السلام عليكم
.. أنا مصاب بالاضطراب الوجدانى الذى
شرحتموه في موقع واحة النفس المطمئنة وذلك منذ أربع سنين وما يربو عليها وطوال هذه
المدة لم آخذ علاجا لأني لم أكن أعلم بأني مريض رغم حدة النوبات التي أعانيها ،
طوال هذه المدة كنت نهارا أمر بنوبة هوس ووقت الغروب حتى الساعة الرابعة أو
الخامسة فجرا أمر بنوبة اكتئاب فظيعة ، وتارة يستمر الهوس لأسبوع والاكتئاب لثلاثة
أيام أما حاليا فطوال الوقت أمر بنوبة مختلطة ، وأعاني من متلازمة الباب الدوار،لا
أخرج من نوبة إلا لأدخل في أخرى مع أعراض ذهانية والله المستعان .. اكتشفت مرضي في
هذا الشهر فقط ومازلت أحاول الحصول على العلاج والتواصل مع طبيبي النفسي .. جزاكم
الله خيرا ، مقالتكم أفادتني أكثر مما كنت أظن
الأخ الفاضل:
دائما ما ننصح المرضى بضرورة التعلم
والتثقف في موضوع الصحة النفسية والامراض النفسية لان الثقافة والحصول على المعلومات
تساعد المرضى على التعرف على حقيقة مرضها مما يؤدى الى التزام المريض بالعلاج
النفسى الذى هو المدخل للوصول الى الشفاء التام بإذن الله.
والاضطراب الوجدانى يعتبر مرض طبي حيث
يعانى فيه المصابون من تقلبات بالمزاج لا تتناسب مطلقاً مع إحداث الحياة العادية
التي تحدث لهم. وهذه التقلبات المزاجية تؤثر على أفكارهم وأحاسيسهم وصحتهم
الجسمانية وتصرفاتهم وقدرتهم على العمل. ويطلق على هذا المرض الاضطراب ثنائي
القطبية لأن المزاج فيه يتأرجح ما بين نوبات المرح الحاد (الهوس) وبين الاكتئاب
الشديد. أن ذهان الهوس والاكتئاب لا يحدث بسبب ضعف الشخصية ... بل على العكس من
ذلك فهو مرض قابل للعلاج ويوجد له علاجا طبيا يساعد أغلب الناس على الشفاء بإذن
الله.
ويجب أن تعلم أن علاج الأمراض النفسية
يأخذ وقت فيجب عليك المتابعة مع الطبيب المعالج لان الطريق ليس قصير حتى لو اختفت
الأعراض يجب عليك المتابعة لان الطبيب هو الوحيد الذي يعلم أين ومتي التوقف واعلم
إن مثل هذه الحالات عندما تأخذ الأدوية تحت أشراف الطبيب تتحسن بصوره جيدة وأرجو
منك التحلي بالصبر وقد يلجأ الطبيب المعالج لأنواع أخرى من العلاج للمساعدة فى
حالات الأرق والقلق والتوتر وكذلك لعلاج الأعراض الذهانية
وتستخدم الأدوية المثبتة للمزاج مثل
بريانيل وديباكين وتجريتول لعلاج الأعراض المرضية فى نوبات الهوس وتحت الهوس
والحالات المختلطة، وأحياناً للمساعدة فى تخفيف أعراض الاكتئاب وكذلك فإن مثبتات
المزاج تستخدم كجزء أساسي فى العلاج الوقائي لنوبات الهوس والاكتئاب
وهناك عدة أنواع من الأدوية
المثبتة للمزاج منها ولحسن الحظ فإن كل نوع من هذه الأنواع له تأثير كيميائي مختلف
على الجسم. وأن لم يفد نوع من هذه الأدوية فى المساعدة على شفاء المريض أو إذا
ظهرت أعراض جانبية سلبية لنوع معين من هذه الأنواع فإن الطبيب يستطيع وصف نوع آخر
أو قد يصف نوعين من الأدوية المثبتة للمزاج بجرعات علاجية معينة. ويجب قياس نسبة
العقار فى الدم بصورة منتظمة للوصول إلى الجرعة العلاجية المناسبة ولتلافى حدوث أي
آثار سلبية ضارة.
لذلك أنصحك بضرورة استكمال العلاج مع
الطبيب والالتزام التام لتعليماته