الرد على اسئلة القراء

أصيب والدي بمرض نفسي


  • رقم المجموعة : 1663 تاريخ النشر : 2021-10-26
  • إعداد : ايهاب سمير وظيفة المعد : اخصائي نفسي
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

ان مشكلتي تبدأ في سن العاشره عندما اصيب والدي بمرض نفسي ...هذا المرض جعله يسيء الظن بكل الناس ويكره ان يتعامل معهم فهو يظن انهم يكرهونه ويريدون ان يؤذونه ولكن كان يستثني والدتي واخي من ذلك الظن اما انا فكان يظن اني اكرهه واريد ان اضره واني اساعد غيره من الناس لكي يضروه فهو يعتقد انهم يراقبونه ويعرفون كل شئ عنه ويريدون ان يزعجوه ويعتبر اني اساعدهم ومن ذلك الوقت اصبحت علاقتي بأبي سيئه جدا وفقدت حنانه رغم وجوده وظلت حالته تسوء حتي اصبح لا يخرج من المنزل ابدا الا اذا ذهب الي العمل علي الاكثر مرتين في الشهر واصبح لا يزور والديه ولا يصلي  ولا يهتم بنظافته وشكله وانما اهمل كل شئ وكل مسؤليات البيت أصبحت علي أمي وأصبحت كل حياته أكل وتليفزيون ونوم ولايخرج من البيت ويشك في كل الناس ..ووصل الي انه لا يأكل معي ولا ينظر الي وجهي ومنذ سنتين ذهب الي طبيب ولكنه رفض ان يكمل معه وزعم ان العلاج لن يجدي وهكذا استمر الحال كما هو عليه، أسرة مفككه ...سؤالي هل هناك طريقه لعلاج ابي ...لان مرضه لا يؤثر فقط عليه وانا يؤثر علي اخوتي وهم اصغر مني فيفعلون مثله ..وايضا يؤثر علي امي التي تتحمل عبء كبير ...

الابنة الفاضلة

كان الله فى عونك ونسأل الله ان يمن على والدك بالشفاء التام شفائاً لا يغادر سقما

ما يعانى منه والدك هو نوع من أنواع الاضطرابات الذهانية وعلى التحديد مرض الفصام. والفصام مرض عقلي يتميز بالأضطراب في التفكير والوجدان والسلوك وأحيانا الإدراك ، ويؤدي إن لم يعالج في بادئ الأمر إلي تدهور في المستوي السلوكي والاجتماعي كما يفقد الفرد شخصيته وبالتالي يصبح في معزل عن العالم الحقيقي .

والعلامات المبكرة للمرض غالبا ما يبدأ المرض خلال فترة المراهقة أو في بداية مرحلة البلوغ بأعراض خفيفة تتصاعد في شدتها بحيث أن عائلة المريض قد لا يلاحظون بداية المرض وفي الغالب تبدأ الأعراض بتوتر عصبي وقلة التركيز والنوم مصاحبة بانطواء وميل للعزلة عن المجتمع . وبتقدم المرض تبدأ الأعراض في الظهور بصورة أشد فنجد أن المريض يسلك سلوكا خاصا فهو يبدأ في التحدث عن أشياء وهمية وبلا معني ويشك فى الناس من حوله  ويتلق أحاسيس غير موجودة وهذه هي بداية الاضطراب العقلي ويستطيع الطبيب النفسي تشخيص المرض عند استمرار الأعراض لمدة تزيد عن 6 أشهر علي أن تستمر هذه الأعراض طوال فترة مرحلة الاضطراب العقلي

وتتعرض حالة المريض إلي التحسن والتدهور بالتبادل بحيث انه في حالة التحسن قد يبدو المريض طبيعيا تماما , أما في حالات التدهور الحادة فأن مريض الفصام لا يستطيع التفكير بصورة سوية , ويعني من ضلالات وهلاوس وتشوش فكري . أما الضلالات فهي اعتقادات خاطئة غير مبنية علي الواقع , حيث نجد أن مرضي الفصام يعتقدون أن هناك من يتجسس عليهم أو يخطط للنيل منهم وان هناك من يستطيع قرأه أفكارهم أو إضافة أفكار إلي أفكارهم أو التحكم في مشاعرهم وقد يعتقد البعض انه المسيح أو المهدي المنتظر. أما الهلاوس التي تظهر لدي مريض الفصام فاهم مظاهرها هي سماع المريض لأصوات تنتقد تصرفاته وتسيطر عليه وتعطيه أوامر كما انه يري أشياء غير موجودة او يحس بأحاسيس جلدية غير موجودة . كما يعاني مريض الفصام من تشوش فكري يظهر بوضوح في عدم ترابط أفكاره فنجد أن الحديث ينتقل من موضوع إلي أخر بدون ترابط ولا هو يعلم أن ما يقوله ليس له معني محدد حيث انه قد يبدأ صياغة كلمات أو لغة خاصة به لا تعني شيئا بالنسبة للآخرين . وحتى إذا تحسنت حالة المريض وتراجع المرض نجد أن الأعراض مثل الانطواء وبلادة الإحساس وقلة التركيز قد تبقي لسنوات وقد لا يستطيع المريض رغم تحسن حالته أن يقوم بالواجبات اليومية العادية مثل الاستحمام وارتداء الملابس كما قد يبدو للآخرين كشخص غريب الطباع والعادات وانه يعيش علي هامش الحياة

 لذلك أنصحك  بضرورة الذهاب لأقرب طبيب نفسي لعلاج الوالد حيث هناك الآن عدة طرق للعلاج تستعمل بنجاح مثل استخدام مضادات الذهان والعلاج بجلسات الكهرباء والعلاج النفسي والعلاج الفردي والعلاج الأسري.

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة