السلام
عليكم
السلام عليكم، أنا أعاني من الوسواس القهري
في الدين أو عن الرسول عندما تأتي هذه الأفكار كنت أتجنبها فمره كنت جالسه وافكر
هل أنا قلت عن الرسول كلام سيء فجلست أقول
في نفسي هل أنا قلت على الرسول كذا وكذا فقط لا أريد ان أقول عن الرسول كذا فقط
كنت افكر هل إنا قلت كذا وكذا فأقول في نفسي أنا أعاني كثير من الوسواس القهري والتفكير
ارجوا المساعدة فقط أتخيل انَ الله يعاقبني وان أكون كافرة العياذ بالله وأخاف من الله
تعالى وأكون مهمومه وابكي لماذا أنا كنت افكر ان قلت كذا عن الرسول صلى الله عليه
وسلم وكان عندي وسواس في الصلاة والطهارة ساعدوني أرجوكم أنا خائفة جدا، وأتمنى ان
أموت قبل هذا كله.
الأخت الفاضلة
اضطِراب الوَسواس القَهري نوعٌ من اضطرابات
القَلَق. وهو يخلق لدى المريض أفكاراً ومخاوفَ مبالغاً فيها. تُدعى هذه الأفكارُ
والمخاوف باسم "وَساوِس". ويعجز المريضُ عن ضبطها أو التحكُّم بها. إنَّ
اضطِراب الوَسواس القَهري يجعل المريضَ يقوم بأفعال متكرِّرة تُدعى "الأفعال
القَهريَّة". وتكون الغايةُ من هذه الأفعال القَهريَّة هي التخلُّص من القلق
المرتبط بالوَساوِس التي تنتاب المريض. يشعر المريضُ بضرورة القيام بهذه الأفعال،
لأنَّها تمنحُه راحةً مؤقَّتة من الوساِوس المُزعِجة. وهو يشعر أيضاً بانعدام
القدرة على التحكُّم بأفعاله القَهريَّة أو ضبطها. كثيراً ما تترَكَّزُ الوَساوِسُ
والأفعال القَهريَّة على موضوع محدَّد أو على فِكرة مُحددَّة؛ فقد يجعل هذا
الاضطرابُ وَساوِسَ المريض تتركَّز على موضوع معين مثلا ففى الوساوس الدينية قد
يتبادر فى ذهن المريض وساوس فى العقيدة أو قد يشتكى بعض المرضى من حدوث وساوس
قهرية مثل وجود خواطر وسواسية تشعر المريض انه يسب الأنبياء والرسل مما يجهد
المريض ويجعله يظن انه قد كفر بالدين
والمصاب بالوسواس القهري يتمنى لو أنه يتخلص
من الأفكار الشنيعة أو الأفعال المتكررة، ولكنه لا يقدر لشدة قلقه بسبب تلك الأفكار،
والسبب يرجع في ذلك أن الوسواس القهري هو مرض حقيقي نفسي ويرتبط ارتباط مباشر
باختلال كيميائي في المخ، وتقول الدراسات أن المرض قد ينشأ في الشخص وراثيا.
وإحدى مشاكل هذا المرض هو عدم المعرفة الصحيحة
بماهيته، فالتشخيص الصحيح للمرض هو أول العلاج، فالكثير من المرضى بالوسواس القهري
لا يعرفون أنهم مصابين بمرض اختلال في الكيمياء في المخ فيتصور بعضهم أنهم إما أن
الجن أو الشياطين يقومون بالتشويش على أفكارهم أو أنهم ضعيفو الشخصية أو أن الله
غاضب عليهم، والمشكلة أن هذا التصور للمرض لا يؤدي إلى العلاج بل ربما إلى زيادة
حدة المشكلة. والمشكلة الأخرى هي أن المريض قد يحرج من أن يخبر أحدا بمرضه خوفا من
أن يعتقد الناس أنه مجنون أو غريب أو ما شابه، وقد يكون السبب في ذلك أنه يعتقد
أنه من العيب أن يفكر بهذه الطريقة فكيف إذن يخبر الغير بذلك؟
ومن الصعب جدا على المريض علاج نفسه، وخصوصا
أن العلاج السلوكي يحتاج إلى مواجهة المرض، وقد لا يعرف مدى شدة الألم الذي يصيب
المريض بمرض الوسواس القهري سوى الشخص المصاب به، ولكن هذا الألم لا يمكن الهروب
منه، لذلك أقول للمريض بالوسواس القهري أن المرض لن يختفي إن ترك للوقت، فالعلاج
وإن كان مؤلما في البداية ولكنه بعد مدة من الزمن سيذهب، وهذه الأفكار التي تزعج
وتقلق المريض ستزول وتضعف تدريجيا، حتى تصبح بلا قيمة.
ومن
المهم جدا أن يقوم المريض بأخذ الدواء إذا ما وصفه الطبيب المختص له، خصوصا أن الأدوية
في الوقت الحالي وصلت إلى مرحلة متقدمة،
ويقوم الدواء بزيادة نسبة مادة السيروتونين في المخ بحيث يستعيد المخ نشاطه
الطبيعي وتزول الأفكار السلبية.
ولكن
المشكلة في تعاطي الدواء أنه يحتاج إلى عدد من الأسابيع حتى يبدأ بالتأثير
الإيجابي على المريض، وهذه هي المشكلة، وخصوصا أن المريض على عجلة من أمره، واليأس
والإحباط ينخران في تفكيره، لذلك قد يترك المريض الدواء مبكرا .ولذلك وجب على
الذين يصف لهم الطبيب الدواء أن يستمروا في أخذه حتى تمام الشفاء.