الأطفال و السرقة

الأطفال و السرقة

السلام عليكم

أرسل لسيادتكم مشكلتي الأسرية برجاء أن تجد لنا حلا لها .

مشكلتي مع أبني البالغ من العمر 12 سنة أنة بدأ يسرق النقود من المنزل وأحيانا يسرق أدوات زملائه في المدرسة بالرغم من أننا نوفر له كل ما يطلبه من نقود وأدوات مدرسية وقد أدى هذا السلوك إلى معاقبته في المدرسة وحرمانه من الرحلات والأنشطة المدرسية كما أدى إلى استخدام العنف والعقاب الجسماني من مدرسيه وكذلك من والده بسبب رجوعه للسرقة في كل مرة بعد أن يقسم بأنه لن يرجع لذلك مرة أخرى. وقد عرضت ابني على الأخصائي الاجتماعي في المدرسة الذي أجرى له استمارة بحث حالة وطلب عرضه على أخصائي أمراض نفسية حتى يستطيع تنظيم العلاج النفسي المناسب لحالته . أرجو المساعدة في الخروج من هذه المشكلة و شكراً .

الأخ س.أ.د

السرقة عند الأطفال لها دوافع كثيرة ومختلفة ويجب لذلك أن نفهم الدوافع في كل حالة وأن نفهم الغاية التي تحققها السرقة في حياة كل طفل حتى نستطيع أن نجد الحل لتلك المشكلة فقد يسرق الطفل لعبة أخيه لأنه يجهل معنى الملكية ويجهل كيف يحترم ملكية الآخرين لأن نموه لم يمكنه من التمييز بين ماله وما ليس له . مثل هذا الطفل لا يمكننا أن نعتبره سارقا ويكفي لكي نعوده على سلوك الأمانة أن ننمي فكرته عن الملكية وذلك بأن تخصص له أدوات خاصة ليتناول فيها الطعام كطبق خاص وفوطة خاصة ويكون لها لون يختلف عن لون حاجات أخواته .

وكذلك قد يسرق الطفل بسبب الإحساس بالحرمان كأن يسرق الطعام لأنه يشتهي نوعا من الأكل لأنه جائع وقد يسرق لعب غيره لأنه محروم منها أو قد يسرق النقود لشراء هذه الأشياء وقد يسرق الطفل تقليدا لبعض الزملاء في المدرسة بدون أن يفهم عاقبة ما يفعل أو لأنه نشأ في بيئة إجرامية عودته على السرقة والاعتداء على ملكية الغير وتشعره السرقة بنوع من القوة والانتصار وتقدير الذات وهذا السلوك ينطوي على سلوك إجرامي في الكبر لأن البيئة أصلاً بيئة غير سوية .

كذلك قد يسرق الطفل بسبب وجود مرض نفسي أو عقلي أو بسبب كونه يعاني من الضعف العقلي وانخفاض الذكاء مما يجعله سهل الوقوع تحت سيطرة أولاد أكبر منه قد يوجهونه إلى السرقة .

ولعلاج السرقة عند الأطفال يجب أولاً أن نوفر الضروريات اللازمة للطفل من مأكل وملبس مناسب لسنه وكذلك مساعدة الطفل على الشعور بالاندماج في جماعات سوية بعيدة عن الانحراف في المدرسة والنادي وفي المنزل والمجتمع بوجه عام وأن يعيش الأبناء في وسط عائلي يتمتع بالدفء العاطفي بين الآباء والأبناء ويجب أن نحترم ملكية الطفل ونعوده على احترام ملكية الآخرين وأن ندربه على ذلك منذ الصغر مع مداومة التوجيه والإشراف مع عدم اتهام الطفل بأنه سارق إذا استولى على شيء ليس له مع معالجة السبب الرئيسي الذي جعله يلجأ إلى هذا السلوك ، كذلك يجب عدم تأنيب الطفل أو معايرته على سلوك السرقة أمام الغير بأي حال من الأحوال حتى لا يشعر بالنقص وينطوي على نفسه ويهرب من البيئة التي حوله .. كذلك يجب مساعدة الأطفال على التخلص من الطاقة الزائدة والانفعال عن طريق المشاركة في أنشطة جماعية واللعب والهوايات كالموسيقى والأشغال اليدوية والفنية إلى غير ذلك مما يكسب الطفل شخصية سوية قوية وينمي قدراته .

ويجب علينا لتنمية سلوك الأمانة عند الأطفال المساعدة في خلق شعور الملكية عند الطفل منذ سنينه الأولى بأن نخصص له دولاباً خاصاً أو مكانا خاصا وأشياء يمتلكها وكذلك يجب إعطاء الطفل مصروفا منتظما يتناسب مع سنه ووسطه الاجتماعي وبيئته المدرسية مع المرونة والتسامح في حالات السرقة الفردية العابرة التي تحدث في حالات الصغار .

ويجب كذلك عدم الإلحاح على الطفل بالاعتراف بأنه سرق لأن ذلك يدفعه إلى الكذب فيتمادى في سلوك السرقة والكذب .

إن الطفل لا يسرق ممن يحبهم أو يشعر بصداقتهم لذلك يجب أن نشبع الأطفال بمشاعر الحب والصداقة مع الحزم المرن في المعاملة والقدوة الحسنة .

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة