الخجل عند الأطفال

الخجل عند الأطفال

السلام عليكم

أرسل إليك هذه الرسالة للاستفسار من مشكلة تعاني منها الأسرة وهي موضوع يخص ابننا التلميذ بالمرحلة الابتدائية حيث يعاني من الانطواء والخجل وعدم قدرته على تكوين صداقات مع زملائه بالمدرسة وكذلك مع أطفال الجيران وعدم مشاركته معهم فى الألعاب المختلفة حيث يميل للعزلة دائما بالرغم من أنه يتمتع بدرجة واضحة من الذكاء ومتفوق في دراسته وعلى درجة ممتازة من الأخلاق لدرجة أن الأهل يطلقون عليه أنه طفل مثالي لأنه هادئ ومؤدب وكذلك يمتدحه المدرسون في المدرسة ولكنهم يعلقون على خجله بأنه لا يرفع يده للإجابة على الأسئلة بالرغم من علمهم بأنه يعرف الإجابة. وقد حاولنا أن ندفعه دائما لتكوين صداقات والتحدث مع الضيوف عند زيارتهم ولكنه كان يتحاشى الجلوس والتحدث معهم بالرغم من كونه متحدثا لبقا وظريفا مع أفراد الأسرة في المنزل .

أرجو أن تدلنا على سبب هذا الخجل وهل هناك طرق لمساعدة الأبناء على التغلب على هذا الخجل حتى يسترد ثقته في نفسه وشكراً.


الأخ س.م.ح

الخجل عند بعض الأطفال قد يحدث نتيجة لوجود عوامل مختلفة قد تساعد على أن ينشئوا خجولين ميالين للعزلة ومن هذه العوامل بعض العوامل الجسمانية مثل ضعف البصر أو صعوبة بالسمع أو اللجلجة بالكلام أو السمنة المفرطة أو الطول المفرط كما قد يعاني الطفل الخجول نتيجة إشعار البيئة له بالنقص لعدم وسامته أو ضعف قدراته العقلية وتحصيله في المدرسة أو لجهل الأبوين وسوء معاملتهم له كالتشدد في العقوبة لأقل سبب أو على العكس من ذلك تماما فقد يكون الطفل مدللا لدرجة تجعله يشعر بالقلق والخجل عندما لا يلاقي نفس العناية والتدليل من المجتمع .

والشعور بالنقص يحدث للفرد عندما يجد نفسه عاجزا عن أن يحل ما يعرض له من مشكلات ويصاحبه انفعال الخوف والقلق والتردد وعدم القدرة على اتخاذ القرار فيبدو الفرد عديم الثقة بالنفس (خجول) .

ولكي نعالج طفلا خجولا يجب أن ندرك أولاً أنه حساس وفي أمس الحاجة لأن نعيد إليه ثقته في نفسه وذلك عن طريق تصحيح فكرته عن نفسه وعلى قبول بعض النقص الذي يعاني منه على أساس أن لكل منا نقاط ضعف . كما يجب أن ندرك أن الطفل الخجول في حاجة ماسة إلى تنمية شخصيته وتكوين قدراته للأخذ والعطاء مع الغير ولذلك ننصح بالآتي :

أولاً : يجب أن يشعر الطفل الخجول بحبك وقبولك له ولذلك يجب أن تتعرف على مصادر خجله وكيف نشأت وذلك عن طريق دراسة حالته من جميع نواحيها.

ثانيا : يجب تهيئة الجو الآمن عن طريق الألفة والطمأنينة بين الطفل والمحيطين به سواء في الأسرة أو المدرسة فكلما كان هناك جو من الدفء العاطفي في البيئة كلما استطاع الطفل أن يعبر عن شعوره من شكوك أو خوف أو قلق وكلما استطاع التحدث مع الكبار عن مشاكله ووجد حلا لها.

ثالثا : عدم دفع الطفل للقيام بأعمال تفوق قدراته إذ أنه ليس معنى تشجيع الطفل ومحاولة بث ثقته في نفسه أن تدفعه إلى القيام بأعمال تفوق طاقته الجسمية أو قدراته العقلية بل يجب أن تختار الأعمال التي تشعر بأنه في مقدوره القيام بها وتدفعه إليها لتكسبه شعورا بالأهمية والتقدير في نظر نفسه وفي نظر الآخرين حوله.

رابعا : يجب تدريب الطفل الخجول على الأخذ والعطاء وتكوين الصداقات مع أقرانه من الأطفال وذلك بتشجيعه على الاختلاط وعمل صداقات ويمكننا أن ننجح في ذلك إذا اهتممنا بالمظهر الخارجي للطفل من حيث ملابسه وساعدناه بإتاحة الفرص له للاختلاط مع الأطفال سواء من الأقارب أو مع الأطفال فى المدرسة أو النادى .

وفى ضوء هذه الأساليب لعلاج الخجل يمكن تخفيف الخجل شيئا فشيئا عند الطفل الخجول ويمكن اكتشاف مزاياه ونقاط القوة فى قدراته وتنمية شخصيته فى جو من الدفء العاطفى والأمان والطمأنينة .

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة