الرد على اسئلة القراء

عاودتني حالة الاكتئاب بعد الإقلاع


  • رقم المجموعة : 1391 تاريخ النشر : 2015-03-27
  • إعداد : الاستاذ ايهاب سعيد وظيفة المعد : اخصائي نفسي
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

بعد تعرضي لنوبات الهلع وصف لي طبيب نفسي عقار  استعملته لمدة سنة ونصف ثم أقلعت عنه بعد استعادتي لصحتي. بعد مدة عاودتني نفس الحالة مصحوبة باكتئاب فأخذت نفس الدواء فحدث نفس الشيء أي استعدت عافيتي ثم عاودتني حالة الاكتئاب بعد الإقلاع.

زرت طبيبا آخر فوصف لي مضادا للاكتئاب  مع مضاد للقلق فكان التحسن سريع ثم بدأ في تخفيض عدد الجرعات مع تغيير الدواء الى أن أقلعت عنه. في نفس الوقت أخذت تكوينا خاصا في علم النفس الفطري. وبدأت أقوم بعدة تمارين وتطبيقات نفسية للتغلب على القلق والوساوس القهرية. لكن بعد الإقلاع عن الدواء بمدة انتابتني حالة اكتئاب ووساوس وأفكار قهرية أحاول جاهدا السيطرة عليها ، فكنت أتوفق بحمد الله لكن المزاج لازال مضطربا لكن أعراضه خفيفة شيئا ما حيث أزاول مهامي العادية إلا أني أحس بدوخة في رأسي.

اتصلت بالدكتور فنصحني بأخذ مضادات القلق ريثما أزوره. إلا أنني لا زلت أصر على عدم أخذ الدواء.

هل حالتي تستدعي أن أعود للدواء فأمر بالمراحل التي مررت بها سابقا أم استمر في مقاومتي حتى تتحسن حالتي، علما أنني في بعض الأحيان أحس بتحسن في المزاج سرعان ما يختفي.

هل هذه الدوخة هي نتيجة للقلق والاضطراب النفسي؟ 

الأخ الفاضل

السلام عليكم ورحمة الله

نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعاني من حالة اكتئاب ووساوس وأفكار قهرية والشعور بالدوخة مع تقلبات مزاجية تنتكس كل فترة وتتحسن مع العلاج الدوائى وتسأل عن الحل ؟؟ هل تعود الى الدواء ام تتحمل وتصبر

اخى الكريم ما تسأل عنه هام جدا فى التداوى من كل الامراض التى تصيب الانسان وتعتريه من فترة الى اخرى والمرض النفسى مثل كل الامراض العضوية الاخرى له اعراض وله علاجات وليس كل من حدث له بعض القلق اوبعض الكأبة يحتاج للتدخل الدوائى ولكن العلاج يكون مطلوبا اذا استمرت الاعراض المرضية لفترة محددة من الزمن (حوالى اسبوعين ) واصبحت تؤثر على مزاج الانسان وعلاقاته الانسانية وانتاجيته فهنا نتدخل بالعلاج لتخفيف تلك المعاناة بهدف الرجوع الى الحالة الطبيعية قبل ظهور علامات المرض والعلاج ليس من وظيفته الوصول الى الانسان السعيد الخالى من المشاكل فى كل شيئ ( فهذا من توفيق الله وهدايته) ولكن الوصول الى الانسان السوى الذى يستطيع ان يتعايش مع نفسه ومع الأخرين وان يكونا قادرا على العطاء والانتاج

كذلك فان مدة العلاج واستمراره يتوقف على نوع المرض وشدته وطبيعة شخصية المريض قبل المرض والعوامل الوراثية المرضية فى اسرته وعدد النوبات المرضية السابقة وحدتها وحدوث نوبات عنف او محاولات انتحار سابقة ..كل ذلك يضعه الطبيب المعالج عند وصف العلاج ومدة العلاج ومتى يبدأ فى تخفيض الجرعات الدوائية ومتى يتوقف العلاج ..كما ان هناك بعض الامراض( مثل الاضطرابات الوجدانية)  التى من طبيعتها الانتكاس كل فترة وفى هذه الامراض يحتاج المريض للاستمرار فى تناول بعض العقاقير العلاجية الوقائية مدد طويلة من الزمن ولا يتم وقف هذه العلاجات الا اذا استمر التحسن التام مدة لا تقل عن عامين وبعدها يبدأ الطبيب المعالج فى تخفيض الجرعات الدوائية على جرعات متدرجة لعدة اشهر واذا حدث بعض الانتكاس يعود المريض للجرعات الدوائية السابقة

واخيرا أنت تعلم جيداً يا أخي أن هذه العلاجات هي من نعم الله علينا، ولا بد أن نقدّر ذلك ، ونأخذ بالأسباب، وما جعل الله من داء إلا جعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله فتداووا عباد الله كما قال صلى الله عليه وسلم، كما أنه من المعلوم أن المرض يتطلب الصبر، والعلاج كذلك يتطلب الصبر، وحين تأتي الصحة والعافية تتطلب الصبر أيضاً من أجل الحفاظ عليها. وبشكل عام إذا كان طبيبك هو من يحدد لك هذه الأدوية ويحدد لك الجرعات فلا تقلق لأنه أبدا لن يعطيك أدوية من المحتمل أن تسبب أي ضرر لك فهو يصف هذه الأدوية تبعا للدرجة التي وصلت لها حالتك فثق في طبيبك والتزم بالدواء المحدد ولا تشغل نفسك بهذه النقطة حتى لا تتسع دائرة قلقك أكثر من ذلك

وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة