الرد على اسئلة القراء

لولا أطفالي لكنت افترقت عنه


  • رقم المجموعة : 1375 تاريخ النشر : 2015-02-13
  • إعداد : الاستاذة مريم مصطفي وظيفة المعد : اخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

أنا متزوجة منذ عشر سنوات وتزوجت عن حب وأنا ادرس وكنت احلم بدعم زوجي فلما تعرفنا كان متفهم في كل شي ولكن بعد الزواج لم اعد اعرفه . له طرق تجعلني اتخذ قرارات خاطئة ، وله صفة انه يردني أن أوافقه الرأي دائما ولا اعترض إما عن خطأ أو علي صواب وكلما يبدأ النقاش يبدأ في الصراخ  لكي لا استطيع ان أناقشه وأخافه. لكن لم استطع ان أتحمل ولولا أطفالي لكنت افترقت عنه فماذا افعل ...انا اختصرت المشكلة والله قلبي يتألم وضاق صدري يا  دكتور ساعدني أرجوك

 الأخت الفاضلة

السلام عليكم ورحمة الله

نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه. 

من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكرين فيها انك تعانين من مشاكل زوجية بسبب عدم وجود تفاهم بينك وبين زوجك مما يؤدى الى سرعة انفعال الزوج وبالتالي أدى الى حدوث ضيق نفسى

الأخت الحائرة الزواج علاقة إنسانية شرعها الله تعالى للبشر للتراحم والمودة والسكن ولحفظ النوع وما لم يسودها المحبة فإنها تنقلب إلى شقاء وعذاب لطرفي الأسرة الرجل والمرأة وكذلك الأهل والأبناء

ولذلك حث الله تعالى على طاعة الزوجة لزوجها وجعله الله طريق للجنة وكذلك  حافظ الإسلام على حقوق الزوجة وأمر بالإحسان إليها واتقاء الله فيها ورسولنا الكريم كان خير نموذج لأنه هو القائل " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " وهو القائل "اتقوا الله في النساء" ، وقال أيضاً "اتقوا الله في الضعيفين المرأة واليتيم "

ولمناقشة تلك المشكلة يجب أن نعلم أولا أن هناك الكثير من الأسباب وراء عدم التوافق والرضا في العلاقة الزوجية  بين الزوجين منها:

- عدم التفاهم العائلى ووجود الكثير من نقاط الخلاف تترك بدون نقاش أو محاولة تقارب بين الآراء

- عدم إنفاق الزوج على أسرته إما بسبب ضيق ذات اليد أو بسبب البخل الشديد أو طمعه فى أموال زوجته.

- الإهانة الزوجية المستمرة ( أي إهانة الزوج لزوجته ) والتجريح

ولذلك فإن الحياة الزوجية ليست بالبساطة التي يتصورها البعض وليس من السهل الحفاظ عليها في سلام لأن هذا يستلزم استعدادا من الطرفين للتجاوز عن الكثير من الأمور والتفاهم والاقتراب من بعضهما البعض، وعلى الزوج والزوجة أن يجلسا معا لمحاولة التفاهم فى أمور الأسرة ومواجهة ما يقابلهم من مشاكل أولا بأول

 وننصح فى حالتك بالبرنامج العلاجى التالى الذى وضعه الدكتور محمد المهدى استشارى الطب النفسى لحل الخلافات الزوجية:

1- محاولات يقوم بها الطرفان : حين يستشعران زحف المشاعر السلبية على حياتهما يجلسان سويا ليتدبرا أسباب ذلك دون أن يلقى أيهما المسئولية على الآخر . وهذا الحل ينجح فى حالة نضج الطرفين نضجا كافيا , وهو بمثابة مراجعة ذاتية للعلاقة الزوجية وإعادتها إلى مسارها الصحيح دون تدخل أطراف خارجية .

2- دخول طرف ثالث: من أحد الأسرتين أو كليهما، استشارة زواجيه، علاج زواجي أو عائلي. ودخول الطرف الثالث يصبح ضروريا فى حالة إصرار أو عناد أحد الطرفين أو كليهما, وفى حالة تفاقم المشكلة بما يستدعى جهودا خارجية لاستعادة التناغم فى الحياة الزوجية بعد إحداث تغييرات فى مواقف الطرفين من خلال إقناع أو ضغط أو ضمانات خارجية تضمن عدم انتهاك طرف لحقوق الآخر.

3- تعلم مهارات حل الصراع: فالحياة عموما لا تخلو من أوجه خلاف, وحين نفشل فى تجاوز الخلافات تتحول مع الوقت إلى صراعات, ولهذا نحتاج أن نتعلم مهارات أساسية فى كيفية حل الصراع حين ينشأ حتى لا يهدد حياتنا واستقرارنا, وهذه المهارات تتعلم من خلال قراءات ودورات متخصصة ومبسطة.

4- تكوين ارتباطات شرطية جديدة بهدف تحسين العلاقة بين الزوجين: مثل: تغييرات في البيئة المحيطة بهما كأن ينتقلا من مكان لآخر أكثر راحة وبعيدا عن تدخلات العائلة الأكبر – تخفيف الضغوط المادية أو الاجتماعية أو ضغوط العمل – رحلات زوجية تسمح لهما بقضاء أوقات سعيدة كالتى اعتاداها وسعدا بها فى فترة الخطوبة.

5- العلاقة الثلاثية ( الله – الزوج – الزوجة )، تخفف من حدة الصراع وتهيئ النفس للتسامح 

6- ترشيد لغة الخلاف في حالة حتميته واستمراره: وذلك بتجنب استخدام العبارات الجارحة أو التهديد أو كشف الأسرار الزوجية.

7- تجنب استخدام الأبناء كأدوات في الصراع للى الذراع أو الضغط على الطرف الآخر.

8- التنبه للتدخلات العائلية المتحيزة أو ذات المصلحة ( الشعورية أو غير الشعورية ) في الانفصال

9- إعادة الرؤية والاكتشاف للطرف الآخر بعيدا عن الأحكام المسبقة والاتهامات سابقة التجهيز 

10- الكف عن الانتقاد أو اللوم المتبادل , فهما يقتلان أى عاطفة جميلة .

وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه

 

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة