السلام عليكم
كيفية التعامل مع أم مريضة بالظنون بحيث تفكر دائما بأن أبناءها وأزواج بناتها كلهم يمارسون الخيانة الزوجية وأبنائها يكذبون ويتهمونها بالكذب وبأنها مريضة نفسية فلا تتقبل فكرة المرض ولا تعترف بأنها مريضة ولا يمكن اقناعها بزيارة الطبيب ،نخاف عليها كثيرا بأن تقوم بفعل غير مدروس وهي تحاول اثبات ما تفكر به بحيث تتهم العائلة والجيران بالتآمر عليها وحتى نحن أبناءها وبناتها ، نريد حلا وكيف يمكننا معالجتها وشكرا على تفهمكم الحالة صعبة جدا لأن المدة تقارب 20 سنة وهي تنتقل من شخص لآخر وأخيرا جمعت الكل في نفس الاتهام. نرجو حلا سريعا
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعاني من ان امك تعانى من الظنون المرضية منذ حوالى 20 عاما وترفض العلاج وتسأل عن الحل
الاخ السائل الام تعانى من اعراض ذهانية تسمى الشك المرضى وهو نوع من انواع الضلالات المرضية وفى الشك المرضي فان الفرد يعاني فيه من أوهام اضطهادية يعتقد من خلالها أن الآخرين يريدون إيذاءه. وأن هناك مكائد ومؤامرات تحاك ضده. وفى الشك المرضى يركز المريض على فكرة معينة تصل إلى درجة الاعتقاد الجازم، وهذا الاعتقاد أو الفكرة تسيطر على المريض إلى درجة أنها تصبح شغله الشاغل ويصبح همّه دعمها بالأدلة وجمع البراهين، ورغم عدم وجود دليل كاف على هذا الاعتقاد فإنه لا يمكن لأي شخص إقناع المريض بأن هذا الاعتقاد غير صائب، وعادة ما يقوم المريض بالتصرف بناء على اعتقاده الخاطئ. فمثلاً عندما يتمحور الشك المرضي حول خيانة شريك الزوجية فإنه يقوم بالتجسس على زوجته ومراقبة التلفون، والعودة من العمل في غير الوقت المعتاد لإيجاد الدليل على اعتقاده الخاطئ، وعندما يتمحور الاعتقاد الخاطئ حول إيذاء الآخرين له بأن هناك من يحاول قتله بالسم، فسيشك في المأكولات والمشروبات التي تقدم له، ويمتنع عن تناولها حتى وإن قُدمت من أقرب المقربين إليه. هؤلاء المرضى بالشك المرضي يبدون أسوياء تماماً فيماعدا هذا الموضوع مدار الشك، ويمكن علاج الشك المرضي بالعقاقير المضادة للذهان حيث أن الأجيال الجديدة من هذه الأدوية ليس لها أضرار جانبية تذكر.
أخى الفاضل الوالدة تحتاج للتدخل الطبى النفسى واذا لم تقتنع بالعلاج الارادى فيمكن اللجوء الى العلاج الالزامى داخل مصحة نفسية بواسطة العقاقير النفسية ...والأثر الفعال لبعض الأدوية النفسية يستغرق بعض الوقت في الظهور كما يلزم في بعض الأحيان تعديل الجرعة أو اختيار العلاج المناسب بواسطة الطبيب النفسي المتخصص. إلا أن تحسن المريض وزوال الأعراض لا يعني الشفاء التام وليس معناه إيقاف الدواء بل يجب الاستمرار فيه حسب التوصية الطبية . والمرض النفسى مثله كغيره من الأمراض الأخرى... فمن المرضي من يستجيب للعلاج إستجابة كاملة ومنهم من يستجيب جزئيا ومنهم من لا يستجيب إلا بدرجة ضئيلة، ولكنه مثل أمراض السكر والضغط يلزم استمرار العلاج مع إتباع نظام حياة مناسب... ويجب أن نعلم أنه ليس بالدواء فقط يشفي المريض النفسى فالأدوية النفسية ضرورية وهامة للعلاج وليست علاجا مسكناً وقتياً ... كل ذلك بالإضافة للعلاج التأهيلى والمعرفى
وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه
