السلام عليكم
مشكلتي باختصار كانت وسوسة قهرية فكرية عقائدية منذ ما يقارب السنة لم أعلم في البداية أنه مرض وإنما حسبت أنه نقص في الإيمان وكنت أتعذب أشد العذاب بعدها تطور هذا الوسواس ليمس الأمور التاريخية، فيقول لي هذا الوسواس اللعين، ما يدريك أن هذه الواقعة وقعت؟ وأن الجميع يكذب عليك، حتى أحب الناس إلي ! ثم صارت وساوس فلسفية حتى وساوس عن عدم وجود أماكن!!!إنها أفكار جنونية، صعبت علي التركيز في العمل، تعبت فزرت الطبيب الذي قال إنه وسواس قهري لكن سؤالي هل هذه وساوس قهرية؟ فأنا أخشى تصديقها!
أعطاني الطبيب دواء لعلاج الوساوس. من فضلك دكتور ساعدني فأنا في جحيم المشكلة أيضا أن هذه الوساوس السخيفة تتطور بسرعة, وكأن لديها عقل, فرغم غرابتها فهي لديها نوع من المنطق, المبني على الأوهام، كنت أفضل أن يكون عندي وسواس وضوء على الأقل هي حالة واضحة أما حالتي فهي وساوس فلسفية ،مثلا تقول لي ما يدريك أنه لو دهستك سيارة فإنك تتأذى ، ما يدريك أن لك كبد! ! ما يقلقني أن عقلي لا يستطيع التصدي لها وتحكيم المنطق في هذه البديهيات. رغم ذكائي الشديد الذي لم يفدني في أمر تافه عكر علي حياتي. صارت عندي وساوس أخجل التصريح بها كان الحياة حلم وعند مغادرتي مكان معين فإنه يختفي هذه الكلمة ترعبني وأن كل ما نراه مجرد صورة تصبح مادة عند لمسها. أكاد أجن
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعاني من وجود وساوس قهرية متكررة فى صورة اسئلة فلسفية لا تنتهي مما يعكر عليك صفو حياتك ومن تلك الاعراض نستطيع ان نشخص حالتك بانك تعانى من مرض الوسواس القهرى.
ويتضمن هذا المرض وساوس فكرية وأعراض قهرية وقد يعاني المريض في بعض الأحيان من احد العرضين دون الأخر وهذا ما حدث لك بالفعل لأنك تعاني من وساوس دون أفعال قهرية والوسواس القهري هو نوع من التفكير -غير المعقول وغير المفيد- الذي يلازم المريض دائما ويحتل جزءا من الوعي والشعور مع اقتناع المريض بسخافة هذا التفكير مثل تكرار ترديد جمل نابية أو التفكير فى كيف بدأت الحياة أو الاشياء أو تكرار كلمات كفر فى ذهن المريض أو تكرار نغمة موسيقية أو أغنية تظل تلاحقه وتقطع عليه تفكيره بما يتعب المصاب ..وقد تحدث درجة خفيفة من هذه الأفكار عند كل إنسان فترة من فترات حياته، ولكن الوسواس القهري يتدخل ويؤثر فى حياة الفرد وأعماله الاعتيادية وقد يعيقه تماما عن العمل . ويحاول الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري في العادة عليهم أن يخففوا من الوساوس التي تسبب لهم القلق عن طريق القيام بأعمال قهرية يحسون بان عليهم القيام بها وتسبب أعراض الوسواس القهري القلق والتوتر وتستغرق وقتا طويلا وتحول بشكل كبير بين قيام المرء بعمله وتؤثر في حياته الاجتماعية أو في علاقاته بالآخرين
وهناك عوامل كثيرة تؤثِّر في هذا الاضطراب. ومن الممكن أن تكونَ لاضطِراب الوَسواس القَهري صلةٌ بالبيولوجيا. وهذا يتضمن تغيرات في كيميائية الجسم البَشَري أو بطريقة عمل الدِّماغ. وقد تكون لهذا الاضطراب علاقةٌ بالجوانب الوِراثية أيضاً، أي بالخصائص التي تنتقل إلى الإنسان من الأبوين. يُمكن أن يكونَ اضطِرابُ الوَسواس القَهري ناجماً عن نقص مادَّة السيروتونين في الدِّماغ. وهي مادَّةٌ يُنتجها الدِّماغُ لاستخدامها في إرسال الرسائل إلى مختلف الأعصاب في الجسم. ويُعدُّ نقصُ مستوى السيروتونين سبباً لحدوث الاكتِئاب. وقد تكون لهذا النقص صِلةٌ باضطِراب الوَسواس القَهري أيضاً. من الممكن أن تكونَ لاضطِراب الوَسواس القَهري صِلةٌ بالبيئة المحيطة أيضاً. وهذه البيئةُ تشمل مكانَ العَمل والمجتمع المحلِّي أو مكان الإقامة. وقد تكون لاضطِراب الوَسواس القَهري علاقةٌ بالعادات التي يكتسِبها المَرءُ في هذه الأوضاع المختلفة. وهناك أشياء مُحدَّدة تزيد من خطر ظهور هذا الاضطراب عندَ الإنسان. وتُعرَف هذه الأشياءُ باسم عوامل الخُطورة. ويُعدُّ وجودُ تاريخ عائلي من حيث الإصابةُ باضطِراب الوَسواس القَهري واحداً من عوامل الخُطورة. وإذا كان أحدُ أبوي الشخص أو أحد أقاربه المباشرين مُصاباً بهذا الاضطراب، فإنَّ مخاطرَ ظُهوره لديه تزداد. وتُعدُّ ظروفُ الحياة المتوتِّرة الضاغِطة عاملاً آخر من عوامل الخطورة. إنَّ الأشخاصَ الذين تكون لديهم ردودُ أفعال قويَّة على الشِّدَّة النفسيَّة معرَّضون أكثر من غيرهم لمخاطر الإصابة باضطراب الوَسواس القهري. ومن الممكن أن يُثيرَ ردُّ الفعل القوي على الشدَّة النفسية الأفكارَ الوَسواسيَّة والسلوكيات القَهريَّة والمُعاناة العاطفيَّة المرتبطة باضطراب الوَسواس القهري.
ويتم مُعالجةُ اضطِراب الوَسواس القَهري عادةً بعلاج نفسي أو علاج دوائي ، أو من الاثنتين معاً. ويتوصَّل كثيرٌ من مرضى اضطِراب الوَسواس القَهري إلى التخفيف من الأعراض عبر هذا المزيج. وتُعرَف المُعالجةُ النفسية باسم "المُعالجة الكلامية" أيضاً. وهي تَستخدِم طرقاً كالمناقشة والإصغاء وتقديم المَشُورة من أجل مُعالجة الاضطرابات العقلية والعاطفية والسُّلوكية واضطرابات الشخصيَّة. وهناك نوعٌ من المُعالجة السُّلوكية يُسمَّى "التَّعرُّض ومَنع الاستجابة". وهو مفيد جداً في مُعالجة اضطراب الوَسواس القهري. وبموجب هذه الطريقة، يجري تعريضُ المريض للشيء الذي يُطلِق لديه الأفكارَ القَهريَّة أو الوَساوِس. كما يجري أيضاً تعليمه طُرُقاً لتَجَنُّب الأفعال القَهريَّة والتعامل السليم مع قلقه. وغالباً ما تُستَخدَم المُعالجةُ الدَّوائية للمساعدة على ضبط الوَساوِس والأفعال القَهريَّة والسيطرة عليها.
لذلك أنصحك بضرورة الذهاب لأقرب طبيب نفسي حيث تعتبر الوسيلتين الأكثر فعالية في علاج حالات الوسواس القهري هي العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي. وعادة ما يكون العلاج في أعلى درجات فعاليته إذا تم الجمع بين العلاجين.
وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه