امى تتخيل اشياء لم تحدث منى
السلام عليكم
اسٲل الله ان يفرج همكم ويرزقكم من حيث لا تحتسبون..
أمي في الفترة الأخيرة بدٲت تعتزل عن المجتمع الخارجي مع أنها كانت تحب الزيارات للجيران وهكذا.. فىالفترة التي انتقلت فيها جارتنا الي مكان أخر زادت فى العزلة وأصبحت تقضي طوال الوقت فى البيت
المشكلة الأكبر أنها تتخيل اشياء لم تحدث منها مثل ان فلانة تحسدني على كثرة ملابسي
وتتخيل أني ارمي ملابسها وتبحث عنها طول اليوم وتدعي علي مع أني ابنتها الوحيدة لأنها مقتنعة أني رميت ملابسها.. وتبحث عن ثياب مخصصه وتذكرها باللون وتعيد نفس الأسئلة وكل ما تفتح الدولاب تكلم نفسها وتدعي بنفس الوقت وأكثر تركيزها فى الطعام علي نوع واحد وتبكي أحيانا بلا سبب وترفض الذهاب للطبيب ..اشعر بعجز تام.. أمي اغلي ما املك ولا أريد رﯝيتها بهذا الحال.. عمرها فى بداية السبعينات
مع العلم أنها طبيعيه مع بقية الأسرة وحالتها واتهاماتها تجاهي أنا ابنتها الوحيدة ...ساعدوني
الاخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكرين فيها أن أمك تعانى من الانطواء والعزلة والنسيان والشكوك المرضية ومن كل تلك الأعراض يتضح ان الأم تعانى من ذهان الشيخوخة
ويعتبر هذا الاضطراب من أهم أمراض الشيخوخة التي تواجه المجتمع المعاصر خاصة ونحن نشهد هذا الاهتمام الكبير على مستوى عالمي بهذه المرحلة من العمر وكذالك التقدم العلمي في مجال الرعاية الصحية مما رفع من معدلات العمر على مستوى عالمي ووفر إمكانية علاج الأمراض الذهانية للمسنين وإذا كان من الطبيعي ان تتناقص القوى العقلية للفرد بتقدم العمر القدرة العقلية كما تقيسها اختبارات الذكاء فان هناك القليلين الذين يصلون الى سن الشيخوخة بغير متاعب
وتتراوح نسبة انتشار هذا الاضطراب من مجتمع لآخر وتدل بعض الأبحاث الحديثة أن حوالي واحد في المائة من المسنين يعانون من هذا المرض
اعراض المرض
1 - تدهور القدرات العقلية حيث يبدا المريض نسيان الحوادث القريبة ثم نسيان كل ما عرفه من قبل فينسى أصدقائه وأقاربه وأين يضع حاجياته وينهمك في الثرثرة بلا هدف ويتحدث عن ذكرياته الماضية ثم يروي أحداث لم تقع ولا يستطيع حل ابسط المسائل وتظهر لديه بعض الهلاوس السمعية والبصرية والهذاءات
2- اضطرابات وجدانية حيث ان بعض المرضى تكون معنوياتهم منخفضة وفي هذه الحالة تنتابهم أفكار سوداوية وعدم استقرار انفعالي وتوهم العوز والحاجة او انه عبء ثقيل على أولاده وقد ينتابهم المرح فيغنون ويرقصون دون حرج
3- اضطرابات سلوكية بحيث يبدي بعض المرضى شذوذا في السلوك الجنسي كالانحراف والاغتصاب واستعراض الأعضاء التناسلية أمام زوجته وأحيانا أولاده وأصدقائه
وتعدد طرق العلاج لهذه الاضطرابات نذكر منها
- العلاج العضوي ويشمل تقديم العقاقير المهدئة وإعطاء الفيتامينات والمضادات الحيوية وأيضا العقاقير المضادة للاكتئاب وغيرها
- العلاج النفسي وإذا كان العلاج النفسي التحليلي لا يفيد مع المسنين الا ان العلاج الفردي التدعيمى الذي يجد فيه المريض المعين والسند يمكن ان يؤدي الى نتائج ايجابية والعلاج الديني له مجاله هنا ذالك ان الدين يمنح المسن الأمل والرجاء في نعيم الله والرضاء بما قسم له
- العلاج الاجتماعي يتوجه هذا العلاج نحو خلق بيئة يستطيع فيها المريض المسن ان يعمل وينشط ويستفيد من قدراته في جو وظروف ملائمة وأفضل بيئة في مجتمعنا هي الأسرة بما تمنحه من جو كله عطف وحنان وانتماء ورضا
وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه
