الرد على اسئلة القراء

عدم الإحساس بالطمأنينة


  • رقم المجموعة : 1632 تاريخ النشر : 2020-09-20
  • إعداد : دعاء جمال وظيفة المعد : اخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

هل يرافق الوسواس القهري عدم الإحساس بالله وعدم الإحساس بقربه كالسابق وعدم الإحساس بالطمأنينة عند ذكره وعدم الشعور بالرضا والقناعة كالسابق أم هو من نفسي ? علما بأن هذا بدأ معي حين بدأت الوساوس ولكن بالرغم من هذا لا اشعر بأنه من الوساوس واشعر أنه من نفسي ويؤلمني هذا بل يقهرني لأني في السابق كنت اسعد الناس بقرب الله وبالرضا بما رزقني حتى اني حين افعل الطاعة لا اشعر بلذتها كالسابق مع الأسف هل هذا من الوسواس ? 

أردت أن أسأل هل واجب علي أن أعالج نفسى من هذه الوساوس أم أنى أستعين بالله ليشفينى منها وهل أحاسب على التكاسل فى العلاج منها؟؟ مع العلم أن حياتى تحولت لجحيم بسبب تلك الوساوس فانا أظن أنها من نفسى وانى محاسب عليها فلا تأتيني تلك الوساوس إلا عند الصلاة أو ذكر الله فأحس أن صلاتى وذكرى لله لن يقبل منى والعياذ بالله أرجو الرد والمساعدة على كيفية العلاج من هذه الوساوس ولك الأجر والثواب من الله.

الأخ الفاضل:

ما تعانى منه هو وساوس قهرية، والوساوس القهرية إما أن تكون فكرة متسلطة، أو شكوكا، أو مخاوف، أو نوعا من الأفعال والطقوس الرتيبة التي يكررها الإنسان استجابة لفكر وسواسي معين. والوساوس من هذا النوع تكون عارضة وعابرة -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة لفقدان التركيز وعسر المزاج الذى يؤدى إلى عدم الإحساس بالنواحى الروحانية التى كنت تشعر بها من قبل  ، هذه سمة من السمات التي تصاحب الوساوس القهرية، لأن الوسواس في الأصل هو نوع من القلق الخاص جدًّا والذي يؤدي أيضًا إلى الشعور بالكدر والانشغال وعسر المزاج، لذا يضعف التركيز.

أما عن السؤال عن وجوب العلاج الطبى ام الاستعانة فقط بالله فهنا نعرض الاتى: 

أولاً: مقابلة الطبيب النفسي سوف تكون مفيدة جدًّا لك، لأن الوساوس القهرية أصبحت الآن تُعالج سلوكيًا ودوائيًا، وهذا من اختصاص الأطباء النفسانيين.

ثانيًا: الوساوس هذه ليس سببها ضعف الإيمان، بل على العكس تمامًا، ربما تكون هي مؤشراً على صدق الإيمان، ونقولها استنادًا على شكوى الصحابي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم– بأنه تأتيه مثل هذه الوساوس من الشيطان، وقال ذاك الصحابي: (لزوال السموات والأرض أحب إليَّ من أن أتكلم به)، كان يقصد الوساوس القهرية، فأفاده الرسول -صلى الله عليه وسلم– بقوله: (أوجدتموه؟ ذاك صريح الإيمان). فعلى العكس تمامًا، ليست الوساوس دليلاً أبدًا على ضعف الإيمان، إنما هي -إن شاء الله تعالى– دليل على قوة الإيمان، والوساوس دائمًا تكون ناشئة من فكر الإنسان وما يؤمن به، وما هو موجود في بيئته.

اذن الأعراض التى تشتكى منها هي وساوس قهرية، وكلمة قهرية يجب ألا تزعجك، قهرية تعني أنها متسلطة مستحوذة، وأنت تؤمن بسخفها، وتحاول طردها، لكنك تجد صعوبة في ذلك.

والشريعة الإسلامية قد حثتنا وحتمت علينا أن نتعالج، والوساوس القهرية فيها جانب طبي كبير جدًّا، واتضح أنه يتعلق ببعض التغيرات في كيمياء الدماغ، حيث هنالك مادة تسمى (سيروتونين) يحدث فيها بعض التغير، لذا الذهاب إلى الأطباء وأخذ العلاج الدوائي والسلوكي هو من صميم عقيدتنا، والدين الإسلامي يحض على التداوى ومن وسائل التداوى الالتجاء للطب النفسي،  وهنالك من الصحابة من سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟)، أجابه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (هي من قدر الله)، فإذن الدين يدعونا لأن نتعالج، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها، وما جعل الله من داء إلا جعل له دواء، فتداووا عباد الله، علمه من علمه وجهله من جهله.

وأريد أن تكون من الذين يعلمون ذلك، ويأخذون بالطب النفسي. وأنا أؤكد لك أن حالتك بسيطة جدًّا، هذا النوع من الوساوس يعالج عن طريق تحقيره، وصده، وتجاهله، مع تناول أحد الأدوية المضادة للوساوس القهرية ويحدد ذلك الطبيب النفسى المتخصص.

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة