الرد على اسئلة القراء

مش عارف أكون صداقات


  • رقم المجموعة : 1434 تاريخ النشر : 2015-08-21
  • إعداد : الاستاذة دعاء جمال وظيفة المعد : اخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

انا عندي 17 سنه .انا يا دكتور معنديش اصدقاء ومش عارف اكون صداقات بحس دايما ان كل الي بتعامل معاهم مسترخمني ومش طايقيني ومش عايزيين يتعاملوا معايا وانا مش بعرف اتعامل حتي لو اتعاملت مش بعرف بعد كده اقول ايه مش عارف افتح مواضيع ..انا ثقتي في نفسي مهزوزه جدا. انا مكنتش كده وانا صغير بالعكس انا كان عندي صحاب كتيير وكنت القائد بتاعهم كمان .لكن دلوقتي العكس تماما نفسي احس بكياني وبشخصيتي و بان رأي يحترم وسط الناس . في سن اعدادي كده اتصاحبت علي واحد و كان هو صديقي وخليتوا صديقي الوحيد وهو جرني للعزله بتاعته لدرجة ان الناس اخدت عني فكره اني انطوائى ومش بحب الناس ولا بحب اتعامل معاهم و الراي ده انتشر من غير حتي ما يتعاملوا معايا. مش عارف ازاي اجذب الناس واشدهم لي ولكلامي وازاي يكون عندي حس فكاهي انا بحس ان الناس بتسترخمه اوي عندي. وكمان مش لاقي موهبتي ومش عارف ادور عليها ازاي انا مش عارف اثبت لنفسي اني مميز .مش عارف ادخل ازاي في مجموعه كنت اعرفهم من فترة طويله وهم عارفني لكنهم مش معتبريني فرد منهم ، في ولاد غيري وخديين الجو مني مش عارف ازاي بيشدوا الناس قوي ليهم كده ويخلوا الناس تحبهم قوي وتتعلق بيهم و تستناهم و تتكلم معاهم و تتطلب رايهم .ده لما حد يدينا مهمات بيديهم هما اكتر مهمات مميزه عشان هما اد المسؤلية مع انهم مجربونيش قبل كده انا اد المسؤليه جدا....ساعدني يا دكتور ارجوك انا عندي استعداد اتغير بس نفسي ييجي بنتيجه نفسي احس ان ليا قيمه وسط الناس ومحبوب ونفسي ثقتي في نفسي تذيد ونفسي لثبت لنفسي اني مميز قبل ما اثبت لغيري....اعمل ايه ؟!؟!؟

الأخ الفاضل

السلام عليكم ورحمة الله

نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعاني من فقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على تكوين صداقات والاندماج مع الناس

الابن العزيز المشكلة التي لديك  حصرتها انت بعبارة واضحة ألا وهي (صعوبة التواصل مع المجتمع)،  إذن فالذي لديك شيء آخر فهو ليس راجعًا إلى ضعف القدرات ولكنه راجعٌ إلى ضعف ثقتك في نفسك.

نعم إنك تنظر إلى نفسك نظرة سلبية، وتنظر إلى قدراتك على أنها ضعيفة، وهذا جعلك تشعر بضعف التواصل مع الناس، وتشعر وأنت جالس بين هؤلاء الأصحاب كأنك ثقيل الظل عليهم، ، فتشعر كأنك لست بالمرغوب أثناء المجلس ومشاركة الأصحاب بما يتشاركون فيه عادة من الكلام المعتاد والذي ربما يعتريه شيء من المزاح والمرح وغير ذلك، فهذا لو تأملت فيه ففي الغالب وجوده في نفسك، وأيضًا فالغالب أن يكون ناتجًا من ثمرات ومواقف قديمة قد حصلت لك في أيام صغرك وأيام طفولتك، فلا يبعد أن تكون قد عشت في وضع يشعرك بأنك ضعيف الثقة في نفسك، بحيث يقل التشجيع، فلم تكن ترى التشجيع المناسب، أو يكثر التوبيخ في بعض المواطن التي تُخطئ فيها، سواء كان ذلك في المحيط الأسري أو كان في المحيط الدراسي.

وربما سمعت بعض الألفاظ من جهة بعض الناس الذين لهم تقدير في عينك كالمعلم مثلاً أو كأحد المربين من أسرتك، فانغرس في نفسك أنك ضعيف القدرة، وربما تعرضت كذلك لشيء من الأذى من زملائك في الدراسة أيام طفولتك أو شبابك، فحصل لك شعور بأنك ضعيف القدرات، وبعبارة أخرى: حصل لك شعور بالنقص تجاه هذا المعنى، وأما في الحقيقة فهذا الأمر غير موجود، إن قدراتك ظاهرة - بحمد الله عز وجل – وإن لديك أسلوب للتعبير بيِّن ولله الحمد، فما عليك إذن إلا أن تنتهج خطوات يسيرة لتجد أثرها ماثلاً أمام عينيك، ثم تحمد الله جل وعلا على ما منَّ عليك به من الفضل، فأول خطوة هي:

1- أن تسال الله جل وعلا التوفيق والسداد في القول والعمل، فمن الذي يسددك ومن الذي يهديك؟ إنه الله جل وعلا الذي يقوم له رسولك الأمين - صلوات الله وسلامه عليه – في جوف الليل فيكبر ويدعو بدعاء الاستفتاح في قيام الليل: (اللهم اهدني لأحسن الأخلاق وأحسن الأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقني سيئ الأخلاق وسيئ الأعمال لا يقي سيئها إلا أنت) أخرجه الترمذي في سننه.

2- أن تعدّل من هذه النظرة السلبية إلى نفسك،  وانظر إلى قدراتك على أنها بحمدِ الله معتدلة حسنة وقوية، وأن الله منَّ عليك من فضله، فينبغي حينئذ أن تستثمر ما آتاك الله من هذه القدرات.

3- أن تترك لنفسك أسلوب الكلام بدون تحفظ، فعندما تجلس بين أصحابك، فلا تجعل ألف حساب لكلمة سوف تنطق بها، نعم ينبغي أن يفكر العاقل في ما ينطق، ولكن لابد من الكلام مع الأصحاب بشيء من عدم الكلفة وعدم التحفظ الشديد، فالمؤمن إِلفٌ مألوف، فهذا يقتضي منك قدرًا من الانفتاح مع أصحابك والكلام معهم، وكذلك مع أسرتك، فأنت تحتاج إلى أن تترك لنفسك شيئًا من العفوية في الكلام، فها أنت تسمع قصة ذكرها بعض أصحابك فتعبّر فتقول: سبحان الله لقد كان أمرًا مؤثرًا، وهذه القصة مفيدة يستفاد منها، إننا ينبغي أن نحذر من كذا وكذا، فها أنت تعلق تعليقًا لطيفًا، وهذا يحتاج إلى مران فتجد نفسك أنك - بإذن الله عز وجل – قد وصلت إلى قدر حسن منه

4- التعبير عن مشاعرك لا سيما لأسرتك القريبة كالوالدين – إن وجدا – والأخوة والأخوات، فأنت تعبِّر عن محبتك بأسلوب لطيف حسنٍ، فها أنت تقدم هدية لأحد والديك مثلاً وعليها كلمات لطيفة رفيقة وتقبل رأسه ويده وتجلس معه وتحدثه عن يومك وتحدثه عمَّا جرى لك

6- المشاركة الاجتماعية وعدم التجنب، وعدم التحفظ منها، سواء كانت هذه المشاركات أسرية خاصة أو مع الجيران أو مع الأصدقاء، فعليك أن تبذل جهدك في أن يكون لك هذا العطاء الذي ينمي فيك القدرات ويزيدك مرانًا ودربة عليه.

مضافًا إلى ذلك أن تنتبه إلى كلامك ومصافحتك، فها أنت تضع يدك في يد صاحبك وأخيك في الله فتسلم عليه وتنظر إلى وجهه وإلى عينيه وتتكلم معه وتسأله عن الحال وترد بالعبارات الكاملة الوافية، فتُسأل: كيف حالك؟ فتجيب: أنا بخير، كيف حالك أنت؟ وكيف حال الأولاد والعيال؟ وكيف حال الوالدين؟ فتكون العبارة وافية كاملة، ولا تقتصر على العبارات التي تؤدي أقل ما يمكن في هذا الأمر

7- الانتباه إلى تفكيرك أثناء جلوسك مع أصحابك، فلا ينبغي أن ينقدح في نفسك أن جميعهم الآن يراقبونك وأنك محل نظراتهم وأنهم يقيدون كل تصرفاتك وكل حركة منك، وربّما سمعوا دقات قلبك التي تدق، فهذا أمر قد يقع في النفس فيزيد الإنسان ارتباكًا وحذرًا من الكلام ويشعر بالضيق ويشعر بعدم الرغبة في المشاركة. 

8- ممارسة الأنشطة المفيدة التي تعين على إخراج الطاقات النفسية كرياضة المشي، فاجعل لنفسك نظامًا في هذا يوميًّا بحيث تمارس هذه الرياضة النافعة والتي تعين على تعديل المزاج كثيرًا.

9- الحرص على طاعة الرحمن، فقو علاقتك بربك؛ لأنك على قدر قربك من ربك على قدر رسوخ نفسك، وعلى قدر تحصيل الثبات فيها، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً}.

وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة