السلام عليكم
اعاني من مرض الكأبة والخوف من المستقبل والموت وعدم الرغبة بعمل اي شيء انا من العراق متزوجه وعمري 26سنه تزوجت منذ سنتين وبعد شهر تقريبا حملت والحمد لله فتره حملي كنت مرتاحة ومطمئنه وفرحانه وسعيدة جدا ومرت الاشهر على حملي وكنت اراجع الطبيبة وتقول لي كل شيء طبيعي حتى انهيت 9 اشهر وكانت عندي المراجعة للطبيبة فقالت لي غدا لازم تتدخلين مستشفى وتعملين عمليه قيصريه بدون ان تعطيني الاسباب، امنت بهل شيء وبقيت ابكي طول اليوم كانت عمليتي المفروض 7مساءا ففي نفس اليوم لموعد العملية اتت اقارب زوجي وفحصتني وقالت لي ليش عمليه كل شيء طبيعي ... شكلها الطبيبة ناويه عمليه من البداية وانتي كل شيء طبيعي. بصراحه امي وزوجي وحتى انا خفت ان اجازف وهذا اول حمل لى بس بقيت ابكي طول اليوم الى ان رحت للمستشفى وحكت قريبه زوجي مع الطبيبة لان اقارب زوجي هى طبيبه هي تعرف بهل امور فتكلمت معها بمصطلحات طبيه وقررت اعطائي مغذي وبديت بالطلق من ساعه 7ليلا الى ساعه 3صباحا واقارب زوجي تقول تحملي راح تولدين طبيعي وبعد ساعه اجت ممرضه وفحصتني وقالت الي استجابتى بطيئة بس تحملي حرام تنتهي بقيصريه وبقيت اتحمل لحد ما اجت الطبيبة وقالت الطفل ما يتحمل بعد وظللت مصره اتحمل وابقى على الطبيعي بس زوجي خاف على الطفل وقال سوى لها عمليه ودخلوني لصاله العمليات وانا خائفة ومرعوبة وابكي وافكر بكلام اقاربنا وخرجت من صاله العمليات والحمد لله رزقت بولد وبقيت بالمستشفى يوم وبعدها خرجت من المستشفى بس من يوم خرجت من المستشفى لحد الان واني صار لي 2 شهر من والولادة طول الوقت وعندما انام تجيني الافكار السيئة عن ولادتي ودخولي للمستشفى شريط وينعاد عليه واحزن واكتأب لان احس روحي استعجلت وولادتي ما صارت طبيعية والكل يقولون القيصرية بها مضار وقريت عنها بالنت يقولون تسبب التصاقات واحتمال تنفتق وغيرها من المساوئ وحتى ابني ما اهتم به واحس روحي ضايقه منه وبدأت اكره نفسي واكره اشوفهم بعكس قبل الولادة كنت فرحانه واخاف اموت وطول هل شهرين افكر بالولادة وليش ما انتظرت مثل ما قالت اقارب زوجي واستعجلت وليش وليش وابقى ابكي وما اعرف شو سوي حاسة روحي راح اتخبل من التفكير وحتى زوجي ضاق مني اردت اراجع طبيب نفسي بس زوجي ما يقبل يقول انسي هل شيء لان انا ارضع طفلي
الاخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكرين فيها انك تعانين من الكأبة والخوف من المستقبل والموت وعدم الرغبة بعمل اي شيء والتفكير المستمر فانك تسرعت وقبلت اجراء عملية الولادة القيصرية بدون انتظاء الوقت الكافى
الاخت الحزينة الاقدار كلها بيد الله سبحانه وتعالى والصحة والمرض كلها امتحانات من الخالق العظيم وكذلك الولادة الطبيعية او الولادة المتعثرة التى تستلزم التدخل الجراحى بالعمليات القيصرية كلها باقدار الله مادام من كان يشرف على الولادة طبيب متخصص فى مهنته والطبيب هو وحده من يقرر مدى الحاجة لاجراء التدخل الجراحى وهو يوازن بين صحة الجنين وصحة الام ، وفي بعض الأحيان، تكون هناك حاجة إلى جراحة قيصرية لإنقاذ حياة الأم أو الطفل. في مثل هذه الحالات، تكون الولادة القيصرية بلا شك هي الخيار الأكثر أماناً..وقد شرحت لك الطبيبة مدى خطورة الحالة وتفهم الاهل الموقف الطبى فى تلك الاثناء والحمد لله فقد رزقك الله مولود بصحة جيدة ،ولكنك تفكرين باستمرار فى ذلك الموقف وتشعرين بأنك تسرعت فى اتخاذ القرار وتفكرين فى عواقب ومضار الولادة القيصرية بالرغم من انك تتمتعين حاليا بصحة جيدة.
الاخت الفاضلة ما تشعرين به حاليا هو من اعراض مرض القلق النفسى المصاحب باعراض وسواسية تنحصر فى التفكير المستمر الغير مبرر فى عواقب العملية ومثل هذه المشاعر أي ما يعرف بالقلق التوقعي أو قلق الوساوس، هو حقيقةً فيه نوع من توارد الاحاسيس التشاؤمية التي تأتي لبعض الناس.
الشيء المهم جداً أن تعرفي أن هذا نوع من القلق الوسواسي، أي أنه ليس أمراً حقيقياً، وأن لا تكوني متطيرة ومتشائمة، فهذا ضروري جداً، وكل فكرة حين تأتيك وتؤمني بأنها ليس فكرة منطقية أو أنها ناتجة عن قلق أو وساس، يجب عليك أن تفكري مباشرة في الفكرة المضادة لهذه الفكرة وتكرري الفكرة المضادة ، بمعنى أنه إذا جاءك شعور بأنه شيئاً سوف يحدث( مخاطر ما بعد العملية) ، قولي : هذا ليس بصحيح، فأنا لا أعلم الغيب والأمر كله بيد الله، لماذا أفكر بمثل هذا ؟ هذا أمر ليس منطقي ويجب أن لا أفكر هكذا.
أرجو أن تجري هذا النوع من الحوارات مع نفسك، كما أنه يجب أن يكون التوكل هو المبدأ العام الذي تنتهجيه، مع السعي بالتأكيد، وعليك أن تكوني حريصة جداً على أذكار الصباح والمساء ، والالتزام بعباداتك بالصورة المطلوبة.
إذا كانت هذه الأفكار مقلقة لك جداً للدرجة التي تجعل من حياتك أمراً لا يطاق، أو أمراً صعباً، يمكنك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للوساوس لفترة وهى ادوية فعالة في القلق التوقعي ، وكذلك القلق المرتبط بالوساوس والأفكار التشاؤمية وكل ذلك يكون تحت اشراف الطبيب النفسى .
وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه