الرد على اسئلة القراء

هل الاكتئاب له علاقة بدرجة الايمان


  • رقم المجموعة : 1629 تاريخ النشر : 2020-07-15
  • إعداد : هبة محمود وظيفة المعد : اخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

أعجبني في المجلة التوضيح الدقيق للأفكار الشاعة عن الأمراض النفسية بما فيها الاكتئاب الذي عانيت منه لفترة وكنت خائفة على صحتي الذهنية ومررت فى تجربة فعلا صعبة الحمد لله وكنت أتساءل مع نفسي هل له علاقة بدرجة الإيمان ولأني كنت اسمع هذا من قِبل بعض الأصدقاء مع اني كنت ادرك اني طول حياتي اؤمن بقضاء الله وقدره لكن أصبت بمرض الاكتئاب وسمعت نصيحة بعض الأصدقاء والأهل اني فقط احتاج إلى ان أقيم الليل واستمع للقران فعلت لكن في الأخر أخذت قرار نفسي و ذهبت لطبيب نفسي ومع العلاج تحسنت حالتي وهذه الأيام احس بأعراض المرض تنتابني لا ادري السبب وما العمل، هل العلاج لم يكن كافي أو العقار عندما انقطعت عنه رجع المرض لكن كان الانقطاع عنه باستشارة الطبيب شكرا أتمنى الإجابة.

الأخ الفاضل

تعتبر مشاعر الحزن من الأحاسيس العادية التي يعاني منها كل شخص لدرجة معينة في حياته،  أما الاكتئاب فهو حالة نفسانية تشتدّ فيها الأحاسيس بحيث تؤثر سلبا في النشاطات اليومية. والاكتئاب هو احد اكثر المشاكل الذهنية شيوعا. ويصيب الاكتئاب النساء ضعف ما يصيب الرجال. وغالبا ما يزول الاكتئاب تلقائيا بعد أيام أو أسابيع قليلة، لكنه في حالات أخرى قد يتطلب دعما ومساعدة متخصصة، وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من كأبة شديدة الدخول إلى المستشفى حتى لا يسبّبوا الأذى لأنفسهم.

والاكتئاب جزء من طيف كامل من الأمزجة المختلفة التي يمر بها الناس، فكلنا يمر في أوقات سعادة وحزن وغالبا ما ينعكس ذلك على أحاسيسنا وشعورنا. والشعور بالحزن امر طبيعي بين الحين والأخر، لكن ان اصبح شعورا مستمرا يصبح اكتئابا ، وهذا يدل على وجود خلل ما في توازن النواقل العصبية في الدماغ، الأمر الذي يحتّم القيام بشيء تجاهه.

وهناك علامات تدل على أن الشخص يعانى من مرض الاكتئاب منها :

- عدم المبالاة والاكتراث بشكل عام.

- تدنّي مستويات النشاط بشكل متواصل.

- حزن دائم.

- ضعف في الذاكرة.

- الصداع و اضطراب المعدة.

- مزاج سيء باستمرار.

- عدم القدرة على مواجهة الصعاب.

- الأرق أو الاستيقاظ باكرا في الصباح(رغم ان البعض يميل إلى الإفراط في النوم).

- فقدان الرغبة في ممارسة الجنس.

- فقدان الشهية( رغم ان البعض قد ينتابه شهية مفرطة للطعام).

- فقدان التركيز

- قلة الإعتداد بالنفس.

- الشعور بالذنب.

- القلق.

- وساوس سقيمة وخيالات وهمية وأفكار غير عقلانية

- التفكير في إيذاء النفس.

- الهياج وعدم الإستقرار البدني

وكما ذكرنا فان وجود تلك الأعراض تدل على وجود مرض الاكتئاب وهو مرض مثل كل الأمراض يحتاج إلى العلاج المكثف حتى يتم الشفاء منه خصوصا اذا ظهرت على المريض وجود أفكار انتحارية 

واليك بعض النصائح الهامة لتمام الشفاء من مرض الاكتئاب:

- تأثير الأدوية المضادة للاكتئاب يبدأ في الظهور بعد 3-4 أسابيع من أخذ الدواء لذا يجب أن تعرف هذه المعلومة و لا تستعجل في الحكم على الدواء بأنه ليس له تأثير قبل مرور هذه المدة.. و لا تعتقد بأن استخدام مضادات الإكتئاب بجرعة صغيرة لمدة صغيرة أفضل وسيحسن حالتك بل على العكس فإن هذا من أكثر الأخطاء الإكلينيكية شيوعاً.

- لا تنزعج إذا بدأ طبيبك العلاج بجرعة عالية من مضادات الإكتئاب.

-  يجب أن تستمر في أخذ العلاج لمدة لا تقل عن 5 أسابيع بعدها يحكم الطبيب على العلاج هل له تأثير إيجابي عليك وتحسنت فعلاً أم أن هذا العلاج من الأفضل تغييره أو زيادة جرعته. ولكن إذا تحسن المريض على الجرعة الأولية فإن طبيبك لن يرفع الجرعة عن هذا الحد إلا إذا تدهورت حالتك أثناء فترة العلاج.

- يجب أن تستمر في أخذ العلاج لمدة لا تقل عن 6 أشهر و للوقاية من التعرض لنوبات اكتئاب أخرى يفضل أن تستمر في أخذ العلاج لمدة سنة أو أكثر و هذا سيقرره طبيبك المعالج حيث أن إطالة المدة غالباً تكون للمرضى الذين تعرضوا لنوبات إكتئابية شديدة أو متكررة.

- قرار وقف العلاج و الطريقة التي يقف بها العلاج هى مسئولية الطبيب المعالج.

- يجب أن تخبر طبيبك بالأدوية التي تحسنت عليها أو الأدوية التي لم تتحسن عليها لأن هذا سيساعد الطبيب في إختيار الدواء المناسب لحالتك و أيضاً إذا كان أحد من أقربائك يعاني من نفس حالتك و تحسن على دواء معين فيجب أن تخبر طبيبك بهذا الدواء لتساعده في إختيار ما يناسب حالتك.

- التحسن الجزئي خلال الشهر الأول من بدء العلاج يشير بأن هذا العلاج فعال و عليك الإستمرار عليه للمدة التي  سبق وذكرناها و هي على الأقل 6 أشهر ثم تراجع طبيبك.. و لكن إذا لم يحدث تحسن جزئي خلال الفترة من شهر إلى شهر و نصف من بدء العلاج فإن هذا ينذر بأهمية تغيير العلاج أو زيادة الجرعة أو إضافة علاج آخر يدعم العلاج الأول.

أما عن السؤال عن علاقة مرض الاكتئاب بدرجة الإيمان فيجب أن نعلم أن الأمراض عامة ابتلاء من الله تعالى لجميع عباده وان  مرض الاكتئاب ينتج عن حدوث خلل في النواقل العصبية في المخ وليس بسبب ضعف الأيمان ولكن يجب أن نعلم كذلك أن الإنسان المؤمن عند الابتلاء باى مرض يصبر ويحتسب ولا يجزع واليك بعض النصائح التى تساعد في التغلب على الإحباط والهم:

- التقرب من الله عز وجل عن طريق:

أ- المحافظة على الصلوات الخمسة والنوافل.

ب - الإكثار من قراءة القرآن.

ت - الإكثار من قراءة الأدعية وأذكر لكم هذه الأدعية :

 (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال)

 (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، ودنياي التي فيها معاشي، وآخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر).

ج- القيام بالأعمال الصالحة.

- أخرج من قلبك الحسد والغل والبغضاء والعداوة.

- أشغل نفسك بعمل مفيد وقراءة الكتب.

- إنس الماضي وأحزانه والمستقبل وأوهامه وأهتم بالحاضر فقط.

- إنظر إلى من هو دونك واحمد الله على كل شيء.

- إزرع في عقلك فكرة أن الحياة الدنيا قصيرة فلا تعكره بالهم والحزن.

- إجلس مع نفسك قليلا وابحث عن الأسباب المباشرة لهذا القلق والتوتر والهم والحزن وحاول حلها لوحدك وإذا لم تستطيع إستشير أصدقاؤك الأكبر منك أو إخوانك ذو الخبرة الأكبر في الحياة.

 

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة