رسومات الأطفال .. رؤية نفسية

رسومات الأطفال .. رؤية نفسية

 تعد مرحلة الطفولة من أهم مراحل بناء الكيان البشري، إذ هي مستهل حياته، كما أن الطفل فيها أكثر شغفاً للتعلم، وأكثر طواعية وانقياداً للتنميط القيمي والوجداني والمهاري.

ويمثل الرسم إحدى طرق التعبير الهامة عند الإنسان فالكائن البشري يتميز بقدرته على المعرفة وصياغة أفكاره ومشاعره في قوالب تعبيرية من ضمنها الرسم.

 ويعد الرسم من المناشط التعبيرية الهامة لدى الأطفال، فهو لغة يستخدمها الطفل كوسيلة للاتصال ينقل بها أفكاره ومشاعره للآخرين.

والطفل عندما يمسك ورقة وقلماً، يرسم دوائر وخطوطاً وأشكالاً مختلفة، معبراً عما بداخله بخطوط عشوائية غير واضحة إلا في نفسه، يلون شخوصه وأحداثه بظلال حياته، خطوطاً ربما تعكس واقعاً لا ندركه على صفحة الحياة، وألواناً ربما ترسم الملامح النفسية لذلك الطفل، وترصد خيالاته العابرة وأحلامه وعالمه الخاص الذي يختلف حتماً في تصوراته عن عالمنا نحن الكبار.

وهناك صلة كبيرة بين رسوم الأطفال وبين قدراتهم الفطرية العامة أي الذكاء حيث يساعد الرسم والتلوين على تنمية ذكاء الطفل ومواهبه فبالإضافة إلى تنمية العوامل الإبداعية لدى الطفل عن طريق اكتشاف العلاقات وإدخال التعديلات لتزيد من جمال الرسم، فإنه يساهم في تنمية الموهبة لدى الطفل، ويشكل رسمه عرضاً لما يريد أن يقوله عن طريق ما يرسمه، إن المقدرة على الرسم تتماشى مع التطور الذهني والنفسي للطفل وتؤدى إلى تنمية تفكيره ومواهبه.

تعريف رسوم الأطفال:

يقصد برسوم الأطفال كل الإنتاج التشكيلي الذي ينجزه الأطفال على أي سطح كان مستخدمين الأقلام والألوان، ولم تعد كلمة رسوم تقتصر على الرسوم التشكيلية بل اتسع المفهوم ليشمل كل تعبيرات الأطفال على المسطحات، كالورق والجدران والأرض، بالإضافة إلى الاهتمام بالخصائص المميزة لتلك الرسوم والتي تعكس صفات الطفولة بكل أبعادها الجسمية والنفسية والعقلية والاجتماعية في كل مرحلة من مراحل النمو المختلفة.   

أطفالنا .. والرسم:

 يشير تشريح المخ إلى وجود مكان منفصل للوظائف المعرفية وآخر للوظائف الانفعالية، وقد يسهل هذا الفصل على تفسير ارتقاء البشر تجاه الإنتاج الفني، فعلى المستوى الأعلى يأتي التعبير عن المشاعر الشخصية مندمجاً في الإنتاج الإبداعي الذي يعكس معرفة العالم الحقيقي، ومن هنا يجب أن نفرق بين رسم الصغار ورسم الكبار حيث تأتي الابتكارية في رسم الأطفال الصغار لعدم معرفتهم بالقواعد التي تحكم هذا الإنتاج الفني إلى جانب مستواهم الفكري الذي يتمركز حول الذات.                   

وتعبر رسومات الأطفال عن أحاسيس وانطباعات الطفل الداخلية وهي انعكاس للواقع والبيئة التي يعيش الطفل فيها، كما تم استخدام رسوم الأطفال( رسم المخططات، المجسمات الهندسية، الأشكال ثلاثية الأبعاد..) من خلال الإدراك الحسي والبصري الذي يمتلكه الأطفال، وتبين من خلال تحليل هذه الرسومات أنها تنمي الحس العددي والحس المكاني عند الأطفال،

وهناك عدة تفسيرات لدوافع الرسم عند الأطفال نوجزها في الآتي:

- يعد الرسم إحدى مظاهر اللعب.

- الرسم تسلية للطفل يشعره بالمتعة والبهجة.

- يرسم الطفل مقلداً للكبار في ذلك.

- يفرغ الطفل شحنات الطاقة الزائدة عن طريق الرسم.

- يعتبر الرسم بداية الإبداع، ووسيلة للإيضاح والاتصال فعن طريق الرسم يوضح الطفل ذاته وينقل أفكاره وحاجاته ومشاعره للآخرين.  

  فوائد الرسم للطفل:     تعد رسومات الأطفال أداة للتعبير عن المشاعر والأحاسيس والتصورات، كما تعد وسيطاً للابتكار والإبداع وعمل التصاميم والأشكال، وأداة للتذوق والاستمتاع الجمالي، وأداة تشخيص للاضطراب النفسي ووسيلة علاج بالفن، وهي طريق للاتصال ووسيلة لاكتشاف العالم، وعندما يستخدم الطفل الألوان وأصابعه والأقلام الزيتية يصل للدرجة التي تمكنه من ترك أثر على الورقة ويبدأ بالتدريب الطويل من خلال نضوج نشاطه اليدوي وتقوية حركاته في التحكم للوصول إلى مرحلة رسم العلاقات التلقائية، كما أن الرسم مهم للطفل لأنه يحقق الفوائد الآتية:

-       شغل وقت الفراغ بعمل مفيد.

-       تقوية العضلات وتنمية التآزر الحسي الحركي.

-       تذوق الجمال.

-       التكيف مع البيئة وتنمية التواصل مع الآخرين.

    وأخيراً وليس آخراً.. يجب على الآباء والمربين إبداء الاهتمام بما يرسمه الأطفال وعدم السخرية منهم حتى نزرع الثقة والحماس في أنفسهم واكتشاف مواهبهم مبكراً أو اكتشاف اضطرابات نفسية ومشاعر مكبوتة قد يعانون منها.   

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة