o عدم الاهتمام بالنشاطات التي كانت ممتعة في السابق.
o مشاكل النوم.
o الكوابيس.
وبعض هذه الأعراض، بأشكالها المعتدلة، تعتبر تكيّف طبيعي للأمومة. على أية حال إذا كانت هذه الأعراض ثابتة، ومتطرفة فأنت بحاجة للمعالجة.
ويبدأ المستوى الأعمقِ لكآبة ما بعد الولادة عادة ضمن الأسابيع الستة الأولى إلى الثمانية التي تلي الولادة لكنها قَد تَظهر في أي وقت من السنة الأولى. إذا ظهرت الأعراض التالية بعد شهرينِ من الولادة، فقد تتسلل إليك مشاعر الكآبة، وقد لا تعرفين المشكلة حتى تمرين بالأعراضِ الحادة. في الحقيقة، قد يلاحظ الآخرون حولك المشكلة قبلك.
وأهم شيء يجب أن نتذكره إذا علمت بأنك مصابة بكآبة ما بعد الولادة، هو انه ليس خطأك. وبأنك لم تقومي بعمل أي خطأ، وبأنك لست مصابة بالجنون، وبأن المساعدة متوفرة.
وهناك عدة أشياء يمكنك القيام بها لمساعدتك: --
- احصلي على الراحة، اهتمي بنفسك، وبالطفل. اطلبي مساعدة الآخرين للاهتمام بك، وبالمنزل, وإعداد الطعام، والغسيل، والاهتمام بالأطفال الآخرين في المنزل أو الحيوانات الأليفة.
- قومي بإرضاع الطفل من الثدي، فهذه طريقة رائعة لرفع مستويات البرولاكتين (هرمون مهدئ) في الجسم. وبينما يؤخر الإرضاع الطبيعي من إنتاج هرمونا البروجسترون والاستروجين، مع عودة الدورة الشهرية. يزيل البرولاكتين مشاعر الكآبة، ويسهل عملية الارتباط العاطفي مع الطفل. إذا كنت تواجهين مشاكل في إرضاع الطفل، تتوفر حلول عملية في الصيدليات،يمكنك استشارة الطبيب لمعرفتها.
- تجنبي التقيد بجدول إلزامي للعناية بالطفل، اتركي الأمور تجري كما هي، وتجنبي الإرهاق والتعب.
تناولي وجبات غذائية متوازنة خلال النهار، وابتعدي عن التدخين، والكحول، والكافيين. تناولي كميات صغيرة من الكربوهيدرات المعقدة (النشويات)، مثل الخبز، والمعكرونة، والذرة المقرمشة، والبطاطا. وابدئي بتناول هذه الكميات الصغيرة بعد نصف ساعة من المشي أو بعد ساعتان من الاستيقاظ.
- لا تعزلي نفسك، ومشاعرك عن الآخرين، وخصوصا الطبيب، إذا كنت تشعرين بأنك غير طبيعية، قومي بالتحدث مع الطبيب عن هذه المشاعر. انضمي إلى مجموعات من الأمهات الجدد في المنطقة، أو الأقارب، وتبادلا الخبرات والأحاديث عن المشاعر المتضاربة عن تجربة الولادة.
- استفيدي لأقصى الحدود من الوقت الذي تقضيه لوحدك، في الاسترخاء، والاستجمام، والراحة. تأملي وارتاحي كلما خلد الطفل إلى النوم.
وأخيرا لقد تقدم الطب كثيرا، خصوصا في مجال علاج كآبة ما بعد الولادة. وبالعلاج المناسب النفسي والدوائي يمكن للأمهات الجدد أن يشعرن أفضل.
وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه