السلام عليكم
تعليقا عن موضوع العلاج بالجلسات
الكهربائية الذى عرض في المجلة في احد الأعداد السابقة.. الموضوع والطرح رائع جدا
وعندي سؤالين: الأول هل يؤثر العلاج بالجلسات الكهربائية على الذاكرة وقوتها
والتركيز؟ والثاني: أعاني من القلق الشديد الذي أدي للاكتئاب الحاد منذ مدة طويلة
-خمسة عشر سنة -ولكني كنت وما زلت أتناول العلاج الكيميائي والذي جربت فيه تقريبا
كل الأنواع كالبروزاك والسيروكسات ...الخ إلى جانب الزانكس إلا أنني أصبحت مستقرا
ومدمنا على الزانكس مما أثر على حياتي هذه المدة الطويلة علما بأن عمري لا يتجاوز
ستة وثلاثين عاما، فأرجو إعلامي مدى فعالية العلاج بالجلسات الكهربائية في التخلص
نهائيا مما أعانيه؟ مما سيجعل لذلك عميق الأثر في حياتي الأسرية والوظيفية علما
بأني آخذ 12 حبه يوميا نصف ملم، تحياتي وأرجو التواصل.
الأخ الفاضل:
العلاج بالجلسات
الكهربائية أو ما يطلق علية حاليا جلسات تنظيم إيقاع المخ هو أحد طرق العلاج
النفسى التى تستخدم فى العالم فى علاج الأمراض الذهانية مثل الاكتئاب والهوس
والفصام. وتعتبر من أكثر طرق العلاج فاعلية وأكثرها أماناً فى علاج حالات الاكتئاب
الذهانى.
وتعمل
الصدمات الكهربائية على تغير حركة الهرمونات العصبية بين أغشية خلايا المخ مما
يعيدها لحالة التوازن السابق، وكذلك فإنها تؤثر أو تعدل من عمل الهيبوثلاموس وهو
المركز الأعلى الذي يتحكم فى الجهاز العصبى اللاإرادى بفرعيه السمبتاوى
والباراسمبتاوى، وكذلك فهو أحد مراكز الانفعال فى المخ، ويحتوى على اكبر نسبة من
الموصلات العصبية الخاصة بالانفعال ويحتمل أن جلسة الكهرباء تعيد توازن تحكم هذا
المركز فى العمليات الانفعالية المختلفة من اكتئاب وهوس وفصام ... الخ. كما أنها
تعطي راحة وقتية لنشاط المخ الكهربائي بحيث يبدأ العمل ثانية بطريقة سوية. وتعطي
جلسات الكهرباء تحت تأثير المخدر وراخي العضلات ولا يشعر المريض إطلاقا بهذه
الصدمات.
والعلاج باستخدام الجلسات الكهربائية
هو نوع هام ومفيد فى علاج الاضطرابات الوجدانية ويبدأ استخدام الجلسات الكهربائية
عندما لا تستجيب حالات الاكتئاب الشديدة للعقاقير المضادة للاكتئاب أو أن يكون
المريض غير قادر على تحمل التأثيرات الجانبية للعقاقير أو يجب أن تتحسن حالته
سريعاً، وبعض المرضى لا يستجيبون للعلاج بالعقاقير المضادة للاكتئاب أو العقاقير
المثبتة للمزاج ويكون العلاج بالجلسات الكهربائية هى الطريقة الأساسية لعلاج هؤلاء
المرضى.
وتستخدم الجلسات الكهربائية فى علاج
كلا من حالات الاكتئاب وحالات الهوس. كما تستخدم الجلسات فى علاج المرضى الذين
يعانون من بعض الأمراض العضوية الذين لا يستطيعون تحمل العلاج بالأدوية المضادة
للاكتئاب ومثال لذلك بعض المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد حيث يكون علاج الاكتئاب
باستخدام الجلسات الكهربائية أفضل لهم من استخدام العقاقير التى تؤثر على الكبد،
وكذلك يتم استخدام العلاج بالجلسات الكهربائية للسيدات الحوامل أو لبعض المرضى
الذين يعانون من أمراض بالقلب عند تعرضهم للاكتئاب.
ويتم اللجوء للعلاج بالجلسات
الكهربائية فى بعض الحالات التى لا يستطيع المريض فيها الانتظار لمدة شهرين حتى
تتحسن فيها حالته مع استخدام العقاقير المضادة للاكتئاب خصوصاً فى بعض الحالات
التى يكون فيها المريض عرضة للانتحار أو بسب وجود وظيفة حساسة تتطلب سرعة التحسن
لأن التحسن مع استخدام الجلسات الكهربائية يتم فى غضون أسبوعين إلى 3 أسابيع.
والعلاج بالجلسات الكهربائية يعطى
نتيجة سريعة وناجحة فى علاج الاكتئاب ولكن يجب أن يتبع ذلك استخدام العقاقير
المضادة للاكتئاب، وقد وجد أن المرضى الذين عولجوا بالجلسات الكهربائية ولم
يتناولوا العقاقير المضادة للاكتئاب تنتكس حالتهم بنسبة 50 % على مدى 6 أشهر بعد
العلاج بالجلسات. ومن هنا تظهر أهمية الاستمرار فى العلاج بالعقاقير بعد العلاج
بالجلسات الكهربائية حتى تستقر الحالة المزاجية.
وأحياناً تؤثر الجلسات الكهربائية على
الذاكرة، ولكن الحالة تتحسن وترجع الذاكرة لطبيعتها بعد عدة أشهر. ومن مراجعة
الحالات التى اشتكت من استمرار تأثر الذاكرة لمدد طويلة وجد أن المقاييس النفسية
لقياس حدة الذاكرة كانت طبيعية وربما ترجع الشكوى لمشاكل أخرى متعلقة بالناحية
المزاجية والتركيز.
والعلاج بالجلسات الكهربائية يستخدم فى
جميع المصحات النفسية فى العالم وهو أحد الطرق الطبية المذكورة فى جميع المراجع
العلمية العالمية.