السلام عليكم
أنا فتاة ب الــ22 من العمر
لقد قرأت موضوعاً عن الفصام الذهني فى موقعكم (النفس المطمئنة) وبالواقع أنا لدي بعض المشاكل المشتركة فأنا أضحك وأحاول بشدة كتم الضحكة عندما أسمع خبر محزن من شكوى إحدى صديقاتي أو حتى أختي بالرغم من أنني حقاً أود أن أحزن لأجلهما أيضاً أنا أكره أن أجتمع بالناس خصوصاً الذين لا أقابلهم عادة فقط عائلتي من أقابلهم وأغلب الوقت أحب أن أعيش بعالمي الخاص سواء الاستلقاء والتخيل أو عمل التمارين أو الجلوس على اللاب هل لهذا علاقة بالفصام أم أنا أبالغ بالأمر ؟؟ وهل يجب أن أتعالج؟ أيضاً أود ذكر حقيقة أنني تعرضت للاعتداء عندما كنت صغيرة لكنني دائماً أذكر نفسي بأن الله يعلم بأنني لم أذنب حتى أنني لم أكن أعلم أبداً ما معنى ما كان يفعل بي فالله أرحم بي من أمي
الاخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكرين فيها انك تعانين من وجود اختلال بالمشاعر مثل الخوف من الضحك عند سماع خبر محزن والشعور بكراهية الجميع والاستغراق فى احلام اليقظة والانطواء والبعد عن الناس وتسألين هل هذا مرض الفصام
الاخت الفاضلة مرض الفصام كما شرحنا فى موقع واحة النفس المطمئنة هو مرض عقلي يتميز بالأضطراب في التفكير والوجدان والسلوك وأحيانا الإدراك , ويؤدي إن لم يعالج في بادئ الأمر إلي تدهور في المستوي السلوكي والاجتماعي كما يفقد الفرد شخصيته وبالتالي يصبح في معزل عن العالم الحقيقي .
والعلامات المبكرة للمرض غالبا ما يبدأ المرض خلال فترة المراهقة أو في بداية مرحلة البلوغ بأعراض خفيفة تتصاعد في شدتها بحيث أن عائلة المريض قد لا يلاحظون بداية المرض وفي الغالب تبدأ الأعراض بتوتر عصبي وقلة التركيز والنوم مصاحبة بانطواء وميل للعزلة عن المجتمع . وبتقدم المرض تبدأ الأعراض في الظهور بصورة أشد فنجد أن المريض يسلك سلوكا خاصا فهو يبدأ في التحدث عن أشياء وهمية وبلا معني ويتلق أحاسيس غير موجودة وهذه هي بداية الاضطراب العقلي ويستطيع الطبيب النفسي تشخيص المرض عند استمرار الأعراض لمدة تزيد عن 6 أشهر علي أن تستمر هذه الأعراض طوال فترة مرحلة الاضطراب العقلي
الابنة الحائرة ما تعانين منه هو وجود شخصية حساسة وإذا كانت الحساسية بمعنى الشعور المعقول بالآخرين ومحاولة المحافظة على مشاعرهم مما يعكر صفوها ..فهذا أمر طيب يدعو إليه الدين والعقل…أما إذا كانت بمعنى المبالغة تجاه بعض الأشخاص أو الأحداث وتحميل كلمات الغير وأفعاله من التأويل أكثر مما تحتمل حقيقة هذه الكلمات والأفعال … وينتج عن هذه المبالغة سوء ظن وغضب وحزن وربما حزازات نفسية أو حتى قرار بتجنب التعامل مع هذا الشخص تماما.
وصاحب هذه الشخصية سريع الغضب واكثر عرضة للتعرض للاكتئاب وحالات الحزن الشديد لما يفعله من سوء الظن ومحاولة لفهم كل تصرفات وافعال الغير بشكل خاطئ ومبالغ فيه من الاهانة وذلك يكون غير صحيح
من مظاهرها هذه الشخصية التأويل السيىء للقول أو الفعل وسوء الظن بالآخرين وسرعة الانفعال لأقوال الآخرين وحب العزلة لتجنب سماع الآخرين وكثرة الخصومات وعدم تحمل النقد وكبت أو قسوة رد الفعل تجاه النقد (حسب الشخصية وطبيعتها) والشعور بالإهانة والألم الشديد لو تجاهله احد والبكاء فى المواقف المؤثرة وحب الخلوة مع النفس و يحاول أن يحتفظ بمشاعره لنفسه بدلا من ان يفسرها الآخرون ضعفا
وتتعدد الأسباب التى تؤدى الى ظهور الشخصية الحساسة منها إهمال الفروق الفردية بين الناس فنعامل الجميع معاملة واحدة. ومنها عدم إنزال الناس منازلهم، ومنها الشعور بالكبت والقهر العام، ومنها التسرع، ومنها تسميتها بغير اسمها كأن تكون عنده مثلا كرامة، ومنها ضعف الثقة بالنفس، ومنها الاعتقاد بأنه دوما على حق وصواب. ولكن لعلها من- وجهة نظرى - ترجع أشد ما ترجع إلى تبنى مجموعة من الأفكار الخاطئة والتى منها لا أطيق أن أكون مخطئا، الناس وحشة وأنانيين.
ويختلف العلاج من فرد لآخر لكن يمكن التوصية بما يلى للتخفيف وليس للعلاج الحاسم للحساسية
- التدريب على الثقة بالنفس
- مصاحبة الناس والانخراط معهم وتحمل الخطأ منهم أو إليهم
- إذا أخطأت فاعتذر وإذا اخطأ احدهم فى شخصك واجهه واطلب منه تفسيرا أو اعتذارا عن خطئه
- القراءة فى هذا الموضوع.
- تعلم فن وآداب وأصول الحوار والمناقشة
الاخت الفاضلة قد يكون ما تعرضت له فى طفولتك من اعتداء سببا فيما تعانيه حاليا من الانطواء والعزلة وكراهية الآخرين ولكن ليس هناك مبرر فى استمرار تلك المعاناة ويجب عليك استشارة طبيب نفسى لتنظيم برنامج علاجى يساعدك فى اجتياز ما تعانيه من احباطات نفسية
وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه
