السلام عليكم
أنا عندي سؤال عن
الإيدز ..مره جرني رفاق
السوء إلى تدخين مخدر الحشيش وندمت على ذلك كثيرا
عمري 17سنة وقبل
أن أدخنها كان عندي وسواس من الإيدز في المخدرات ولم أكن اعرف ولا شيء عن الفيروس
فأتاني بعد يومين من تدخينها صداع لكن بعدها بأسبوع صب علي المطر لأننا في فصل
الشتاء وفصل الشتاء بارد في الجزائر فمرضت بالأنفلونزا بعدها شفيت لكن من القلق
والوسواس وبحثت عن الإيدز فظننت أن الفيروس انتقل لي من عند الحلق فأصبت
بالقولون العصبي مع إسهال وقلت اني أصبت به لأني تعرضت لأغلب الأعراض وبعد مرور
شهر من الخوف والقلق والدعاء لله بأن لا يبلوني بهذا
المرض فتبت إلى الله وبدأت اقرأ القرآن الكريم ثم ذهبت إلى مركز التحاليل وقمت بتحليل عام ووجت
أني سليم من الإيدز والحمد لله ثم اختفت جميع
الأعراض لكن بعد يومين ذهبت إلى مقهى الانترنت فشعرت بوخز أسفل ظهري فظننت ان الرجل الذي ورائي وخزني لكن لم أتكلم ثم ذهبت إلى البيت مسرعا لأرى اذا هناك دم لكن لم أجد شيء تم بحثت في الانترنت عن وخز كوخز الإبر
فوجدت أيضا أنها تأتي مع حكة ولكن بعد يوم أتتني هده الأعراض ويأتيني وخز مع الحكة
وازداد عندي حب الشباب مع العلم أن عندي حب الشباب من قبل وتأتيني هده الأعراض فقط
عند التوتر والتفكير فيها لكن البارحة حصلت لي آلام في المفاصل والعضلات مع حدوث
رعشة في القدمين والجسم مع برودة الأطراف مند فترة وما زلت اقرأ عن أعراض الإيدز
وخوفي منها وافحص رقبتي
يوميا خوفا من انتفاخ الغدد الليمفاوية واشعر بأنها انتفخت قليلا مند انشغالي بها
والله أعلم او انه الوسواس فقط لكنها لا تؤلمني أبدا ولا أشعر ان رقبتي تؤلمني
وسأعيد التحاليل بعد مرور 4 أشهر للتأكد من ان لا يوجد شيء.
بقي شهرين
ويكاد صبري ينفد من الخوف والقلق ...فانصحني يا
دكتور، و شكراً
الأبن الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
من الرسالة التي
أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعاني من الخوف من احتمال حدوث مرض الايدز عندك بالرغم من ان التحاليل لم تثبت وجود أي
أعراض مرضية ، كما انك ذكرت انك كنت وما زلت تعانى من الوساوس المرضية وتطلب
النصيحة فى مشكلتك
بالفعل يا بنى انك تعانى من القلق النفسى الذى قد يصل إلى درجة الوساوس
القهرية والقلق النفسى يشعر فيه المصاب أحيانا بالخوف الشديد من شئ محدد وهو
شعور بخوف حاد وشديد يصعب التحكم به عند التعرض لموقف أو خوف من شئ ما (منظر الدم
– نوع من الحشرات – الإبر) والتي تعتبر غير مؤذيه في الحالات العادية.
وهؤلاء الأشخاص مدركين أن مخاوفهم لا أساس لها وهي زائدة عن المفروض ومبالغ فيها ولكنهم
لا يستطيعون السيطرة علي الشعور بالخوف الداهم الذي ينتابهم.
كما ان الوسواس القهري وهو تردد أفكار غير منطقية علي ذهن المريض بصورة مزعجة له
نفسه لأنه يدرك أنها غير سليمة ولكنها تثير في نفسه قلق شديد يدعوه في أغلب
الأحيان للقيام بأفعال بصورة متكررة علي أمل التخلص من هذه الأفكار ولكنها تظل
تردد بداخله مما يدخل المريض في حلقة مفرغة من وساوس فكرية.
ولكي تكون الفكرة قريبة من القارئ فلنأخذ فكرة وساوس الإصابة بالمرض كمثال. هنا
تسيطر علي المريض فكرة الإصابة بالعدوى مما يسبب له انزعاج شديد وقلق نفسي حاد مما
يدعوه إلي فحص الجسم وعمل التحاليل عدة مرات بأسلوب معين ومتكرر ولكن في كل مرة
يفحص نفسه فيها لا يزال يشعر بأن جسمه ما زال مريض وتسيطر فكرة التقاط
العدوى علي ذهن المريض مما يجعله يجرى التحاليل مرة ثانية وثالثة ورابعة … وهكذا.
ويجب الأخذ فى الاعتبار أن المريض نفسه يشعر بعدم صحة هذه الفكرة ولكنه لا يستطيع
أن يمنع نفسه من التفكير فيها والتأثير بها والقيام بعمل شئ يقلل من شأنها.
ومن الملاحظ مدى المعاناة التي يعانيها مريض الوسواس القهري ومدى تدخل هذه الأفكار
في سير حياته اليومية. حيث أنها تعطله عن عمله وعن الاشتراك في الحياة الاجتماعية
أو العملية.
لذلك
أنصحك بضرورة الذهاب لأقرب طبيب نفسي حيث تعتبر الوسيلتين الأكثر فعالية في علاج
حالات الوسواس القهري هي العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي. وعادة ما يكون العلاج
في أعلى درجات فعاليته إذا تم الجمع بين العلاجين.
ومن الصعب جدا على المريض علاج نفسه، وخصوصا أن العلاج السلوكي يحتاج إلى مواجهة
المرض، وقد لا يعرف مدى شدة الألم الذي يصيب المريض بمرض الوسواس القهري سوى الشخص
المصاب به، ولكن هذا الألم لا يمكن الهروب منه، لذلك أقول للمريض بالوسواس القهري
أن المرض لن يختفي إن ترك للوقت، فالعلاج وإن كان مؤلما في البداية ولكنه بعد مدة
من الزمن سيذهب، وهذه الأفكار التي تزعج وتقلق المريض ستزول وتضعف تدريجيا، حتى
تصبح بلا قيمة.
ومن المهم جدا أن يقوم المريض بأخذ الدواء إذا ما وصفه الطبيب المختص له، خصوصا أن
الأدوية في الوقت الحالي وصلت إلى مرحلة متقدمة، ويقوم الدواء بزيادة نسبة مادة
السيروتونين في المخ بحيث يستعيد المخ نشاطه الطبيعي وتزول الأفكار السلبية.