السلام
عليكم
أصابني القهر والضيق بسبب مقالات قرأتها على
النت عن دودة الأذن الموسيقية التي تحدث للأشخاص الذين يسمعون الموسيقى وتعلق في
ذهنهم وترفض أن تذهب وتسبب الإحباط والانزعاج فشعرت بالضيق والقلق النفسي من هذا
الموضوع وزاد الأمر سوء عندما قرأت عن أراء الناس وتعليقاتهم وكيف أن شاب كان يدرس
في بيته وسمع صوت أغاني عالية من جيرانهم وأنها علقت في ذهنه طول الليل فأصبحت
أتجنب سماع أي انشودة أطفال تتكرر في التلفاز أو الذهاب إلى الأعراس بسبب هذه
المقالات هل هذه المقالة صحيحة؟؟ ولماذا هناك شباب يحب سماع الأغاني ولا تسبب لهم
الضيق وتراهم سعداء بتلك الأغاني .. لقد أصابني الحيرة ، أرجو الرد عليها
والمساعدة
الأخ
الفاضل:
توجد
ظاهرة قد لا يعرفها البعض تعرف بالأغنية اللاصقة أو متلازمة الأغنية العالقة ولكن
المصطلح الأكثر شيوعاً هو دودة الأذن (ear worm) ، فدودة الأذن تعني تكرار أغنية بعينها داخل رأسك ، وتحدث هذه
الظاهرة تقريبا عند 98 % من المجتمع الغربي ، وحوالي ثلثين الناس يقابلون هذه
الظاهرة بإيجابية وطبيعية ، ولكن الثلث المتبقي يجد أن ذلك يسبب لهم الانزعاج
فعندما تتكرر هذه الأغاني في ذاكرتهم تعمل علي تشوش سلامهم الداخلي.
ومن
البديهي أن الاستماع إلى أغنية معينة بشكل
متكرر يجعلها تعلق في ذهنك فترة طويلة لكن ماذا إذا علقت بذهنك أغنية لم تسمعها
بشكل متكرر، بل ربما لا تتذكر حتى متى سمعتها للمرة الأولى ؟!
ويحدد
النمط اللحني للأغنية ما إذا كانت ستعلق في ذهننا أم لا؛ فبطبيعة الحال الأغاني
ذات الألحان المميزة والبنية البسيطة هي ما ستعلق بذهنك. هل تتذكر أغنية الأطفال
المعروفة (Twinkle, Twinkle, Little Star) ربما قفز ألى عقلك لحنها الآن!
فاللحن مميز جداً، فتارة يرتفع وتارة ينخفض مما يجعل تذكرها سهلاً، الأمر
ذاته يتكرر مع الأغاني الشعبية والإعلانات المتلفزة ذات الأصوات والألحان المميزة.
وربما
يفسر أيضاً ظاهرة “دودة الأذن” قدرة الإنسان على الحفظ إذا أضاف إيقاعاً أو لحناً
بسيطاً إلى الكلمات المراد حفظها؛ فهناك الكثير من المعلومات حتى عن الحروب وتاريخ
الحضارات انتقلت إلينا على شكل أغاني ذات ألحان مميزة.
وتحدث
ظاهرة “دودة الأذن” غالباً في الأوقات التي لا تتطلب مجهود ذهني عنيف؛ كأثناء
المشي، الطبخ، وغير ذلك. وقد حدد الباحثون عدة صفات للأغاني التي يمكن أن نطلق
عليها لقب “دودة الأذن” كالسرعة وشكل اللحن وتوزيع الكلمات والجمل.
وكما
ذكرنا آنفاً فإن الأغاني ذات الإيقاع المتزايد تدريجيا في شدته يتبعه انخفاض من
السهل تذكرها ومن ثمّ من السهل التصاقها بعقولنا.
وربما
يكون السبب هو إثارة البيئة المحيطة لمشاعر صادف أنك اختبرتها عند سماعك الأغنية
للمرة الأولى، وحين عاودتك تلك المشاعر تذكرت الأغنية على الفور وبدأت في ترديدها،
أو أن تلك الأغنية مرتبطة بشكل ما بحالتك النفسية الحالية وبالتالي فإنها تؤثر بك
بعمق!
واحيانا
تكون دودة الأذن الموسيقية هى أحد أعراض مرض الوسواس القهري فإن كانت أغنية ما
تلازمك طوال الوقت أو إن تكررت معك حالة الأغنية العالقة في بالك، فانتبه؛ قد تكون
هذه إحدى أعراض الوسواس القهري، وقد تكون مهرباً نفسياً لا إرادياً من بعض الضغوط
النفسية أو العصبية
وللتخلص من دودة الأذن يمكنك اتباع الاتى:
- امضغ علكة (اللبان): فمضغ العلكة يمكنه أن يلهيك عن ترديد الأغنية
في ذهنك.
- المجهود الجسمانى: فأحياناً التخلص من أمر ما يأتي من الانخراط فيه!
اتبع اللحن الموسيقى وقم بممارسة الرياضة عليه لتتخلص منه.
- الغناء: حاول أن تردد أغنية مختلفة بصوت عالي.
- تحدث مع أحد ما
- اقرأ: فقراءة الكلمات يتداخل مع التكرار المستمر للأغنية ويجبرك على
التفكير في معنى الكلمات التي تقرأها