الرد على اسئلة القراء

الشك المرضى


  • رقم المجموعة : 1602 تاريخ النشر : 2019-09-15
  • إعداد : هبة محمود وظيفة المعد : اخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

أنا آنسة في 21 من عمري. كنت و الحمد لله اجتماعية والناس كلها تحبني و تتمنى أن تتعرف علي...والحمد لله الناس تعحب بي بشدة...ففي مرحلة معينة كانت عندي ثقة زائدة بنفسي...والحمد لله على كل حال...اشعر أن حياتي تغيرت كليا فلا اعلم ما يحدث لي...صار كل الناس تستهزئ بي ولا يحبون الاقتراب مني...ولكنني اجهل السبب واجهل لما ينفر مني الناس هكذا...صرت كثيرة البكاء وصرت اشعر أن رائحة كريهة تصدر مني رغم نظافتي الشديدة حيث يلقبونني في البيت بالنظيفة...لكنني صرت اعرق كثيرا ولا احب الزحمة أو أن يقترب مني الناس...اشعر أنني صرت تافهة فمواضيعي تتعلق فقط بالروائح واستهزاءات الناس عني...صرت اضغط على نفسي كثيرا ولا املك ثقة في النفسي ولا 1 بالمئة...حتى شخصيتي صارت ضعيفة جدااااااااااااااااا...الله يشفينى يا رب

الابنة الفاضلة

للشك عدة أوجه وهي الشك العادي والشك المرضي. وكل شخص يحتاج درجة معينة ومحددة من الشك لحمايته من الوقوع في بعض الأخطاء والتأكد والتيقن من الأمور قبل الإقدام عليها خاصة إذا كانت مبنية على خبرات سابقة أو توقعات اكتُسبت من خبرات الآخرين. والشك في هذه الحالة هو لحظة مؤقتة ننتقل بعدها للحقيقة أو نتوصل إليها.

ولكن من الواضح انك تعانين من نوع من أنواع الاضطراب النفسى وهو الشك المرضى وفى الشخصية الشكاكة: يكون الشك ملازماً لشخصية الإنسان ويكون سمة من السمات الشخصية. والشخص الذي يتصف بهذه السمة يجد صعوبـة كبيرة في التواصـل الاجتماعي مع النـاس حتى أقرب النـاس، وتتسـم الشـخصية الارتيابيــة (الشكاكة) بالعلامات التالية: الشك بدون دليل مقنع بأن الآخرين يستغلونه أو يريدون له الأذى أو يخدعونه، وشكوك مسيطرة في ولاء أو إمكانية الثقة بالأصدقاء والزملاء، والتردد كثيراً في إطلاع الآخرين على أسراره خوفاً من أن تُستغل يوماً ما ضده بشكل أو بآخر، وتفسير الأحداث بأنها يُقصد منها شيء أو أن وراءها نوايا خبيثة، والحقد المستديم وعدم القدرة على الصفح والغفران، ويرى في أي شيء يحدث من حوله تعدياً عليه أو إساءة له، أو سخرية واستهزاء منه مما يؤدى به إلى العزلة والانطواء والبعد عن الناس والخوف منها ويؤدى ذلك أحيانا إلى ظهور أعراض اكتئابيه يصاحبها نوبات من البكاء والحزن

ويقود الشك المرضي صاحبه إلى الحساسية الزائدة وسرعة التأثر والانفعال من الأخرين وما يصدر عنهم لذا يجد صعوبة كبيرة في إقامة علاقات دائمة وموفقة مع الذين تربطهم علاقة به، وكلما انقطعت صلاته بالآخرين زادت انفعالاته وشكوكه بهم حتى تغدو حالة مرضية يشعر بها تماما المحيطين به وهو نفسه أيضا ولكنه لن يتراجع عن ما يدور في ذهنه ولن يتراجع عن ما يبرره

واذا زادت الأعراض المرضية ولم يتم علاجها مبكرا يزداد المرض وقد تحدث بعض الأعراض الذهانية من وجود ضلالات وهلاوس سمعية وبصرية وشمية حيث قد يشعر البعض بأنه يصدر منه روائح كريهة يشعر بها الآخرين بالرغم من عدم وجود تلك الروائح.

والشك المرضي يمكن علاجه بالعقاقير المضادة للذهان وهذه العقاقير لا تسبب الإدمان أو التعود ، والمستحضرات الحديثة منها مأمونة العواقب وليس لها أي أضرار جانبية على المدى الطويل على حد علمنا في الوقت الحاضر ، ولكن المهم أن يقتنع المريض بأن يذهب إلى الطبيب النفسي !

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة