السلام عليكم
انا مصابه باكتئاب ما بعد الولادة واشعر بضيق وبالبكاء وأحس أني راح أموت كل يوم أقول بكره راح أموت وحزينة وما أنام زين خوفي أني ما اصحي وودي زوجي يكون جنبي على طول بس اذا سولفة مع ناس وفرفشة يروح مني وإذا قعدت ساكتة وما سولفة يرجع نفس لحاله وأحس ودي اطلع واشم هواء هل هذا اكتئاب ما بعد الولادة اما وسواس
الاخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكرين فيها انك تعانين من الشعور بالحزن والضيق والإحساس بالموت وكثرة البكاء خصوصا بعد الحمل .
حقا سيدتى ما تعانين منه هو اكتئاب ما بعد الولادة وتبدأ هذه الحالة أحيانا في اليوم الثالث بعد الولادة، ويمكن أن تستمر من 10 إلى 14 يوما. وتمتاز هذه الفترة بالبكاء دون سبب، الشعور بالضيق، والشعور بالحزن والإحباط.وتصيب كآبة ما بعد الولادة النساء عشوائياً، ولا ترتبط بشخصية الأم. فكل أنواع النساء يمكن أن يصبن بهذه الحالة الشائعة، ولا تعرف الكثيرات بأن المساعدة متوفرة لهن.
أما السبب المحتمل لكآبة الطفل الرضيع فهو الهبوط السريع في مستويات البروجسترونِ التي تَحدث في جسمِ كل امرأةِ بعد الوِلادة. وينخفض مستوى البروجسترون من 40 مرة كحده الأعلى أثناء الدورة الحيضية المنتظمة إلى المستوى منخفض لا يكاد يظهر في فحص الدم. وهذا التغييرِ المثير يمكن أن يسبب تأثيرا كبيرا على عواطف الأم الجديدة.
وتعاني حوالي 50 إلى 80 بالمائة من كل الأمهات الجديدات (سواء اللواتي أنجبن طفلهن الأول أَو العاشر) من الكآبة المصاحبة للولادة. وبالرغم من أنه من المزعج أن لا تكوني الصورةَ المثاليةَ عن الأم سعيدة، إلا أن كآبة ما بعد الولادة تختفي لوحدها. وتمر أكثر النساء عبر التجربة بشكل جيّدةَ جداً مع دعم العائلة والأصدقاء.
وتواجه 10 إلى 15 % من الأمهات الجديدات أعراض مختلفة من الكآبة التي تتطور لتصبح كآبة شديدة:-
o صعوبة اتخاذ القرارات.
o الشعور بالنقص.
o الخوف من الوحدة.
o تخيلات عن الكوارث والحوادث.
o الشعور بعدم الرغبة في الطفل.
o الرغبة بهجر العائلة.
o نوبات من الرعب.
o الخوف والقلق.
o الإحساس بعد السيطرة.
o عدم الاهتمام بالنشاطات التي كانت ممتعة في السابق.
o مشاكل النوم.
o الكوابيس.
بعض هذه الأعراض، بأشكالها المعتدلة، تعتبر تكيّف طبيعي للأمومة. وعلى أية حال إذا كانت هذه الأعراض ثابتة، ومتطرفة فأنت بحاجة للمعالجة.
ويبدأ المستوى الأعمقِ لكآبة ما بعد الولادة عادة ضمن الأسابيع الستة الأولى إلى الثمانية التي تلي الولادة لكنها قَد تَظهر في أي وقت من السنة الأولى. إذا ظهرت الأعراض التالية بعد شهرينِ من الولادة، فقد تتسلل إليك مشاعر الكآبة، وقد لا تعرفين المشكلة حتى تمرين بالأعراضِ الحادة. في الحقيقة، قد يلاحظ الآخرون حولك المشكلة قبلك.
وتعانى أعداد قليلة من الأمهات الجدد، حوالي واحد أو اثنان بألف، أعراض حادّةَ جداً، عادة في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة، التي تتحول إلى اختلال عصبي. في هذه الحالات النادرة تفقد الأم إحساسها بالحقيقة وتصاب بالأوهام أو الهلوسه الحادة. وقد تصبح خطراً على نفسها أو الطفل الرضيع. ومن المهم جداً أن تتلقى أي أم جديدة تعاني من هذه الأعراض مساعدة طبية فوراً.
كما ذكرنا سابقاً، فأن التغيرات الحادة في مستويات هرمون ما بعد الولادة تعتبر المسئولة عن كآبة ما بعد الولادة. وفي حين أن هذه هي الحقيقة، إلا أن المعالجة بالهرمونات تشمل على نتائج مختلفة، وتبين أن الآباء والأمهات حتى الذين يتبنون الأطفال يعانون من أعراض مشابهة لكآبة ما بعد الولادة.
وأهم شيء إذا شخصت حالتك بأنك مصابة بكآبة ما بعد الولادة، هو انه ليس خطأك. وبأنك لم تقومي بعمل أي خطأ، وبأنك لست مصابة بالجنون، وبأن المساعدة متوفرة.
وهناك عدة أشياء يمكنك القيام بها لمساعدتك: --
- احصلي على الراحة، اهتمي بنفسك، وبالطفل. اطلبي مساعدة الآخرين للاهتمام بك، وبالمنزل, وإعداد الطعام، والغسيل، والاهتمام بالأطفال الآخرين في المنزل .
- قومي بإرضاع الطفل من الثدي، فهذه طريقة رائعة لرفع مستويات البرولاكتين (هرمون مهدئ) في الجسم. وبينما يؤخر الإرضاع الطبيعي من إنتاج هرمونا البروجسترون والاستروجين، مع عودة الدورة الشهرية. يزيل البرولاكتين مشاعر الكآبة، ويسهل عملية الارتباط العاطفي مع الطفل. إذا كنت تواجهين مشاكل في إرضاع الطفل، تتوفر حلول عملية في الصيدليات،يمكنك استشارة الطبيب لمعرفتها.
- تجنبي التقيد بجدول إلزامي للعناية بالطفل، اتركي الأمور تجري كما هي، وتجنبي الإرهاق والتعب.
- تناولي وجبات غذائية متوازنة خلال النهار، وابتعدي عن التدخين، والكحول، والكافيين. تناولي كميات صغيرة من الكربوهيدرات المعقدة (النشويات)، مثل الخبز، والمكرونة، والبطاطا. وابدئي بتناول هذه الكميات الصغيرة بعد نصف ساعة من المشي أو بعد ساعتان من الاستيقاظ.
- لا تعزلي نفسك، ومشاعرك عن الآخرين، وخصوصا الطبيب، إذا كنت تشعرين بأنك غير طبيعية، قومي بالتحدث مع الطبيب عن هذه المشاعر. تحدثى مع الأقارب، وتبادلا الخبرات والأحاديث عن المشاعر المتضاربة عن تجربة الولادة.
- استفيدي لأقصى الحدود من الوقت الذي تقضيه لوحدك، في الاسترخاء، والاستجمام، والراحة. تأملي وارتاحي كلما خلد الطفل إلى النوم.
الاخت الفاضلة لقد تقدم الطب كثيرا، خصوصا في مجال علاج كآبة ما بعد الولادة. وبالعلاج المناسب النفسي والدوائي يمكن للأمهات الجدد أن يشعرن أفضل. وأخيرا تذكري سواء كنت تعانين من الإجهاد أو كآبة ما بعد الولادة، هناك مساعدة متوفرة، ساعدينا على توفيرها بالصراحة، وأخبار الزوج أو الطبيب عن مشاعرك الحقيقية.
وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه
