السلام عليكم
انا متزوجة و عمري 25 و عندي 3 اولاد و حالتي صعبة رحت عند دكتور نفسي و صف لي دواء respal 2mg حبة يوميا بس ما قلي شو هي حالتي النفسية...انا بدي أستشيركم واعرف شو هي حالتي ....أنا بكره زوجي كتير و بحقد عليه و وصلت لحالة الانتحار أربع مرات و أحيانا بفكر اهرب من البيت وأحيانا بفكر اقتله وبتصير معي حالة بصير فيها كأني ملبوسه والجني ظهر علي وكل شي ما بقدر اعمله بالحقيقة بعمله وأنا بهذه الحالة (اضربه ، اسبه ، أحاول الهروب من البيت ...) بس بحس أني أنا يلي عم أتحكم بوجود الجني فيني ..وعصبية كتير وبحس أني امشي على طريق الجنون الرجاء خبروني شو هي الحالة النفسية الى عندي وشكرا
الاخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكرين فيها انك تعانين من وجود تقلبات مزاجية واضحة عبارة عن اكتئاب بالمزاج يصل الى درجة الانتحار ونوبات أخرى من الاندفاع الشديد ومحاولة الضرب والهروب من المنزل والعصبية الشديدة لدرجة الخوف من فقدان السيطرة(الجنون) ومن كل تلك الأعراض نستطيع ان نشخص حالتك بأنها نوع من أنواع الاضطراب الوجداني ثنائي القطب ومرضى الاضطراب ثنائي القطب يختلفون عن أولئك المصابين بأشكال أخرى من الاضطرابات الاكتئابية في أن مزاجهم يتأرجح بين الاكتئاب إلى الهوس،وغالبا مع فترات من المزاج الطبيعي بين هذين القطبين المتضادين.
ويبدأ الاضطراب عادة بنوبة اكتئاب في سن المراهقة أو أوائل سن الرشد .وأول أطوار الهوس قد لا تظهر إلا بعدها بعدة سنوات. ويتباين طول مدة الدورة، من ذروة الهوس إلى الاكتئاب العميق، من شخص إلى أخر. ويرتفع خطر التفكير في الانتحار بين الناس المصابين بهذا الاضطراب
و تلعب الوراثة دورا هاما في الاضطراب ثنائي القطب. فالأقارب المقربون لأشخاص يعانون من الاضطراب ثنائي القطب هم الأكثر عرضة للإصابة به أو بشكل ما من أشكال الاكتئاب من غيرهم من الناس. ودراسات أخرى تشير إلى عوامل بيئية، مثل اضطراب العلاقات الأسرية، باعتبارها عاملاً يزيد من تفاقم الحالة.
والاضطراب ثنائي القطب مرض انتكاسي يسير على هيئة دورات. ففي أحد أجزاء الدورة نجده يتسم بأعراض الاكتئاب . وفي أجزاء أخرى، طور الهوس، نجدهم مبتهجين، يميلون للخروج والتنزه، ومتحدثين وممتلئين بالطاقة. وما لم يخرج الهوس عن نطاق السيطرة، فإن المريض قد يكون عالي الإنتاجية وتصبح صحبته ممتعة
أما مع تفاقم حدة الهوس فإنهم يصبحون غير منتجين ويتحدثون بصوت عال، وبسرعة ودون توقف ويقفزون من فكرة إلى أخرى. وهم يحتاجون إلى قدر قليل من النوم وقد يتصلون هاتفيا بأصدقائهم في أي وقت. وقد تظهر لديهم أعراض ثقة زائدة بالنفس أو أوهام مبالغ مبالغ فيها يتخيلون فيها امتلاك السلطة والثروة.
إن طور الهوس، إذا لم يعالج، قد يستمر لمدة تصل إلى ثلاثة شهور. ومع خموده يدخل المريض في فترة من المزاج الطبيعي والسلوك الحسن تستمر لأسابيع أو لسنوات. وفي نهاية الأمر يدخل المريض في الطور الاكتئابي من المرض.
وحوالي 10% إلى 20% من المصابين بهذا المرض يدخلون في دورات سريعة، حيث تصيبهم أكثر من أربع نوبات من الهوس الاكتئابي في السنة الواحدة. وترتفع فرصة إصابتهم بنوبات مستقبلية مع كل نوبة جديدة.
الأخت الفاضلة أنت في حاجة عاجلة لعناية طبية. فالشخص خلال فترة الهوس غالبا ما لا يكون مدركاً لغرابة تصرفاته وأنه في حاجة لرعاية طبية. والتقييم التام على يد طبيب نفسي أمر حاسم للتوصل إلى التشخيص الدقيق، وهو أول خطوات التوصل لخطة مناسبة للعلاج.
والاضطراب ثنائي القطب قابل للعلاج تماما مع العقاقير والعلاج النفسي. والليثيوم Lithium هو أكثر أنواع العقاقير التي يصفها الأطباء فهو يمنع الدخول في طور الهوس ويمنع الاكتئاب بدرجة أقل .
وفي المراحل المبكرة من الهوس، قد يوصي الطبيب بتناول عقاقير مضادة للذهان ، حيث إن الليثيوم يستغرق عدة أسابيع قبل أن يحقق الفعالية التامة. بعض الناس أيضا يحتاجون لعقار مضاد للاكتئاب لمقاومة الاكتئاب،مع تناول الليثيوم لعلاج الهوس.
وقد تستعمل العقاقير المضادة للتشنج بدلا من الليثيوم، وبخاصة عندما تكون دورة المزاج شديدة السرعة. وفي الحالات الشديدة، قد يوصى بأخذ جلسات علاج بالصدمات الكهربائية .كما أن العلاج النفسي قد يحقق مؤازرة عاطفية قيمة للشخص المصاب وعائلته. وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه