السلام عليكم
أنا عمري 16 سنة وأعاني من مشاكل وهي أني أحب أن يكون لي أصدقاء ولكن من يوم ما ولدت لم يكن لدي ولا صديق يعاملني بصداقة واخلاص حتى فالقسم يستهزؤون بي ودائما أحس و كأنهم يتكلمون عني ومن جلس معي في الطولة يغير مكانه رغم أني أفعل المستحيل لأعجابه والمزح معه مع اني الاول في الصف واعاملهم و كأنهم أنا اساعدهم بما استطعت ولكن عيبي الوحيد أني اذا استهزؤا بي لا أستطيع أن أقاوم الغضب الداخلي الذي يظهرني وكأني هادئ وأنا نوعي لا أخرج أسراري ومشاكلي لأحد وأتحمل الظلم لوحدي أنا أريد حلا لمشكلتي .
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعاني من عدم القدرة على تكوين صداقات مستمرة والشعور بان الزملاء يسخرون منك
الابن العزيز الصداقة والشعور بالقبول من الاخرين شيئ حيوى وهام لكل البشر ومن يفتقد الشعور بالقبول من الاخرين يشعور بالعزلة والانطواء وقد يصل به الامر الى الشعور بالكأبة وسوء الظن بالاخرين .
والصداقة تكون دائما بين الافراد المتقاربين فى الشخصية والميول ونقول متقاربين وليس متطابقين لان لكل فرد منا سمة من سمات الشخصية التى تميزنا عن سائر البشر
ومن رسالتك يتضح انك لم تستطيع التقارب مع الاخرين لكى تستطيع عمل علاقة انسانية مستمرة تصل الى درجة الصداقة والامر غالبا انك تتصف بشخصية حساسة منذ الصغر ومن سمات تلك الشخصية التأويل السيىء للقول أو الفعل وسوء الظن بالآخرين وسرعة الانفعال لأقوال الآخرين وضعف التحمل وسرعة التأثر وحب العزلة لتجنب سماع الآخرين.
وانت لم تستطيع ان تنمى شخصيتك للتغلب على الاثار السلبية لتلك الشخصية مما ادى بك الى العزلة والشعور بالاضطهاد من الآخرين
وهنا نعطيك بعض الإرشادات التالية التي تجعلك تستطيع ان تنمى شخصيتك للتغلب على الحساسية :
أ . نمِّ ثقافتك ، فالثقافة الوجه الذي تطلّ به على الناس .
ب . تحدّث باهتمامك أو ميولك وهواياتك واختصاصك ولا تدسّ أنفك في أمور لا تجيد الحديث عنها .
ج . قل رأيك مهما كان متواضعاً .. تحرّر من عقدة الرأي الصواب 100 % فليس هناك رأي صائب بهذه الدرجة ، إلاّ القول المقدّس .
د . درِّب نفسك على الشعور بالاستقلالية وعدم التركيز على الأجواء والأشخاص المحيطين بك .. تصوّر أنّهم لا يعلمون وتحدّث معهم كما لو كنت تريد تعليمهم أو إعلامهم .
هـ . افتح صدرك للنقد .. أظهر شيئاً من التماسك في حضرة الآخرين ، وتعلّم أساليب الردّ اللطيف : «لَم أسمع بهذا من قبل» ، «هذا ليس من اختصاصي لا أحبّ الخوض فيه» ، «أحبّ أن أستمع لأستفيد أكثر»
و . كن مستمعاً جيِّداً .. اُنظر كيف يتحدّث الآخرون .. لا بأس عليك .. تعلّم بعض أساليبهم .. ستفيدك في القريب العاجل .
ز . لا تعطِ للأشياء والتصورات أكبر من حجمها ، ولا تفسح المجال للخيال واسعاً ، فقد يعكّر صفاء ذهنك ومزاجك .. خذ الأمور بسهولة ودون أي تعقيد .
ح . لا تطل حالات العزلة والانكماش لأنّها موحشة وتزيد في الخجل والإنطواء .
ط . تحدّث مع نفسك في الخلوات.. ناقش موضوعاً من المواضيع.. اطرح آراءك حوله .. ضع أسئلة مفترضة قد توجه إليك وأجب عليها .. الكثير من الخطباء والمفوهين كانوا يفعلون ذلك .
ي . لا تطلب الشهرة والأضواء والتصفيق والإستحسان .. اطلب المقبولية ، أي أن تظهر شخصاً طبيعياً مقبولاً .
ك . الجرأة تمرين .
ل . التمرين يؤدِّي إلى التكامل ، وإلى التغلّب على الخجل وعلى كلّ مواطن الضعف .
وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه
