الرد على اسئلة القراء

عندى وساوس من الايدز


  • رقم المجموعة : 1371 تاريخ النشر : 2015-02-05
  • إعداد : الاستاذة هبة محمود وظيفة المعد : اخصائية نفسية
  • المشرف : د.محمود ابو العزائم وظيفة المشرف : مستشار الطب النفسى

السلام عليكم

انا عندي سؤال عن الايدز ..مره جرني رفاق السوء الى تدخين مخدر الحشيش وندمت على ذلك كثيرا

عمري 17سنة وقبل أن أدخنها كان عندي وسواس من الايدز في المخدرات ولم أكن اعرف ولا شيء عن الفيروس فأتاني بعد يومين من تدخينها صداع لكن بعدها بأسبوع صب علي المطر لأننا في فصل الشتاء وفصل الشتاء بارد في الجزائر فمرضت بالأنفلونزا بعدها شفيت لكن من القلق والوسواس وبحثت عن الايدز فظننت أن الفيروس انتقل لي من عند الحلق فأصبت بالقولون العصبي مع إسهال وقلت اني أصبت به لأني تعرضت لأغلب الأعراض وبعد مرور شهر من الخوف والقلق والدعاء لله بأن لا يبلوني بهذا المرض فتبت الى الله وبدأت اقرأ القرآن الكريم ثم ذهبت الى مركز التحاليل وقمت بتحليل عام ووجت أني سليم من الايدز والحمد لله ثم اختفت جميع الأعراض لكن بعد يومين ذهبت الى مقهى الانترنت فشعرت بوخز أسفل ظهري فظننت ان الرجل الذي ورائي وخزني لكن لم أتكلم ثم ذهبت الى البيت مسرعا لأرى اذا هناك دم لكن لم أجد شيء تم بحثت في الانترنت عن وخز كوخز الإبر فوجدت أيضا أنها تأتي مع حكة ولكن بعد يوم أتتني هده الأعراض ويأتيني وخز مع الحكة وازداد عندي حب الشباب مع العلم أن عندي حب الشباب من قبل وتأتيني هده الأعراض فقط عند التوتر والتفكير فيها لكن البارحة حصلت لي آلام في المفاصل والعضلات مع حدوث رعشة في القدمين والجسم مع برودة الأطراف مند فترة وما زلت اقرأ عن أعراض الايدز وخوفي منها وافحص رقبتي يوميا خوفا من انتفاخ الغدد الليمفاوية واشعر بأنها انتفخت قليلا مند انشغالي بها والله أعلم او انه الوسواس فقط لكنها لا تؤلمني أبدا ولا أشعر ان رقبتي تؤلمني وسأعيد التحاليل بعد مرور 4 أشهر للتأكد من ان لا يوجد شيء.  بقي شهرين ويكاد صبري ينفد من الخوف والقلق ...فانصحني يا دكتور،  و شكراً

الأبن الفاضل

السلام عليكم ورحمة الله

نسأل الله تعالى أن يُزيل همك، وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

من الرسالة التي أرسلتها والتى تذكر فيها انك تعاني من الخوف من احتمال حدوث مرض الايدز عندك بالرغم من ان التحاليل لم تثبت وجود اى اعراض مرضية ، كما انك ذكرت انك كنت وما زلت تعانى من الوساوس المرضية وتطلب النصيحة فى مشكلتك

بالفعل يابنى انك تعانى من القلق النفسى الذى قد يصل الى درجة الوساوس القهرية والقلق النفسى يشعر فيه المصاب احيانا بالخوف الشديد من شئ محدد وهو شعور بخوف حاد وشديد يصعب التحكم به عند التعرض لموقف أو خوف من شئ ما (منظر الدم – نوع من الحشرات – الإبر) والتي تعتبر غير مؤذيه في الحالات العادية.

وهؤلاء الأشخاص مدركين أن مخاوفهم لا أساس لها وهي زائدة عن المفروض ومبالغ فيها ولكنهم لا يستطيعون السيطرة علي الشعور بالخوف الداهم الذي ينتابهم.

كما ان الوسواس القهري وهو تردد أفكار غير منطقية علي ذهن المريض بصورة مزعجة له نفسه لأنه يدرك أنها غير سليمة ولكنها تثير في نفسه قلق شديد يدعوه في أغلب الأحيان للقيام بأفعال بصورة متكررة علي أمل التخلص من هذه الأفكار ولكنها تظل تردد بداخله مما يدخل المريض في حلقة مفرغة من وساوس فكرية.

ولكي تكون الفكرة قريبة من القارئ فلنأخذ فكرة وساوس الاصابة بالمرض كمثال. هنا تسيطر علي المريض فكرة الاصابة بالعدوى مما يسبب له انزعاج شديد وقلق نفسي حاد مما يدعوه إلي فحص الجسم وعمل التحاليل عدة مرات بأسلوب معين ومتكرر ولكن في كل مرة يفحص نفسه فيها لا يزال يشعر بأن جسمه ما زال  مريض وتسيطر فكرة التقاط العدوى علي ذهن المريض مما يجعله يجرى التحاليل مرة ثانية وثالثة ورابعة … وهكذا.

ويجب الأخذ فى الاعتبار أن المريض نفسه يشعر بعدم صحة هذه الفكرة ولكنه لا يستطيع أن يمنع نفسه من التفكير فيها والتأثير بها والقيام بعمل شئ يقلل من شأنها.

ومن الملاحظ مدى المعاناة التي يعانيها مريض الوسواس القهري ومدى تدخل هذه الأفكار في سير حياته اليومية. حيث أنها تعطله عن عمله وعن الاشتراك في الحياة الاجتماعية أو العملية.

لذلك أنصحك بضرورة الذهاب لأقرب طبيب نفسي حيث تعتبر الوسيلتين الأكثر فعالية في علاج حالات الوسواس القهري هي العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي. وعادة ما يكون العلاج في أعلى درجات فعاليته إذا تم الجمع بين العلاجين.

ومن الصعب جدا على المريض علاج نفسه، وخصوصا أن العلاج السلوكي يحتاج إلى مواجهة المرض، وقد لا يعرف مدى شدة الألم الذي يصيب المريض بمرض الوسواس القهري سوى الشخص المصاب به، ولكن هذا الألم لا يمكن الهروب منه، لذلك أقول للمريض بالوسواس القهري أن المرض لن يختفي إن ترك للوقت، فالعلاج وإن كان مؤلما في البداية ولكنه بعد مدة من الزمن سيذهب، وهذه الأفكار التي تزعج وتقلق المريض ستزول وتضعف تدريجيا، حتى تصبح بلا قيمة.

ومن المهم جدا أن يقوم المريض بأخذ الدواء إذا ما وصفه الطبيب المختص له، خصوصا أن الأدوية في الوقت الحالي وصلت إلى مرحلة متقدمة، ويقوم الدواء بزيادة نسبة مادة السيروتونين في المخ بحيث يستعيد المخ نشاطه الطبيعي وتزول الأفكار السلبية.

وفقك الله وهداك وحفظك الله من كل مكروه

اذا كان لديك مشكلة وترغب فى عرضها على العيادة النفسية

سجل ايميلك لتصلك الاعداد الجديدة من مجلة النفس المطمئنة