الرد على اسئلة القراء

أريد التخلص من هذه المخاوف


  • رقم المجموعة : 1412 تاريخ النشر : 2015-05-19
  • إعداد : الاستاذة دعاء جمال وظيفة المعد : اخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

انا منذ ستة أشهر وانا أعاني من أعراض جاءتني فجاه كبرودة الأطراف ونقص الشهية والأرق حتى ساعات الصباح لأني كنت أخاف من الموت لدرجه فظيعة فاستغربت لماذا هذا الخوف وانا اعلم ان الموت حق فقمت بتشخيص حالتي بأنها وسواس قهري وخفت جدا من هذا المرض لأنني قرأت عنه كثيرا وقرأت عن أمراض نفسيه كثيرة حتى أصبحت خائفا بان اكون مصاب بإحدى هذه الأمراض وأريد التخلص من هذه المخاوف وكلما اقنع نفسي باني لست مريضا سرعان ما أتذكر ما حدث لي من أعراض تدل على المرض النفسي فتعود المخاوف مع العلم لم تؤثر على حياتي المهنية او الاجتماعية الا اني اشعر بالتعب والإرهاق

الأخ الفاضل

السلام عليكم ورحمة الله

نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعاني من برودة فى الأطراف والخوف من الموت والارق ونقص الشهية والشعور بالإرهاق والتعب وانك قمت بتشخيص حالتك انها مرض الوسواس القهرى

الاخ الفاضل يخطأ الكثير من الناس بسرعة تشخيص حالتهم وتحديد نوع المرض بعد الاطلاع على بعض المواقع النفسية وقد يؤدى ذلك الى الشعور بالمزيد من القلق والارتباك والإحباط مما يزيد من درجة المعاناة.وهنا نقول ان تشخيص اى مرض يحتاج الى وجود متخصص فى العلاج يستمع الى شكوى المريض بدقة ويتابع معه أعراض المرض وتدرج المرض والتاريخ الطبى السابق  والتاريخ الأسرى وقد يحتاج الامر الى اجراء بعض الفحوصات الطبية من تحاليل وأشعة ورسم مخ حتى يستطيع الطبيب المعالج التوصل الى التشخيص الدقيق للمرض كى يستطيع وضع خطة علاجية لكل مريض . وهنا نحذر من التسرع فى تشخيص الاعراض المرضية التى يشعر بها اى إنسان  على انها نوع معين من المرض والتسرع بتعاطى علاج طبى بدون عرض الحالة الطبية على الطبيب المتخصص لما قد يؤدى ذلك الى تأخر شفاء المرض وقد تتضاعف الاعراض المرضية ويصعب علاجها وتصبح الحالة مزمنة .

اما ما وصفت من أعراض تعانى منها فمن خلال وصفك نستطيع ان نضع تشخيص  مبدئى انك تعانى من القلق النفسى العام ويتصف مرض القلق العام بالقلق المستمر والمبالغ فيه والضغط العصبي. ويقلق الأشخاص المصابين بالقلق العام بشكل مستمر حتى عندما لا يكون هناك سبب واضح لذلك. و يتركز القلق العام حول الصحة أو الأسرة أو العمل أو المال. وبالإضافة إلى الإحساس بالقلق بشكل كبير مما يؤثر على قدرة الإنسان على القيام بالأنشطة الحياتية العادية، و يصبح الأشخاص المصابين بالقلق العام غير قادرين على الاسترخاء ويتعبون بسهولة ويصبح من السهل إثارة أعصابهم ويجدون صعوبة في التركيز وقد يشعرون بالأرق والشد العضلي والارتعاش والإنهاك والصداع. وبعض الناس المصابين بعرض القلق العام يواجهون مشكلة القولون العصبي وتشمل أعراض مرض القلق الأحاسيس النفسية المسيطرة التي لا يمكن التخلص منها مثل نوبات الرعب والخوف والتوجس والأفكار الوسواسية التي لا يمكن التحكم فيها والذكريات المؤلمة التي تفرض نفسها على الإنسان والكوابيس، كذلك تشمل الأعراض الطبية الجسمانية مثل زيادة ضربات القلب والإحساس بالتنميل والشد العضلي.

إما بالنسبة للعلاج فإن معظم أمراض القلق تستجيب بشكل جيد لنوعين من العلاج: العلاج بالأدوية والعلاج النفسي. ويتم وصف هذه العلاجات بشكل منفصل أو على شكل تركيبة مجتمعة وتستعمل ثلاثة أنواع من العلاج النفسي بنجاح لمعالجة أعراض القلق العام:

 1- العلاج السلوكي : والذي يسعى لتغيير ردود الفعل عبر وسائل الاسترخاء مثل التنفس من الحجاب الحاجز والتعرض المتدرج لما يخيف المرء بعمل بعض تمارين الاسترخاء، وهنالك عدة كتيبات وأشرطة موجودة بالمكتبات، أو يمكنك الاستعانة بأي أخصائي نفسي، او طبيبا نفسيا، من أجل أن تدريبك على هذه التمارين بالصورة الصحيحة، وهذه التمارين في أبسط صورها، هي أن تجلس في مكان هادئ، ويفضل أن تستلقي وأن تغمض عينيك وتفتح فمك قليلاً، ثم تأخذ نفسا عميقا جداً، وهذا هو الشهيق، ولا بد أن يكون ببطء، وأن تستغرق مدته من 45-60 ثانية، ثم بعد ذلك تمسك الهواء، وبعد ذلك يأتي إخراج الهواء أو الزفير بنفس القوة والبطء الذي قمت به في الشهيق. كررر هذا التمرين ثلاثة إلى أربع مرات في الجلسة الواحدة، ويجب أن يكرر التمرين مرتين على الأقل في اليوم. بجانب ذلك توجد تمارين أخرى تعتمد على التأمل واسترخاء مجموعة العضلات لمختلفة بالجسم. هذه إن شاء الله أيضاً تساعدك كثيراً في عملية التذكر والاسترخاء، وسوف تقلل ِإن شاء الله من القلق.

2- العلاج التعلمي الادراكى : ويساعد العلاج التعلمي الادراكى-مثل العلاج السلوكي- المرضى على التعرف على الأعراض التي يعانون منها ولكنه يساعدهم كذلك على فهم أنماط تفكيرهم حتى يتصرفوا بشكل مختلف في المواقف التي تسبب لهم القلق.

 3- العلاج النفسي الديناميكي : ويتركز العلاج النفسي الديناميكي على مفهوم أن الأعراض تنتج عن صراع نفسي غير واعي في العقل الباطن ،وتكشف عن معاني الأعراض وكيف نشأت ،وهذا أمر هام في تخفيفها. 

  ونصيحتي لك باستشارة الطبيب النفسي في اقرب فرصة حتى تتخلص من معاناتك .......وفقك الله وهداك...............

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة