الرد على اسئلة القراء

صنعت عالما افتراضيا لنفسي


  • رقم المجموعة : 1601 تاريخ النشر : 2019-09-01
  • إعداد : د.عماد محمد وظيفة المعد : اخصائى الطب النفسى
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

أنا  فتاة عمري 15 سنة ومشكلتي هي أني صنعت عالما افتراضيا لنفسي أو بالأحرى شخصا افتراضيا شاب بكل المواصفات التي أريدها والتي استنبطها من الأفلام والانمي وغيرها في بادئ الأمر كنت افكر بهذه الأشياء على أنها حلقات من فيلم أو شيء من هذا القبيل ولكن ما لبثت هذه الشخصية أن دخلت عالمي الحقيقي وأصبحت أتخيلها في كل مواقف الحياة والان أريد التوقف لكن لا استطيع لان ذلك اصبح عادة لدي ومتعة لعقلي. في الحقيقة أنا فتاة خجولة ومنطوية وحزينة ولا أقول لا ثقة لي في نفسي أبدا رغم اني تلميذة جيدة جدا ولذلك أرجو المساعدة

الابنة العزيزة

بالنسبة إلى الباحثين في علم النفس، فإن عالم أحلام اليقظة هو عالم إفتراضي، ينسج الحالمون أحداثه ويعيشون تفاصيله، فيتذوقون طعم السعادة والثراء، ويحققون أهدافًا يصعب تحقيقها في الواقع.

فالمغامرات التي يخوضها الحالم في هذا العالم تساعد، بحسب الباحثين، على استنباط حلول خلاّقة، وتذكر لدى الإنغماس في العمل الروتيني، بالأهداف البعيدة المدى، والمهمة بالنسبة إلى المستقبل. مع ذلك، فهذه الأحلام قد تجرّ البعض إلى عالم الإدمان، حيث يصبح التلذّذ بالخيال متعة تعطل النشاطات الحياتية، بما فيها العمل والعلاقات الإجتماعية

الابنة العزيزة يبدو أنك إنسانة حساسة وطموحة وهذه الصفات الجميلة تدفعك إلى العيش في أحلام اليقظة لدرجة انك صنعت عالما افتراضيا لنفسك و شخصا افتراضيا شاب بكل المواصفات التى تتمناها كل الفتيات

 ان أحلام اليقظة ليست بهذا السوء الذي تتصوريه، فهي أيضاً وسيلة خلق إيجابية يحتاجها العديد من الكتاب والشعراء وأصحاب الفكر الخاص حتى تتبلور بعض الأفكار التي تدور برؤوسهم. ثم أنها أيضاً تنفس عن بعض المشاكل التي تواجهنا جميعاً بصورة يومية قد يعجز البعض عن حلها، فبدلاً من أن يشعر بالغضب أو الإحباط تجد متنفساً لها في أحلام اليقظة فهي كما ترين تفيد في كثير من الأحيان.

ولكن المشكلة عندك تختلف في أنها تأخذ كثيراً من الوقت كما تقولين وإحساسك بالقلق هو الذي يزيد كثيراً مع مرور الوقت. وهو ما يزيد القلق بداخلك فتتضخم أمامك المشاكل وهي ليست بهذا الحجم. فاحلمى كما شئت بالنجاح والتفوق وحولى تلك الأحلام إلى طاقة حركة تزيد بها مجهودك في الاستذكار والتفوق. واحلمى أن الآخرين سيعجبون بذكائك وقدرتك على التفكير وأبداي في الاستذكار قدر ما تستطيعين،. وتستطيعى أيضاً تحويل أحلام يقظتك إلى طاقة رياضية وهذا شيء هام فلتمارسى إحدى أنواع الرياضات يومياً ولمدة ساعة سوف تجدى أحلامك تلك هي أيضاً متنفساً في تلك الرياضة. واظبى كذلك على وضوئك وصلاتك في مواعيد الصلاة تقلل حدة تلك الأحلام إلى حد بعيد.

الابنة الفاضلة ... لا تقلقى، فالقلق هو عدوك الأول وليست الأحلام الوردية، فكل البشر يحلمون مثلك وبصور مختلفة وأجعلى من طموحك ورياضتك وصلاتك درعاً لك وسوف تصلين إلى الاستقرار النفسى بإذن الله.

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة